هل رأيت حشرة سرعوف الورقة الميْتة؟
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
تعبيرية
أكد المفكر والباحث الدكتور مصطفي النشار،أستاذ الفلسفية اليونانية بجامعة القاهرة،أن مسألة
الإلحاد، بدأت تنمو في عصرنا الراهن، منوها إلى أن الإلحاد انتشر بين الشباب، قد
تخلى كثير منهم عن الإيمان بجميع الأديان بحجة أننا نعيش عصر العلم، وأن ما حققه ويحققه
الإنسان من تقدم في هذا العصر إنما الفضل فيه للتقدم، الذي حققه الإنسان في مجالات
العلوم المختلفة، من خلال استخدامه للمناهج العلمية الحديثة وخاصة المنهج الاستقرائي
التجريبي.
وتابع الدكتور النشار، من ثم تصوروا أنه لا حاجة بنا للدين
ولا الإيمان بالله ، ويكفينا الإيمان بالطبيعة من حولنا، وتحقيق الرفاهية للإنسان من
خلال التقدم العلمي والتكنولوجي، وقد تناسوا في ثنايا ذلك حقيقة مهمة، أن التقدم العلمي
والتقني وحده مهما وصل بالإنسان لن يكون كافيًا أبدًا لتحقيق الرضا النفسي والعقلي
له، إذ إن السؤال عن الحقيقة القصوى للحياة وأصل الكون وأصل الخليقة سيظل سؤالًا مؤرقًا
للإنسان في عصر العلم والتكنولوجيا، ذلك العصر الذي وصل أقصى مداه بعصر الذكاء الاصطناعي
أو ما أصبح يسمى الآن اصطلاحًا بعصر “ما بعد الإنسان”!
وأردف قائلا: هل نعيش عصر الإلحاد والفوضى الأخلاقية؟!إن
عصر ما بعد الإنسان، الذي يتباهي بالوصول إليه صانعو العلم والتكنولوجيا المعاصرة،
إنما هو نفسه يعد دليلًا على قدرات الإنسان المحدودة! إذ إن السؤال الذي يطرحه التقدم
التكنولوجي الحاصل الآن في هذا المجال: إذا كان الإنسان سيقف عاجزًا غدًا أو بعد غد
أمام آلات الذكاء الاصطناعي التي ابتدعها، فماذا سيكون موقفه أمام الله؟! والإنسان
الذي ستوقفه الآلة عند حده المعلوم، فلا يستطيع بذكائه البشري العادي أن يلاحق التطور
الذي ستتيحه الآلات الذكية لنفسها، إذ ستكون قادرة حتمًا على الانتصار عليه، ما باله
لا يزال يكابر متجاهلًا أن من خلقه وآلاته الذكية أكبر منهما معًا؟!
وأشار إلى أن مناقشة هؤلاء الملحدين في أطروحاتهم بأشكالها المتعددة ، لاسيما المبنية منها على الاستناد إلى المكتشفات العلمية الحديثة، وبوجه خاص على نظرية التطور الدارونية في علوم الحياة، وتطوراتها المعاصرة، تكشف أنه لا علاقة بين الاعتقاد الديني والعلم، فكل الأديان وعلى رأسها الدين الإسلامي، تشجع على البحث العلمي وتهتم بتقويم نتائجه، في الوقت الذي نعرف فيه أن العلماء حينما يقدمون نظرياتهم العلمية مصحوبة بحججها وأدلتها، إنما يسلمون في نفس الوقت بأنها قابلة للدحض والتكذيب، ونظرية التطور مثلها مثل غيرها من النظريات العلمية؛ غير مسلم بها تمامًا بين العلماء المتخصصين في علوم الحياة والبيولوجيا، ويسري عليها ما يسري على كل النظريات العلمية من عدم اليقين المطلق.