"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
الحرزي
يعد بديع الزمان أَبو العز بن إسماعيل بن الرزاز
الجزري الملقب بـ الجزري (1136-1206م )، وهو عالم مسلم من أعظم المهندسين والميكانيكين
والمخترعين في التاريخ، حيث ولد الجزري في منطقة جزيرة ابن عمر التي تقع اليوم في الأقاليم
السورية الشمالية على نهر دجلة، ثم عمل كرئيس المهندسين في ديار بكر (آمد) شمال الجزيرة
الفراتية.
حظي
الجزري برعاية حكام ديار بكر من بني أرتق، ودخل في خدمة ملوكهم لمدة خمس وعشرين سنة،
وذلك ابتداء من سنة 570هـ/1174م، فأصبح كبير مهندسي الميكانيكا في البلاط. صمم الجزري
آلات كثيرة ذات أهمية كبيرة كثير منها لم يكن معروفا في أي مكان في العالم من قبل،
وفقا لما نشرته صفحة العلم يؤكد الدين.
وأضافت
: ومن آلاته: آلات رفع الماء وساعات مائية ذات نظام تنبيه ذاتي وصمامات تحويل وأنظمة
تحكم ذاتي وكثير غيرها شرحها في مؤلفه الرائع المزود برسومات توضيحية الذي أسماه
"الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل".وكذلك من أعماله : كان
الجزري يجمع بين العلم والعمل والتحريض عليه ويمثل وصفه للآلات وصف مهندس مخترع مبدع
عالم بالعلوم النظرية والعلمية، ومن أهم تصاميمه:مضخة ذات أسطوانتين متقابلتين، وهي
تقابل حاليا المضخات الماصة والكابسة، كذلك نواعير رفع الماء عن طريق الاستفادة من الطاقة المتوفرة
في التيار الجاري في الأنهار.
وأكملت
: مضخة الزنجير والدلاء: هي نوع من آلات السقوط وهذه الآلات تعطي مردودا حركيا بفضل
سقوط الماء على المغارف ومثل هذه الآلات تحتاج عادة إلى رفع منسوب الماء عن طريق سدود
أو مصادر مائية أخرى، هذا بجانب إلى صناعة آلات ذاتية الحركة عاملة بالماء وساعات مائية
وآلات هيدروليكية ابتكرها علماء مسلمون وطورها الجزري، فضلا عن وصف لعدد من الآلات
الميكانيكية المختلفة من ضاغطة، ورافعة، وناقلة، ومحركة. كما أنه وصف بالتفصيل تركيب
الساعات الدقيقة التي أخذت اسمها من الشكل الخاص الذي يظهر فوقها: ساعة القرد، وساعة
الفيل، وساعة الرامي البارع، وساعة الكاتب، وساعة الطبال، إلخ.
ونوه
الصفحة إلى أن ساعة الفيل الضخمة، تعد أهم اختراعاته ومصدر عزه وفخره، ويذكر دونالد
هيل بأن الجزري صنع ساعات مائية وساعات تتحرك بفتائل القناديل وآلات قياس ونوافير وآلات
موسيقية وأخرى لرفع المياه. كما صنع إبريقاً جعل غطاءه على شكل طير يصفر عند استعماله
لفترة قصيرة قبل أن ينزل الماء. كما ذكر ألدو مييلي أن الجزري صنع ساعة مائية لها ذراعان
تشيران إلى الوقت.
"
مساهماته العظيمة"
تقول الصفحة إن علم الجزري، كان أحد أسس النهضة
العلمية في الحضارة العربية الإسلامية التي انتقلت فيما بعد إلى أوروبا. فقد اعترف
العالم لين وايت والكثير من علماء الغرب أن الكثير من تصاميم الآلات التي ابتكرها الجزري
قد نقلت إلى أوروبا، وأن التروس القطعية ظهرت لأول مرة في مؤلفات الجزري، وأنها لم
تظهر في أوروبا إلا بعد الجزري بقرنين في ساعة جيوفاني دوندي الفلكية. كما كان الجزري
أول من تحدث عن ذراع الكرنك. كما ابتكر الجزري آلات رفع المياه، واستخدم الكرات المعدنية
للإشارة إلى الوقت في الساعات المائية، حيث تكمن أهمية تصاميم الجزري بأن كافة آلات
رفع الماء المعقدة ذات الجنزير والدلاء الموضوعة قبل زمانه كانت تدور بقوة دفع الحيوانات
وليس بقوة الماء وهو الذي وضع أساس الاستفادة من الطاقة الكامنة للمياه بشكل عملي.
ومن
أبرز مؤلفات يأتي كتاب الجامع بين العلم والعمل النافع في صناعة الحيل، من أهم كتب
الجزري. وقد كلفه بتصنيفه الملك ناصر الدين محمود بن محمد بن قرا أحد سلاطين بنى أرتق
في ديار بكر، أيام الخليفة العباسي أبو العباس أحمد الناصر لدين الله سنة 1181 م. وقد
أتم كتابته سنة (1206 م)، أي أن الكتاب كان نتيجة عمل دام خمسا وعشرين سنة من الدراسة
والبحث. في هذا العمل قدم الجزري عددا كبيرا من التصاميم والوسائل الميكانيكية، إذ
قام بتصنيف الآلات في ست فئات حسب الاستخدام وطريقة الصنع، وكانت هذه أساسا للتصنيفات
الأوروبية في عصر النهضة. وفي الكتاب دراساته وأبحاثه في الساعات، والفوارات المائية،
والآلات الرافعة للماء والأثقال. ويعد الكتاب "أروع ما كتب في القرون الوسطى عن
الآلات الميكانيكية والهيدروليكية". وقد أبهرت اختراعاته المهندسين على مر العصور
وكتبه مترجمة إلى عدة لغات.
كما
ألمحت الصفحة إلى وجود نسخ من كتاب الجزري في عدد من المتاحف العالمية كالباب العالي
في اسطنبول ومتحف الفنون الجميلة في بوسطن ومتحف اللوفر في فرنسا ومكتبة جامعة أوكسفورد.
اشتهر الكتاب كثيراً في الغرب، وقام بترجمة بعض فصوله إلى الألمانية كل من فيدمان
(بالألمانية: Wiedmann) وهاوسر (بالألمانية: Hawser) في الربع الأول من
القرن العشرين. كما ترجمه إلى الإنجليزية دونالد هيل (بالإنجليزية: Hill) المتخصص في تاريخ
التكنولوجيا العربية. وقد أصدر معهد التراث العلمي العربي في حلب بسورية، سنة 1979
م النص العربي، بعد أن قام بمراجعته وتحقيقه أحمد يوسف الحسن.