"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
الله
قال الباحث في ملف الإلحاد، الدكتور عبدالله
محمد، طبيب أسنان، إن هناك اعتراضا يعد من أشهر الاعتراضات التي يحتج بها ملاحدة العصر
الحديث، في عدم الإيمان بوجود الخالق -عز وجل – والتي تتمثل في كوني لا استطيع
إثبات وجود الله بالمنهج العلمي، يجعلني لا أؤمن به.
وأوضح "محمد"، أنه يجب علينا أولا ، نعرف ما هو العلم، وما هي مصادر
المعرفة ؟، منوها إلى أن من يحصر العلم في العلم التجريبي فقط
فهو - بلا شك - سيقع في مآزق كبيرة ، فمثلا نجد أن العمل والأخذ بالعلم التجريبي نفسه
لا يقوم على العلم التجريبي وإنما يقوم على الاستدلال المنطقي (العقل) ؛ فمن خلال الاستدلال
المنطقي (عقله) استطاع أن يقارن بين العلم التجريبي و بين العقل و الحس والخبر ، ورأى من خلال عقله أن أفضل نتائج كانت متمثلةً
في العلم التجريبي دون غيره ، فهو إذاً استخدم عقله ليعمل ويأخذ بالعلم التجريبي كحجة
وبرهان قوي ، فلو أنكر حجة الاستدلال المنطقي (العقل) لبطل الاحتجاج بالعلم التجريبي
لأنه في الأصل قائم على العقل الذي قارن نتائج كل دليل ورجح نتائج دليل العلم التجريبي
.
وتابع: نخلص إذاً أن الاستدلال المنطقي،"العقل"
مصدر قوي جدا بل وبدونه لا يقوم العلم التجريبي ـ لافتا إلى أنهم يقولون: لا يمكن
التحقق من أي شئ إلا من خلال العلم التجريبي !!، ويرى"محمد" أن هذه
الجملة كارثية فهي تحتوي على فساد ذاتي ينسفها ألا وهو أن هذه القاعدة نفسها غير مثبتة
بالعلم التجريبي فليس هناك تجربة ما سنجريها ثم نجد النتيجة تقول لنا " لا يمكن
إثبات أي شئ إلا من خلال العلم التجريبي" وبذلك أما أن تقول إن القاعدة فاسدة
لأنها غير مثبتة بالعلم التجريبي - وبذلك يبطل الاحتجاج بها- أو تقول إن العلم التجريبي
ليس هو المصدر الوحيد للتأكد من حقيقة الأشياء وبذلك ينتهي اعتراضك!!
وأكد أن العلم التجريبي نفسه يحوي الكثير
من الحقائق الغير مثبتة تجريبيا!! ، ضاربا مثلا أنه لا يوجد أي عالم منصف يقول انه رصد الإلكترون أو الذرة أو البروتين
قبل عام 2016 ، بل نحن نرصد آثارهم فقط ولا نرصدهم بذاتهم ، ومع ذلك فمعظم العلوم تقوم
على هذه الحقائق الغير مرصودة تجريبيا وإنما مرصودة آثارها فقط !!، وهو ما يسمى بمغالطة
ازدواجية المعايير؛ حيث يقبلون ويسلمون بهذه الأشياء كحقائق علمية على الرغم من عدم
رصدها وفي نفس الوقت يرفضون الإيمان بالله لأنه - عز وجل - لا يمكن رصده بذاته من خلال
العلم التجريبي ويمكن رصد آثاره في كل أرجاء الكون بداية من الكوارك وانتهاء بالمجرات
!! ، فلما هذا التناقض !!!
وتسأل : هل العلم التجريبي يمكنه البحث
في كل شئ ؟!! ، فكان جوابه: قطعاً هناك الكثير من الأشياء والعلوم التي لا دخل للعلم
التجريبي فيها مثل علم التاريخ فلا يمكن تجربته نهائيا حتى وان وجدنا رسومات في المعابد
فما الذي أدراك أن صاحبها لم يكذب ويزور تاريخ عصرهم ليخدعنا !! فلا يمكنك التحقق من
هذه الأخبار تجريبيا ، فيبقى الأمر إذاً معتمداً على مدى موثوقية وصدق من نقل لنا هذا
التاريخ ولا دخل للعلم التجريبي في ذلك ، ومع ذلك فجميع البشر يأخذون ويحتجون بعلم
التاريخ في كافة حياتهم، فحين تتذاكر أنت وصديقك ذكريات الطفولة وتبتسمون فلا يقل احد
للأخر إني لا أتذكر تلك الأحداث فعليك أن تثبتها لي من خلال العلم التجريبي!! بالطبع
لا يوجد عاقل يفعل ذلك
ونوه "محمد" إلى أنه عندنا العقل
البشري والإدراك والمشاعر وكل المعنويات لا دخل للعلم التجريبي في إثباتها ولا نفيها
ومع ذلك لا يوجد عاقل يقول لن أصدق بوجود الوعي والمشاعر وكافة المعنويات إلا إذا أثبتها
العلم التجريبي!!
وأردف قائلا: لماذا أنتم دائما متناقضون ؟!، كونكم تؤمنون بنظرية
التطور وتجعلون منها حقيقة علمية على الرغم أنه لا يمكن إثبات ولا رصد انتقال كائن
حي من نوع إلى نوع آخر بالعلم التجريبي وتهربون من هذا المأزق بأن تقولوا أن هذا التطور
يحتاج إلى ملايين السنين وهذه حجة إفلاسية وهروبية تدل على عدم امتلاك أي دليل ملموس
على تطوركم المزعوم وحتى أنه لم يثبت بالعلم التجريبي أن هذا الانتقال يحتاج إلى ملايين
السنين ولا تتحدثوا عن تطور الفيروسات مثل فيرس كورونا لأن هناك فرق بين التأقلم وبين
التطور الكبروي فالتأقلم أو التطور الصغروي يحدث داخل نفس النوع ولا يؤدي إلى ظهور
نوع جديد فالفيروس يظل فيرس كما هو ، حتى
الأحافير لم يتم ترتيبها في سلسلة من خلال العلم التجريبي وإنما تم ترتبيها بعد افتراض
صحة النظرية ثم ترتيب الأحافير وفقها فلو طبقنا معياركم (العلم التجريبي )على نظرية
التطور لانهارت نظريتكم المتهافتة
وأكمل : وتؤمنون بالأكوان المتعددة بل وتتخذونها
حجة في إنكار وجود الخالق عز وجل ( بالرغم أنها لا تنفي ذلك وإنما تزيد عبئ التساؤل
عن سبب وجود كل تلك الأكوان من العدم) وهي ليست قائمة على العلم التجريبي ولا تم رصدها
تجريبيا، فلو طبقنا هذا المعيار لانهار إلحادكم.
؛ فما لكم كيف تحكمون !!
وأضاف أن العلم التجريبي مجاله محدود بحدود
المادة فقط ولا شأن له بما وراء المادة ولا بما هو خارج كوكبنا ، فهو اسمه العلم الطبيعي
فكيف لك أن تطلب منا أن نثبت لك ماهو غير طبيعي -ميتافيزيقي- (الله عز وجل) عن طريق العلم الطبيعي ، كيف هذا
أيها العاقل ، كيف للطبيعي أن يبحث في غير الطبيعي !! فهذه مغالطة منطقية تسمى ( استخدام الأدوات الغير
مناسبة) فالعلم الطبيعي ليس مناسبا للبحث فيما وراء الطبيعة فقضية وجود الخالق عز وجل ليست من مجالات العلم
التجريبي أصلا حتى نضعه معيارا لصحتها!!، مشيرا إلى أن الأمر ينتهي أن العلم يشمل ( العلم التجريبي -الطبيعي- العقل، الحس،الخبر الصادق
، العادة -ما نسميها بالفطرة- ) وليس مقتصرا على العلم التجريبي فقط ، فهو أحد فروع
العلم وليس العلم كله.