دلالة العلة الغائية ووجود الله !

  • أحمد نصار
  • الإثنين 20 نوفمبر 2023, 11:59 مساءً
  • 251
تعبيرية

تعبيرية

يعد وجود نظام المرور وقوانين خاصة به، فهذا  في حد ذاته يدل على وجود من سنّ هذه القوانين ووضعها وقررها، أيضاً إتباع الناس وطاعتهم للقوانين يدل على وجود من جعلهم كذلك. فنحن لدينا مستويان من الدلالة: مستوى وجود القوانين، ومستوى طاعة القوانين. ثم نحن عندما نظرنا في هذه القوانين وجدنا أنها تهدف إلى تيسير وصول الناس إلى الأماكن التي يرغبون في الذهاب إليها، والحفاظ على سلامتهم وسلامة ممتلكاتهم، ورعاية مصالحهم. فهذا يدل على أن واضع هذه القوانين لم يضعها عبثاً بلا هدف ولا غاية، بل لها هدف وغاية وحكمة. فالحكمة الظاهرة في وضع هذه القوانين تدل على حكمة واضعها، وأن له هدفا يريد أن يحققه وغايةً يبغي الوصول إليها عن طريق سنّ القوانين، ولم يسنّها أو يضعها لاعبا أو عبثا أو لاهياً، وفقا لما نشرته صفحة نهاية الإلحاد.

وأضافت، أن هذا المعنى هو بمثابة دلالة العلة الغائية، فكما أن دلالة الخلق والاختراع تتناول كيف يدل وجود الأشياء على وجود خالقها وصانعها، ومن أمثلتها: دليل الحدوث ودليل الإمكان ودليل التخصيص، فإن دلالة العلة الغائية تدور حول فكرة أن وجود معنى للشئ يدل على اتصاف صانعه أو خالقه بالعلم والحكمة اللازمين لمنح المعنى للأشياء، ويدل على وجوده من باب أولى، وهذا المعنى في الشئ قد يكون وظيفته أو اتصافه بالدقة والإتقان والإحكام في الصنعة أو اشتماله على محتوى معلوماتي أو ما فيه من الملائمة والتوافق مع غيره أو وقوع التنظيم والاتساق في تكوينه أو كونه مفيداً ونافعا أو جماله أو تميزه بغاية وهدف ويمكن صياغة دلالة العلة الغائية صياغة منطقية من مقدمتين ونتيجة

وأوضحت الصفحة أن وجود المعنى في الشئ يستلزم وجود من أراد هذا المعنى وقصده، وهذا المريد متصف بالحكمة والقصد والغاية بداهة لأنه أوجد شيئا ذا معنى، وبالتالي فهو موجود من جهة ومتصف بالعلم والحكمة من جهة أخرى، فضلا عن أن هناك أشياء في العالم لها معنى( ترتيب_نظام_اتساق_غاية_هدف_نفع_وظيفة_ملائمة وتكيف_مناسبة للوظيفة_جمال)، وبالتالي تكون النتيجة الطبيعية، وجود صانع أو خالق متصف بالعلم والحكمة، وليس مجرد القدرة والإرادة.

وتابعت: أن صياغة الدليل في صورة مقدمات ونتائج تيسر علينا مواجهة الاعتراضات ومعرفة مواطن الإشكال عند من ينكرون دلالة العلة الغائية. فمن المستقر أنه لا أحد يعترض على المقدمة الحسية التي تنص على وجود أشياء ذات معنى؛ لأن المخالف لا ينكر وجود المعنى من حيث هو معنى، وإنما ينكر افتقاره إلى ذات عالمة حكيمة تمنح المعنى للأشياء، فالقوم يرون أنه يمكن نشوء النظام من الفوضى والمعلومات من العشوائية وتعقيد الكائنات الحية من التطور الدارويني غير الموجه. لهذا يصب منكرو الغائية انتقاداتهم واعتراضاتهم على المقدمة العقلية والتي تنص على افتقار المعنى إلى من يعطيه.

 

تعليقات