هل يستطيع الله خلق شيء لا يستطيع التحكم فيه!

  • أحمد نصار
  • الجمعة 01 ديسمبر 2023, 09:12 صباحا
  • 550
تعبيرية

تعبيرية

قال الباحث في ملف الإلحاد، محمد أبو هزيم، إن اعتقاد البعض بأن  الله قادر على الخلق، لكن لا يتحكم بما خلق ، لا يخلوا من أمرين، الأول  أن يكون الخالق غير قادر على التحكم في ما خالق ، فمن باب أولى لن يكون قادرا على الخلق أصلا ، فانتفت القدرة من الأساس ، لأن التحكم في الشيء تابع لوجود الشيء،  أي أنه يعتمد على وجود الشيء،  ولو قدرنا عدم القدرة على التحكم في شيء خلقه فمن باب أولى عدم قدرته على الخلق ".

وتابع: إن قلنا إن الإنسان يصنع أمورا لا يستطيع التحكم فيها أحيانا وتخرج عن إرادته ، فبالتالي لا يشترط انتفاء القدرة بانتفاء التحكم، فأن الإنسان لا يصنع شيء كبير في وقت واحد ، مثلا البيت صنعه الإنسان، ولكن عند الزلزال فإن الإنسان لن يستطيع حماية البيت من الزلزال ، لماذا؟ لآن قدرة الإنسان لا تسمح له بذلك ،  ولكن قدرته تسمح له بحماية لبنة وضعها فوق لبنة ، فهذه حدود قدرته ، فلن يستطيع التحكم لمجموع اللبنات في نفس الوقت لأنها خارج حدود قدرته ( المقيدة ) ، أما الخالق سبحانه وتعالى فإن قدرته مطلقة ، وإن العقل يقول بإمكان الخالق أن يعدم العالم في لحظة ويعيد ترتيبه في لحظة ، فقدرته قديمة ( أزلية) غير محدودة ، فما قلته على الإنسان جاز على الإنسان صاحب القدرة المحدودة ، أما الخالق فقدرته قديمة لا بجوز عليه ما جاز على الإنسان .

وأردف قائلا: وأعلم أننا لو افترضنا  جدلا بأن الإنسان قادر على الصنع ، والحق هو أن الذي يخلق القدرة هو الله سبحانه وتعالى، فعندما يريد الإنسان أن يصنع شيء فإن الله يخلق له القدرة على ذلك ، وإن شاء سبحانه وتعالى لما خلق القدرة له ، ألا ترى أننا في أوقات كثيرة نعزم على فعل أمور إلا إننا لا نقدر على فعلها؟

وتابع: السؤال هل عدم القدرة على الفعل لأن الشيء ممتنع في نفسه ؟ مثلا صخرة كبيرة كثيرا لا نستطيع حملها واقعا ، هل عدم القدرة على حملها ممتنع في نفسه أم لغيره ؟ إن قلت ممتنع في نفسه فإنك جعلت الممكن مستحيل وهذا باطل ، فأنت تتصور عقلا بأنك تحمل صخرة كبيرة على أصبع واحد ، فبالتالي الأمر ليس ممتنع في نفسه ، وإنما الخالق لم يخلق لك القدرة على ذلك .

وأوضح"أبوهزيم" قائلا : فلو قدرنا الجواب على الوجه الأول ، فإن الله سبحانه وتعالى خلق قدرة الإنسان مقيدة بالاستطاعة على أشياء دون غيرها، منوها إلى أن الحق هو الوجه الثاني، فالخالق واحد وليس للإنسان إلا الكسب ، فإذا ثبت ذلك سقط القول بأن الإنسان يستطيع صنع أمور لا يستطيع التحكم بها، أو أن يكون هو من أراد أن لا يتحكم بما خلق ، ومجرد عدم إرادته بالتحكم بما خلق فهو تحكم في حد ذاته .

تعليقات