باحث إسلامي: عملية التنفس في جميع الكائنات الحية من أدناها إلى أرقاها "عجيبة"

  • أحمد نصار
  • السبت 09 ديسمبر 2023, 11:12 صباحا
  • 456
التنفس عند الإنسان

التنفس عند الإنسان

أكد الدكتور عمر سليمان الأشقر، الباحث الإسلامي، أن عملية التنفس في جميع الكائنات الحية من أدناها إلى أرقاها عملية عجيبة، وهي في جميع الحالات ليست سوى عملية أكسدة واحدة وثابتة، أي اتحاد الأكسجين بالمواد الغذائية التي في خلايا الجسم، ونتيجة لهذه الأكسدة تنطلق طاقة اللازمة للكائن الحي التي لولاها ما استطاع القيام بأي نشاط من أنشطته المختلفة.


وأوضح: أنها تتم هذه الأكسدة في الحيوانات المختلفة بطرق متباينة، ولكن النتيجة في جميع الأحوال واحدة، وهي انطلاق الطاقة، وفي الوقت نفسه يتكون الماء ( وثاني أكسيد الكربون ) نتيجة لهذه العملية، ولذا فالمظهر الواضح لعملية التنفس هو أخذ (الأكسجين) اللازم (لأكسدة) المواد الغذائية وبإخراج (ثاني أوكسيد الكربون) والماء الناتجين عن هذه العملية، لافتا إلى أن الأمر مثلا في حيوان بسيط (كالأميبا) حيث يتكون الجسم من خلية واحدة، تتم عملية التنفس بطريقة غاية في البساطة، إنّ هذا الحيوان الذي يشبه قطعة دقيقة من (الجيلاتين) الرخو يعيش في الماء، ويوجد بالماء المحيط به قدر من (الأوكسجين) المذاب، هذا (الأوكسجين) الذائب في الماء ينفذ إلى جسم (الأميبا) حيث يؤكسد المواد الغذائية التي في جسمها، فتنطلق الطاقة اللازمة لحركتها ونموها، وغيرها من العمليات الضرورة للحياة.ويتكون (ثاني أوكسيد الكربون) والماء نتيجة لعملية (الأكسدة)، علاوة على انطلاق الطاقة.


ونوه إلى أن (الأميبا) تتخلص من الماء الزائد بطريقة تثير الدهشة، حيث تتجمع قطيرات الماء حتى تتكون فجوة مليئة بالماء، هذه الفجوة تتحرك نحو حافة جسم الحيوان، ثم تنفجر ملقية بالماء خارج الجسم، ثم تعود لتتكون من جديد... وهكذا. 

وتابع: أما ثاني (أوكسيد الكربون) فينفذ من داخل الجسم إلى الماء المحيط به، مشيرا إلى أن عملية التنفس في الحشرات تتم عن طريق فتحات على جانبي الجسم توصل إلى شبكة من الأنابيب الدقيقة تتفرع داخل جسم الحشرة إلى أنابيب أصغر فأصغر، حتى تصل في النهاية إلى جميع الخلايا تقريباً، وبهذا التنظيم يدخل (الأوكسجين) من الفتحات الخارجية، ويصل مباشرة إلى خلايا الجسم.


وأردف: أما في الإنسان وفي عديد من الحيوانات الأخرى فإنّ (الأوكسجين) يصل إلى أنسجة الجسم عن طريق الخلايا الدموية الحمراء التي تسبح في الدم، ويوجد بداخل هذه الخلايا الدموية المادة المسماة (بالهيموجولبين)، منوها إلى أن الخواص العجيبة لهذه المادة سرعة اتحادها ( بالأوكسجين، وثاني أوكسيد الكربون ) والقدرة على الانفصال عنهما بسهولة. فإذا وصلت هذه الخلايا الدموية إلى الرئتين، فإنها تتحمل الأوكسجين، وتسير مع الدورة الدموية حتى تصل إلى الشعيرات الدموية الدقيقة التي في الأنسجة، فينفصل الأوكسجين عنها وينفذ إلى الأنسجة من خلال الجدران الرقيقة للشعيرات الدموية حيث يستخدم (لأكسدة) المواد الغذائية، وينفذ إليها من الأنسجة ( ثاني أوكسيد الكربون ) الناتج من عملية ( الأكسدة ) الذي تحمله إلى الرئتين حيث ينفصل عن ( الهيموجلوبين )، ويتخلص منه الجسم عن طريق الزفير، ثم يتحمل من جديد (بالأوكسجين).


ولفت إلى التنفس يتم بوسائل عديدة في الحيوانات المختلفة، ولكن النتيجة في جميع الحالات واحدة، وهي وصول (الأوكسجين) إلى خلايا الجسم، والتخلص من ( ثاني أوكسيد الكربون)، وهذا يدل دلالة قاطعة على شيئين هما أن هذا التقدير الدقيق لا بد أن يكون من فعل خالق مدبر مقدر، إذ إنّه لا يمكن أن يحدث شيء بطرق مختلفة، ليؤدي لنتيجة واحدة عن طريق المصادفة، وأن الخالق واحد أحد، إذ أن أسلوب الخلق مبني على أساس واحد، ويؤدي إلى نتيجة واحدة لا تتغير ".

تعليقات