"ربما في المستقبل نعرف كيف ظهر الكون".. هيثم طلعت يكشف عن أكبر مغالطة يقع فيها الملحد
- الإثنين 25 نوفمبر 2024
تعبيرية
قال الدكتور، كارم السيد غنيم، الأستاذ بكلية العلوم، بجامعة الأزهر، إن المتأمل في قوله تعالى "فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" سورة الأنعام- من وجهة النظر العلمية- سيجد ثلاثة مقاطع، متمثلة في “فَالِقُ الإِصْبَاحِ”، “وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَناً”، “وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَاناً”، وكل منها ينطوي على إشارة علمية بليغة.
وأوضح "غنيم" أنه في “حُسبانا”- لغة- يقول جمال الدين بن منظور(ت 711 هـ) (في “لسان العرب”): الحسابُ والحسابةُ عَدُّل الشيء. وَحَسِبَ الشيء يَحْسَبُهُ (بالضم) حُسْبَان وحُسْبَاناً وحسابةً: عَدَّه. وحَسِبْتُ الشيء أحْسَبُه حِساباً وحَسِبْتُ الشيء أحْسَبُه حِسْاباً وحُساباً… وعن أبى الهيثم أنه (حسبان) جمع حساب، مثل: ركاب وركبان، وشهاب وشهبان.
وأشار إلى أنه
عندما نعود إلى الفخر الرازي، ولكن مع آية (الحُسبان) في سورة الرحمن، لنجده يشرح
حكمة الترتيب في الآيات (من الأولى إلى السادسة)، ويركز على الهدف من ذكر هذه
النعم الإلهية على الإنسان، فيقول: إن الله لما ثبت كونه رحمن وأشار إلى ما هو
شفاء ورحمة وهو القرآن، ذكر نعمه وبدأ بخلق الإنسان ثم ذكر من المعلومات نعمتين
ظاهرتين هما الشمس والقمر، ولولا الشمس لما زالت الظلمة، ولولا القمر لفات كثير من
النعم الظاهرة، بخلاف غيرهما من الكواكب والأجرام… ثم بيّن كمال نفعهما في حركتهما
بحساب لا يتغير. ولو كانت الشمس ثابتة في موضع لما انتفع بها أحد، ولو كان سيرها
غير معلوم للخلق لما انتفعوا بالزراعات في أوقاتها وبناء الأمر على الفصول… واختار
(الله) الشمس والقمر لأن حركتهما بحسبان تدل على فاعل مختار سخرهما على وجه مخصوص
(لا يستطيعه بشر)… واتخذ الفخر الرازي من هاتين النعمتين الظاهرتين برهانا على
التصديق بنزول الوحي من الله عن طريق الملاك جبريل عليه السلام على قلب رسول الله
صلى الله عليه وسلم وأن في “الشمس والقمر” دليل عقلي مؤكد للدليل السمعي (الوحي) .
وتابع: توصّل
علماء الفلك حديثا إلى دقة التوازن بين جاذبية الشمس لمكوناتها في اتجاه مركزها،
وبين دفع هذه المكونات بعيدا عن المركز (بواسطة القوى الناتجة عن تمدد الغازات
المكونة لها بتأثير الحرارة الفائقة في مركزها)… وعلى الرغم من حجم وكتلة الشمس
العظيمتين، فإن التوازن فيما بين هاتين القوتين (قوة التجاذب إلى الداخل وقوة
الدفع إلى الخارج)، هو السبب في بقاء الشمس على حالتها الغازية الملتهبة المتوهجة.
ولو تغير حجم الشمس أو كتلتها لتغير سلوكها وانفجرت وانهارت…!! وقد عرفنا من
تعليقاتنا العلمية على آيات قرآنية أخر كيف تسبح الشمس في فلك بدقة بالغة، تتحرك
وتدور، بل وتسبح سباحة حقيقية …
وأضاف: أن القمر
فهو التابع الأمين لكوكبنا الأرضي، وهو الذي ينير سطح الأرض ليلا بنور استمده أصلا
من أشعة الشمس الضوئية، وهو يدور على محوره الخاص، كما يدور حول الأرض في فلك خاص،
وهو على شكل شبه كروي وكتلته مقدرة بنحو 735 مليون مليون طن، وقطره بنحو 3474
كيلومتر، ومساحة سطحه بنحو 38 مليون كيلومتر مربع، وحجمه بنحو 22 مليون مليون
كيلومتر مكعب… وهو يدور حول الأرض في مدار شبه دائري يبلغ طوله نحو 2.4 مليون
كيلومتر، بمتوسط سرعة كيلومتر/ ثانية ليتم دورته الاقترانية حول الأرض في 29.5 يوم
من أيام الأرض، تقريبا، هي الشهر القمري الاقتراني للأرض.