الأزهر للفتوى: المراهنات على نتائج المباريات الرياضية «قمار محرم»
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
غلاف الكتاب
في كتابه المهم
والمنصف "كيف صنع الإسلام العالم الحديث" سلط الكاتب مارك غراهام، الضوء
على فكرة وجود علاقة واضحة بين الحضارة، الإسلامية والنهضة الأوروبية؛ وشرع في
تحديد التأثير الإسلامي الواضحة، في النواحي العلمية والشعر والفلسفة والميكانيكا
والرياضيات والطب بالتفصيل.
ولم يرغب غراهام
في كتابة أن يكون مجلدا أكاديميا كبيرا وهذا ليس كتاب تاريخ مع صفحات كثيرة
الحواشي والهوامش؛ إنه كتاب صغير الحجم ولكنه ذو أهمية بالغة للقراءة، حيث ويعتقد غراهام أن هناك الآن عدداً قليلاً جداً
من الكتب عن هذا الموضوع وخاصة في أمريكا ولذلك كان يشعر بالحاجة إلى أن يستعرض
المعلومات استعراضاً يمكن استيعابه بسهولة ويسر» ويدرك المؤلف أنه في ضوء المناخ
الحالي أن أي كاتب يوكد أن الإسلام بوصفه كياناً ثقافياً معاصراً وعلمانياً ومتحضراً مثل الغرب وأنه في الواقع عَلّم
الغرب ليكونوا على النحو الذي هم عليه.
بعد شرح مختصر
وسريع للتاريخ الإسلامي في وقت مبكر» سلط غراهام الضوء بوضوح على شخصيات إسلامية
فذة، عاشت قبل ألف سنة ووضعت أسس الحضارة الإسلامية الراقية والتي بدورها هيأت
الظروف لولادة النهضة، حيث كانت نقطة البداية ترجمة التراث الإغريقي؛ فقد ترجم
العلماء والباحثون العرب أمهات الأعمال الأدبية والعلوم الإغريقية إلى اللغة
العربية على مر القرون وأتيحت لها أن تجرم بدورها إلى اللاتينية
ومن أبرز شهادته
في الكتاب قوله: إن أوروبا في الحقيقة تعلّمت وتتلمذت على يد العلماء المسلمين منذ
نصف ألفية، فبالإضافة إلى كون المسلمين شعوبا حفِظت العلم واحتضنته، كان المسلمون
يمثّلون كل تلك الأشياء التي أنكرتها عليهم تلك الكتب المنهجية، فقد كانوا فنانين
وشعراء، وفلاسفة وعلماء رياضيات وكيمياء وفلك وفيزياء، باختصار كانوا متحضّرين في
الوقت الذي كانت فيه أوروبا تتمرغ في الهمجية، كانت الحضارة الإسلامية هي العظمى
من حيث الحجم والتقنية ولم يكن لها مثيل في أي مكان آخر.