"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
محمد سيد صالح
قال الدكتور محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، إنه لابد أن يؤمن الملحدين الماديين بأشياء غير مادية، بل هم مجبرون على الإيمان بالله.
وتابع في كتابه
"لماذا الإسلام وسط الزحام": الماديون لا يؤمنون إلا بالمادة التي
لها كتلة وتخضع للقياس، لكن هل سألوا أنفسهم يومًا.. كيف تشكلت هذه المادة؟!
وأردف: حينما
نسألهم نحن المؤمنون عن أصل أي شيء في الوجود نجدهم يختزلون كل الأشياء ويفككونها
حتى يصلوا بنا معهم إلى الإيمان بالمادة الأولية التي يعود إليها كل شيء، كالإنسان
حينما نسألهم عن أصله يفسرون ذلك إلى أن الإنسان عبارة عن أجهزة كالجهاز العصبي
والتنفسي والتناسلي والهرموني والعضلي.. إلخ، ثم يفككون هذه الأجهزة إلى أعضاء، ثم
يفككون الأعضاء إلى أنسجة، ويفككون الأنسجة إلى ذرات، ثم إلى موجات، وبهذا يصلون
إلى بداية وطبيعة جسم الإنسان كما يظنون. ونحن سنستخدم نفس أسلوبهم في تفكيك
المادة الأولية للوجود.
وواصل: سنجد في
الحقيقة أن المادة تحمل شيئًا خَفي ألا وهو (المعلومات)، ولكي نقرب الصورة سنتخيل
أن مادة الوجود الأولية تتجسد في كعكة عيد ميلاد (تورتة)، ثم نسألهم هذه الكعكة
التي تُمثل المادة.. كيف تشكلت؟!
والإجابة أنها تشكلت من مكونات مثل: (الدقيق والماء والزيت والحليب والسكر والشكولاتة... إلخ) والخباز الذي يريد أن يصنع تلك الكعكة لابد أن يكون عالمًا بمقادير كل مكون من مكونات الكعكة، أي عالمًا بعدد جرامات السكر المحدد مع عدد من جرامات الدقيق...إلخ، وهذا ما يسمى بالمعلومات، ثم لو اختزلنا وفككنا كل مكون على حدة، ونظرنا في مكونات كل مكون على حدة، كالشوكولاتة مثلًا.. كيف تشكلت؟! أيضًا هي الأخرى تشكلت من مقادير محددة معلومة مثل: ( الكاكاو والزبدة...إلخ )، وهذا أيضًا يسمى بالمعلومات، ثم قمنا باختزال كل مكون من مكونات الشكولاتة على حدة، سنجد أيضًا أن الكاكاو لكي يتشكل فهو بحاجة إلى مقادير كي يُصنع منها ألا وهي المعلومات وهكذا، ولو تسلسلنا إلى اختزال كل جزء نصل إليه من المادة سنصل إلى أنَّ أصل كل شيء في الوجود هو المعلومات، أي لابد أن تسبق المعلومات الوجود كله وأن يُرجع إليها الأشياء، وما دام أصل الوجود هو المعلومات، فالتالي هذه المعلومات تحتاج لمصدر للمعلومات، أي مُقدِر لمقادير المادة وبنية الكون كله ألا وهو الله سبحانه المتصف بالعلم المطلق لذا فالملحد يؤمن بالله حتى وإن أنكر ذلك، لأنه لا سبيل لفهم المادة إلا من خلال الله جل في علاه.