الإعجاز في قوله تعالى "وجعلنا السماء سقفا محفوظا"

  • أحمد نصار
  • الأحد 10 ديسمبر 2023, 08:38 صباحا
  • 538
السموات

السموات

يقول سبحانه وتعالى في كتابه المكنون، "وجعلنا السماء سقفا محفوظا.. وهم عن آياتها معرضون"  وقد أثبت العلم الحديث وجود الغلاف الجوي المحيط بالأرض والذي يحفظ الأرض من الأشعة الشمسية الضارة، والنيازك المدمرة فعندما تلامس هذه النيازك الغلاف الجوي للأرض فأن النيازك تستعر بفعل احتكاكها بالغلاف الجوي فتبدو النيازك لنا ليلا علي شكل كتل صغيره مضيئة، تهبط من السماء بسرعة كبيره قدرت بحوالي 150ميلا، وفقا لما نشرته صفحة نهاية الإلحاد.

وبينت أن في الثانية الواحدة ثم تنطفئ، بسرعة وتختفي، إذن من أين عرف النبي محمد صلى الله عليه وسلم من 1400سنه الغلاف الجوي، الذي يحفظ الأرض من الأشعة الشمسية الضارة، ومن النيازك، لافتة إلى أن هذا دليل علي أن القران وحي من عند خالق الكون .

وفي تفسير ابن كثير في قوله : "وجعلنا السماء سقفا"  أي : على الأرض وهي كالقبة عليها ، كما قال :  والسماء بنيناها بأيد وإنا لموسعون " الذاريات : 47 ، وقال :  "والسماء وما بناها" وكذلك في قوله تعالى:" أفلم ينظروا إلى السماء فوقهم كيف بنيناها وزيناها وما لها من فروج "  ق : 6  ، والبناء هو نصب القبة ، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بني الإسلام على خمس " أي : خمس دعائم ، وهذا لا يكون إلا في الخيام ، على ما تعهده العرب .

وأشار إلى أن " محفوظا"أي : عاليا محروسا أن ينال . وقال مجاهد : مرفوعا، ونوهت إلى قوله : ( وهم عن آياتها معرضون ) ، كقوله : ( وكأين من آية في السماوات والأرض يمرون عليها وهم عنها معرضون"  يوسف : 105  أي : لا يتفكرون فيما خلق الله فيها من الاتساع العظيم ، والارتفاع الباهر ، وما زينت به من الكواكب الثوابت والسيارات في ليلها ، وفي نهارها من هذه الشمس التي تقطع الفلك بكماله ، في يوم وليلة فتسير غاية لا يعلم قدرها إلا الذي قدرها وسخرها وسيرها .

وقد ذكر ابن أبي الدنيا ، رحمه الله ، في كتابه "التفكر والاعتبار": أن بعض عباد بني إسرائيل تعبد ثلاثين سنة، وكان الرجل منهم إذا تعبد ثلاثين سنة أظلته غمامة ، فلم ير ذلك الرجل شيئا مما كان يرى لغيره ، فشكى ذلك إلى أمه ، فقالت له : يا بني ، فلعلك أذنبت في مدة عبادتك هذه ، فقال : لا والله ما أعلم ، قالت : فلعلك هممت؟ قال : لا ولا هممت . قالت : فلعلك رفعت بصرك إلى السماء ثم رددته بغير فكر؟ فقال : نعم ، كثيرا . قالت : فمن هاهنا أتيت .

تعليقات