نظرة لغوية حول قول الله "يضل من يشاء ويهدي من يشاء"

  • أحمد نصار
  • الإثنين 11 ديسمبر 2023, 11:11 صباحا
  • 190
تعبيرية

تعبيرية

نشرت صفحة، العلم يؤكد الدين، على الفيس بوك، منشورا يوضح فكرة الهداية والضلال ، لافتة إلى أن الله عزَّ وجل يهدي من يبحث بصدق عن الهداية، يطلب الحق وبنفس النمط ،الله يضل من يريد الضلال، مشيرة إلى آيات قرآنية توضح ذلك المعنى "ويضل الله الظالمين"، فهؤلاء قوم اتخذوا قرارا بالظلم ابتداء فدخلوا في فئة تسمى الظالمين فقال الله عن الظالمين انه يضلهم ولم يجبرهم على أن يظلموا وإنما دخلوا في الظلم طوعا.

ونوهت إلى أنه في قوله تعالى "وما يضل به إلا الفاسقيـــــــــن"، أن هؤلاء قوما اتخذوا قرارا بالفسق طواعية ولم يجبرهم الله عليه فدخلوا في هذه الفئة، وكذلك في قوله تعالى : "إن الله لا يهدي من هو مسرف كذاب"، بأن هؤلاء أسرفوا على أنفسهم في المعصية، واختاروا الكذب منهجا لهم ولم يجبروا على ذلك فخرجوا من إطار هداية الله، مشيرة إلى أن هذه الآيات السابقة وغيرها الكثير، تدل على أن ذلك هو قرارهم المسبق دون إجبار من الله عليهم فدخلوا بقرارهم وفعلهم في هذه الفئات المذكورة .

وتابعت:  الصورة ليست مطلقة وغير مشخصة ولكنها محددة تحديدا شديدا، فأمثلة عن أقوام جاءتهم آيات الله ولكنهم اختاروا عدم إتباعها وأصروا على الجحود والكفر ! ففي قوله تعالى" وأما ثمود فهديناهم فاستحبوا العمى على الهدى" فالله سبحانه وتعالى هدى قوم ثمود، إلى النور والطريق المستقيم وأرسل إليهم رسولا يذكرهم بالله وبالخير وينهاهم عن السوء والمنكر فخيروا بين الهدى والضلال فاستحبوا العمى طواعية لا كرها فاستحقوا ما هم فيه.

  وأشارت إلى قوله تعالى في فرعون: "وأهديك إلى ربك فتخشى"، ولكن فرعون رفض هذه الهداية واستكبر وعلا في الأرض فاستحق ما حدث له، فنقول لمن يقول : لو ربنا كان يريد أن يهديني كان هداني او ما شابهه من الأقوال : قوله تعالى "لو أن الله هداني لكنت من المتقين ، بلى قد جاءتك آياتي فكذبت بها واستكبرت وكنت من الكافرين"، فهؤلاء جاءتهم آيات الله ولكنهم هم الذين اختاروا عدم إتباعها فضلوا وأضلوا

وطرحت الصفحة سؤالا: كيف يضل الله هذه الفئات السابقة ؟؟، فكان الجواب أن بعض الناس، قد تظن أن الله يعمل للعبد فعل إضلال يجبر العباد على أن يضلوا ويعصوا ولكن الله يقول" ويذرهم في طغيانهم يعمهون".وكذلك يقول "فنذر الذين لا يرجون لقاءنا"، مشيرة إلى أن الضلال هو أن يتركهم بحريتهم فيما اختاروه ، لكن الله سبحانه وتعالى لا يجبرهم على الإضلال لأنه عزوجل يقول" من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"،فالضلال هنا هو مجرد أن تـُتـرك.

وأردفت : يقول تعالى: "إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا"، فمعرفه الله ودله على الطريق المبين والمؤدي لكل من الكفر والإيمان والإنسان يختار لحياته، أما بالنسبة للهداية فالله عز وجل يهدي من كان صادقا في بحثه عن الحق واراد الرشاد وذلك في قوله عز وجل في سورة الرعد (قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ) (27)

وختمت أن في قوله عز زجل في سورة الزمر ( الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ ) (18)

تعليقات