مؤلف "هندية بناء الكون": هذا دليل على أن الله صانع كل شيء

  • أحمد نصار
  • الأربعاء 06 ديسمبر 2023, 09:34 صباحا
  • 388
الله

الله

قال المهندس ماهر بقجة، الباحث في الإعجاز العلمي والهندسي في القرآن الكريم، إنه كون أن تكون طبيعته غير مادية وكون عقولنا البشرية تفهم معنى ما هو مادي فقط فهي تعجز عن فهم شيء غير مادي ولا يقع تحت أي مسمى من مسميات التجربة البشرية واختباراتها للكشف عن ماهيتها.

وتابع: أن حدود نطاق التجارب البشرية يقع ضمن مجال الماديات المحسوسة الملموسة والمجربة وما عدا ذلك فالبشر عاجزون عن فهم أشياء غير مادية وهذه هي حدودهم العقلية هم لا يعرفون شيء عن الروح إن وجدت، حيث جاء في القرآن الآية التالية " يسألونك عن الروح ..قل الروح من آمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا"، وفي آية أخرى تقول " ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء".

وأردف : من هاتين الآيتين تثبتان للمؤمن قصور العقل البشري، عن معرفة بعض المسائل الفلسفية مثل عجز عقل الإنسان عن معرفة البداية التي ليس قبلها شيء والنهاية التي ليس بعدها شيء، ويعجز العقل البشري عن معرفة معنى الأزلية، حيث يعجز عقله عن مسألة وجود خالق لا خالق له ووجود علة لا علة لها ومسائل فلسفية أخرى تنم عن محدودية العقل البشري وعجزه عن معرفة كل شيء وقصور ومحدودية إدراكه، ولذلك نعود إلى فهم طبيعة الخالق الغير مادية فكون الله هو ليس شيء مادي كما جاء في القرآن

ولفت إلى أننا نكتشف من خلال الأديان أن الله لا يشبه شيء وهو ليس شيء هو ليس شيء مادي ولا يقع تحت التجربة لتكتشف طبيعته أو ماهيته هو فوق الماديات المحسوسات، بل لا يمكن أن تستشعر وجود الله من خلال الحواس الخمسة، إذنا من هو الله؟! فقد جاء في القرآن الكريم قوله تعالى" قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد"، ومعنى الصمد هنا هو أن الله لا يحتاج إلى شيء ليكون موجود بل كل مخلوق بحاجة إلى شيء ليكون موجود إلا الله الواحد لا يحتاج إلى أشياء مادية لتساعد على إظهار كيانه للوجود.

وأكمل قائلا: نحن المخلوقات تحتاج أجسادنا لكي تظهر إلى الوجود إلى مادة وطاقة نحتاج إلى طعام وماء نحتاج إلى قوت يساعدنا على أن نكون أحياء ننمو ونتحرك ونتكاثر وهذه الأشياء لا يحتاج إليها الله الصمد الذي لا يحتاج إلى شيء من هذا ليكون موجود، بينما كل الكائنات تصمد إلى الله في حوائجها

وأضاف: أن الله على هذا النحو هو شيء غير مادي وهنا نخطأ عندما نريد معرفة ذات الله فنقوم بشخصنته عقلنا البشري معتاد على تصور الله وكأنه يشبهه وهو ليس كمثله شيء يتضح من هنا عجز عقلنا البشري عن معرفة طبيعة ذات الخالق وماهيته وهنا نخطأ خطأ فلسفي فنقول من خلق الله؟! منوها إلى أننا إذا ما أردنا أن نعرف لماذا هو خطأ فهذا يرجع لأن كل الطبيعة التي نعرفها هي طبيعة مادية مصنوعة من ذرات فكيف يصنع شيء مادي مصنوع في الطبيعة يصنع الله الغير المادي ؟!

وتسأل: كيف يصنع شيء مادي أدنى يصنع غير مادي أسمى منه؟ ومن هنا يتضح النتائج التالية لحل هذه المعضلة الفلسفية التي طالما أرقت عقول كبار الفلاسفة عبر التاريخ وهو السؤال من هو الله؟! مشيرا إلى أن العقل البشري له حدود ويعجز عن معرفة من هو الله أو كنهه الغير مادي والغير محدود، وإذا كان الله موجود فلابد أن يكون وجوده غير مادي، وكون كل شيء في الوجود هو مادي فلا يمكن لشيء مادي أن يصنع الله الغير مادي.

وختم كلامه: قائلا يمكن أن يصنع الأدنى الأعلى، والاستنتاج الأخير لابد أن يكون الله هو واحد لا مثيل له ولا نضير له لا يشبه شيء وهو خالق كل شيء، وهو الوحيد الواحد الغير مادي في هذا الوجود الذي صنع من المادة كل شيء موجود، وأن أهم شيء في النهاية هو الخطأ الذي نرتكبه عندما نقول من خلق الله وننسى إن كان هذا الخالق موجود فلابد أنه فوق المادة وهو من صنع كل شيء مادي.

 

تعليقات