"الماء و الحياة في القرآن الكريم".. دليل معجز على النبوة

  • أحمد نصار
  • السبت 16 ديسمبر 2023, 1:43 مساءً
  • 553
تعبيرية

تعبيرية

أكد الدكتور بلخير حموتي، الأستاذ بكلية العلوم – جامعة محمد الأول وجدة، وعضو الهيئة المغربية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة، أن هناك ضرورة تتمثل في التنبيه أولا أن ما اكتشف من إعجاز عددي في القران الكريم ليزيد المؤمن إيمانا و الموقن يقينا، مضيفا: "سأذكر بعضا مما اكتشفه العلماء جزاهم الله خيرا فالعقل مثلا ذكر 49 مرات و كذلك النور 49 مرة؛ و ذكر الملائكة 88 و الشيطان و الشياطين 88؛ و الدنيا 115 و الآخرة 115".


ولفت إلى أن لفظ “يوم” ذكر، 365 و هي تحديدا عدد أيام السنة و ذكر لفظي يومين و أيام 30 مرة على عدد أيام الشهر بينما الشهر ذكر 12 مرة على عدد شهور السنة.

وتابع: أما النبي محمد عليه أفضل الصلاة و السلام فذكر في القران 4 مرات و أحمد مرة واحدة فيكون ذكره صلى الله عليه و سلم إذا خمس مرات و كذلك الشريعة ذكرت خمس مرات بالصيغ الآتية : شِرْعَة "المائدة 48" و شُرَّعًا الأعراف163 " و شَرَعَ "الشورى 13" و شَرَعُوا "الشورى 21"و شريعة "الجاثية 18"، منوها في الوقت نفسه إلى أن العدد خمسة له مكانته و قيمته في الإسلام كما هو معلوم بالبداهة لدى الكثيرين، فأركان الإسلام خمسة و عدد الصلوات خمس. من عجائب القرآن أن كلمة”أذَّنَ” تكررت مرتين، وكلمة “مؤذِّنٌ” تكررت مرتين، وكلمة “أَذِّنْ” وردت مرة واحدة ويكون المجموع خمس مرات بعدد مرات الأذان، فلا نملك إلا أن نقول: الله أكبر!!

‏وأردف قائلا: إن النبي صلوات الله عليه قال: فضلت على الأنبياء بخمس‏:‏ بعثت إلى الناس كافة، وذخرت شفاعتي لأمتي، ونصرت بالرعب شهرا أمامي وشهرا خلفي، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي ففرض الله عز وجل على أمتي خمسين صلاة، فرجعت بذلك حتى مررت على موسى، فقال موسى‏:‏ ماذا فرض ربك على أمتك‏؟‏ قلت‏:‏ فرض عليهم خمسين صلاة‏.

 قال لي موسى‏:‏ فراجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك‏.‏ فراجعت ربي، فوضع شطرها، فرجعت إلى موسى فأخبرته فقال‏:‏ راجع ربك فإن أمتك لا تطيق ذلك‏.‏ فراجعت ربي فقال‏:‏ هن خمس وهي خمسون، فقراء المهاجرين يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بخمسمائة عام فضل صلاة الجماعة على صلاة الرجل وحده خمس وعشرون درجة، وفضل صلاة التطوع في البيت على فعلها في المسجد كفضل صلاة الجماعة على المنفرد…

وشدد على ضرورة التنبيه على أن الشريعة في لغة العرب الطريق الموصل إلى الماء و هو الموضع  الذي ينحدر إلى الماء منه و كذلك موردُ الماء الّذي يُستقى منه بلا رِشاءٍ "أي حبل" كما جاء في لسان العرب . و أما الشريعة اصطلاحا فهي ما شرعه الله لعباده من الدين ، مثل الصوم والصلاة والحج.. وغير ذلك ، وإنما سمى شريعة لأنه يقصد ويلجأ إليه، كما يلجأ إلى الماء عند العطش، ومنه قوله تعالى: {ثم جعلناك على شريعة من الأمر فاتبعها}الجاثية:18، وقوله تعالى{لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا} المائدة:48.

وأكمل : بعد هذا نطرح سؤالا : لماذا إذا محمد صلى الله عليه و سلم و الماء ؟ حيث ذكر الماء في القرآن الكريم 63 مرة و أي مسلم تسأله عن هذا الرقم سيجيب 63 هو عمر و حياة النبي محمد صلى الله عليه و سلم، فنستنتج إذا الآتي : إذا كان الماء سببا في حياة الجسم فمحمد حياة الفكر – القلب – الروح.

"نسبة الماء على الأرض"

وأوضح أن  كلمة البر 12 مرة + و كلمة يبسا مرة واحدة = 13 مرة و البحر ذكر 32 مرة و المجموع 45 إذا تكون النسبة المئوية للبر 28.8888 في المائة بينما  نسبة البحر 71.1111 في المائة للبحر وقد يقترب الإنسان من هذه النسبة، لافتا إلى النبي محمد صلى الله عليه و سلم يشبه نفسه بالغيث و الغيث هو المطر، فعن أبى موسى رضي الله عنه قال‏:‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:‏ “إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم، كمثل غيث أصاب أرضاً، فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء، فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكان منها أجاذب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، فشربوا وسقوا وزرعوا، وأصاب منها طائفة أخرى، إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ، فذلك مثل من َفقُه في دين الله ونفعه الله بما بعثني به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به” أخرجاه في “الصحيحين‏.

وأضاف: ونقل عن ابن القيمفي تفسيره القيم عنقوله تعالى ( يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم )  الأنفال 24: تضمنت هذه الآية أمورا : أن الحياة النافعة إنما تحصل بالاستجابة لله و رسوله, فمن لم تحصل له هذه الاستجابة فلا حياة له, فمن لم يستجب كانت له حياة بهيمية مشتركة بينه وبين باقي الحيوانات , فالإنسان مضطر إلى نوعين من الحياة : حياة بدنه التي لا يدرك قيمتها إلا من وقع في الضرر و هذه الحياة إذا قلّت نال صاحبها ألم و ضعف بحسب ذلك , وكذلك كانت حياة المريض و الحزين و صاحب الهم دون حياة من لم يعاني ذلك .

 

تعليقات