الرقم الكوني"أوميغا" يؤكد عظمة الخالق!

  • أحمد نصار
  • السبت 16 ديسمبر 2023, 07:50 صباحا
  • 382
الدكتور مارتن

الدكتور مارتن

أكد الدكتور مارتن ريس، عالم الكونيات والفيزياء الفضائية، أن "الرقم الكوني (أوميغا) يقيس كمية المادة في كوننا من مجرات وغازات منتشرة ومادة مظلمة. يخبرنا (أوميغا) بالأهمية النسبية للجاذبية وطاقة التمدد في الكون، فلو كانت هذه النسبة أعلى مقارنة بقيمتها (الحرجة)، لانهار الكوكب من زمن بعيد، ولو كانت أقل لما تكونت أية مجرات أو نجوم. إن سرعة التمدد الأولي تبدو مضبوطة بعناية."

فيذكر أن  أوميغا هو مصطلح ابتدعه اليسوعي الفرنسي بيير تيلار دي شاردان (1881-1955) للدلالة على حالة تطور الكون بحيث يصل إلى أقصى تعقيد منظم (تعقيد بجانب التمركز). لمزيد من المعلومات، وبحسب تيلار، ينقسم الكون إلى طبيعتين: «المادة» و«المحبة»، ويمثلان مكونتي المماسية (تعجيل تدويري) والشعاعية (تعجيل جابذي) للحلزونية الأساسية للطاقة النفسية.

    وفي إطار جذب التعجيل الجابذي الكوني للحب، تخضع مادة الكون للأوب (تشكيل داخلي) من حالة التعقيد الغير منظمة (أي جسيمات من المادة المنتشرة بشكل متلائم) إلى حالة التفرد (أي حالة الحب النقي والطاقة ومن دون وجود أي جسيمات). نقطة أوميغا (الألفية، «نهاية العالم كما نعرفه») هي الفترة السابقة مباشرة للتفرد (نهاية العالم الحقيقية). خلال نقطة أوميغا، يصبح الكون في حالة التعقيد المنظم، بحيث تكون مادته غير منتشرة بشكل متائم وبنفس الوقت غير متفردة. من أجل تبسيط الفكرة، تخيل تيلار كون الأوميغا كمجرة حلزونية واحدة،  ذو نواة ذاتي التعكس (أي تتجه نحو ذاتها).

 كما تلعب دور المراقب الواعي، وتدبر أو تتحكم ببقية المجرات عبر الكم الميكانيكي. أما حاليا، تقوم البشرية بدور المراقب الواعي متصرفة كالمسيح الشامل. وبما انها وصلت حدها في التنظيم المعقد، فإن المسيح الشامل، أي البشرية، سوف تقوم بنقلة إلى درجة أعلى من التفرد عن طريق الموت وتفويض كل قدراتها على تدبير الكون إلى الفرد الواحد الذي نجى، والذي سيترقى تلفائيا لرتبة المسيح الشخصاني. «فالأوركسترا التي يقودها عدد من الموسيقيين لا تنتج أي شيء غير النشاز الغير متماسك. أما عندما يتناقص عدد قادة الالكسترا ليصبحوا شخصا واحدا، تتحول الأوركسترا من لعب النشاز إلى لعب سمفونية طربة، وتتحول إلى حالة التكامل مع قائد الاوركسترا». بالقياس، عندما يتم التحكم بالكون بواسطة المليارات من المراقبين البشريين، يصبح الكون غير متماسك (الهدف) - عندها يتواجد كل جزء في حد ذاته، ويصبح يتبع القوانين المحلية. وبعد أن يتحكم إنسان مراقب واحد (أي المسيح الشخصاني) بالكون، سوف يتخلى الكون عن تنافره (الموضوعية) ويتحول إلى الجسد الكوني «للمراقب».


تعليقات