هاجر لقويشي: الإيمان أمر فطري.. وهذه هو الدليل

  • أحمد نصار
  • الإثنين 27 نوفمبر 2023, 12:12 مساءً
  • 586
تعبيرية

تعبيرية

"بدأ علماء النفس وعلماء الأعصاب بجمع بعض الأدلة القوية، التي تدل إلى أنه في الواقع يوجد في العقول البشرية ميل شديد للسلوك والاعتقاد الديني".. هذا ما قاله نصا البرفيسور الأمريكي مايكل ج. موراي.

وتقول الباحثة الإسلامية المغربية، هاجر لقويشي، إن الإيمان أمر فطري، فهو مغروس في غرائز الإنسان يخبر صاحبه أن تدبير الكون كله صادر عن قوة غيبية مبهمة المعالم، لافتة في الوقت نفسه إلى أن المؤمنين بالله الموحدون له إنما يهتدون إلى ذلك بالآيات الكونية لتأييد الإيمان الفطري المجبولة عليه النفوس؛ لأن الأدلة على وجوده تبارك وتعالى إنما جاءت معززة لدلالة الفطرة ومحققة لليقين كما قال إبراهيم عليه السلام: ﴿ولكن لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾ الآية [البقرة: 260].

وأشارت إلى أنه لم يكن عنده شك في أن الله هو الواحد الأحد وهو رب كل شيء، أراد أن يرى أمراً ملموسا ليقوى به ما في قلبه من يقين، وإلا فدلالة الفطرة مترسخة في قلبه كما قال العزيز الحكيم في محكم التنزيل: ﴿فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها﴾ الآية [الروم: 30]، فالناس آمنوا بالله ثم إن الآيات زادتهم إيماناً وأقامت الحجة على من عاند.

وتابعت: والذي يدل على وجود الفطرة الإيمانية في النفس البشرية عقلا ومنطقا ويعزز ما ذكر سلفا، وتتعدد صوره واقعا، أن كل من ينكر وجود الله لا يجد في وقت المحنة غير الله ملجأ وملاذا، والنفس البشرية المجبولة على الإيمان إذا ما حزبها واشتد عليها الأمر لم تجد إلا منطق الإيمان مخرجا ومهربا، وأقوى ما يمكن الاستدلال به على ذلك فرعون مدعي الألوهية والجبروت الذي كان يقول: “أنا ربكم الأعلى” حينما أشرف على الغرق وأيقن الهلاك آمن بالله حيث لا ينفعه إيمانه".

 

وأضافت "لقويشي" أن ما يبين ترسخ الإيمان بالله فطرة في قلوب الناس كافة، قوله تعالى: ﴿وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ﴾ [الأعراف: 172]، أي أن الإيمان هو القانون الأساسي والطبيعي للكون كله، وكل من خلقوا على هذه الأرض سبق وأقروا بوحدانية الله تبارك وتعالى.

وأكدت أن الأمر بات مستقرا في قلوبهم مع استكبارهم وإلحادهم ونزوحهم عن منهج الله الواحد الأحد، فذلك كله من غفلتهم عن الفطرة التي خلقوا عليها والمنهج الذي رسم لهم من قبل أن يبصروا الوجود وتتكون لهم القدرة على التفكير والتحليل ليتجرؤوا على اختيار منهج غير منهج خالقهم ومصورهم.

ولفتت إلى أن ما نراه من صور النزوح عن الفطرة البشرية، واللجوء إلى الإلحاد، واللادينية والحياة المادية الخالصة لا يعني بالضرورة عدم تحقق فطرية الإيمان عند بعض الناس، وإنما يفهم منه ابتعاد النفس عن الفطرة السليمة بالتوغل في الماديات والانشغال بأمور الحياة، ونسيان الغرض الأساسي من الوجود الإنساني، والمتمثل في عبادته تبارك وتعالى بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.

 

تعليقات