الرد على شبهة الملاحدة حول قول الله "كن فيكون"

  • أحمد نصار
  • الجمعة 08 ديسمبر 2023, 11:35 صباحا
  • 153
آيه كريمة

آيه كريمة

قال الدكتور عبد الرحيم خير الله الشريف، الباحث في ملف الإلحاد، إن الشبهة التي يرددها الملحدين حول قوله تعالى "كن فيكون" في الآية الكريمة قال تعالى سورة آل عمران: ”إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(59) “، حيث يقول مروجوها أليس من الأفصح القول: كن فكان؟

وأوضح أن هذا من التعبير بصيغة المضارع، لحدث في الماضي من باب استحضار الصورة حكاية للحال التي يُتَصَور يكون عليها آدم عليه السلام حين خلقه الله عز وجل، منوها إلى أن ذلك تعرفه العرب، وتعده من البلاغة، ويجوز أن يكون على بابه من الاستقبال، بمعنى: ”فيكون كما يأمر الله أن يكون “. فأفعال الله  منزهة عن التعلق بالزمان كالمخلوقات.

 وأردف قائلا: أما لو عبر عنه بالماضي كما يقترحون (فَكَانَ) فإن اللفظ سيكون قاصراً عن المراد بالمعنى؛ لأن دلالة الماضي الأصل فيها الانقطاع عن الوجود المستمر، فالماضي: ما دل على حدث وقع وانقطع قبل زمن التكلم، وهذا غير مراد في حكاية الله كيفية خلقه لآدم، لأنه لو قيل: كن فكان. لصَدَقَ هذا التعبير عن وجوده لحظة واحدة من الزمن، ولكنه لم يفد استمراره وتكراره، والعناية به بعد خلقه.

 ونوه إلى فعل الماضي يعني أنه خلقه، حتى لو كان قد مات لحظة خلقه، أما ”كن فيكون” فدلالتها استمرار وجوده حتى أنجب مَنْ أنجب من ذكور وإناث، وما بث منهما من آباء البشر وأمهاتهم، كما قال عز وجل: “.. وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً.. ”، لأن دلالة المضارع تبدأ من الحال، وتستمر في الاستقبال. فالمقصود بالآية الكريمة إظهار فضل الله جل جلاله على الإنسان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

تعليقات