كيف تحولت القرية إلى مدينة في القرآن الكريم؟

  • أحمد نصار
  • السبت 09 ديسمبر 2023, 12:17 مساءً
  • 1408
تعبيرية

تعبيرية

يردد عدد من الملحدين، شبهة أن القرآن بدل اسم قرية إلى مدينة في مشهد واحد، وقصة واحدة، وهو ما حدث في سورتي الكهف ويس.

يقول الشيخ محمد متولي الشعراوي - رحمه الله- إن القرآن الكريم اعتمد على طبيعة السكان، في مسمياته للتجمعات السكانية ، فإذا كان المجتمع، متفقا على فكرة واحدة أو مهنة واحدة أسماه القرآن، قرية، مشيرا إلى أننا نقول مثلاُ : القرية السياحيّة ، القرية الرياضيّة

وتابع: أما في سورتيْ، الكهف، ويس، وهما من أكثر السور قراءة لدى المسلمين فهناك موضوع مدهش للغاية في السورتين ، يتمثل في كيف تتحول القرية، إلى مدينة في ذات الوقت ، و دون مرور فترة زمنية ، حيثُ نجد في سورة الكهف ( حتّى إذا أتَيا أهْل قريةٍ استطعما أهلها فأبَوْا أنْ يُضَيّّفوهمَا فوجدا فيها جداراً يُريد أنْ يَنْقضّّ فأقامَه) .... ثم قال تعالى عنها ( و أمّا الجدار فكان لِغًلامَيْن يتيميْن في المدينة ) سورة الكهف وذات الموضوع ورَدَ في سورة يس : ( و اضْربْ لهم مثلاُ أصحاب القرية إذْ جاءها المرسلون) ..... ثم قال تعالي عنها في موضع آخر (و جاء منْ أقصى المدينة رجلٌ يسعى ) سورة يس، فكيف انقلبت، القرية، إلى مدينة ببلاغةٍ مدهشة ؟ !

وأردف قائلا: هذا يجعلنا نعود إلى سورة الكهف : فعندما اتّفق المجتمع على البُخْل،  عندها أسماه القرآن الكريم، قرية، وفي سورة يس عندما اتّفقوا على الكُفْر أسماها أيضاً، قرية، و مثالُ آخر : عندما اتّفق قوم  لوط، عليه السلام على معصية واحدة قال تعالى : "و نجّيناه من القرية التي كانت تعْمل الخبائث" –سورة الأنبياء، وعِندمـا يُطلق القرآن الكريم مُسمّى مدينة، يكون المجتمع فيه الخير و فيه الشرّ ،أو يكون سكّانه في أعداءُ مع بعضهم.

وأوضح أن الدليل على ذلك أن القرآن الكريم أطلق على يثرب، اسم :مدينة، وذلك لوجود منافقين و صحابة مؤمنين بنفس المجتمع ، فقال تعالى ( و من أهل المدينة مردوا على النفاق) سورة التوبة آية 101 ، لذلك لم يردْ في القرآن الكريم أنّ الله سبحانه قد أهلك مدينة، بل يُهلك القرى الكافرة تماماً أي يأتي الهلاك عندما يعمّ الكُفر في المجتمع .

 وأشار إلى أن في سورة الكهف : عِندما أضاف، العبد الصالح ، أضاف الولدين، الصالحَين، إلى المجتمع البخيل، الفاسد   أصبح المجتمع، مدينة، و لم يعُد، قرية، و كذلك في سورة يس ، عندمـا أسلم أحد الأشخاص ، أصبحت قرية الكافرة مدبنة، فيها الكفر و فيها الإيمان ، لذلك قلب القرآن الكريم التسمية فوراً و بذات الحَدَث منْ قرية إلى مدينة، حيث قال في بداية القصة "واضرب لهم مثلا أصحاب القرية إذ جاءها المرسلون " فلما أعلن أحد أهلها إسلامه سماها مدينه :"وجاء من أقصا المدينة رجل يسعى" ،

وبين العالم الجليل -رحمه الله- أنه و من روعة البلاغة في القرآن الكريم ، أن القارىْ لا ينتبه أن، القرية، قد أصبحت مدينة،

 

تعليقات