هل رأيت حشرة سرعوف الورقة الميْتة؟
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
رد الدكتور محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد على سؤال يطرحه أغلب الملاحدة يقول: لماذا ترك الله الحيوانات تُذبح من قِبل البشر ، وتركها بلا مأوى تعيش في الغابات وبين الشوارع، ولم يكرمها كما كرم الإنسان؟!
وقال في إجابته: في وقتٍ ما كنتُ قد مرضتُ بمرضٍ ما، فذهبتُ إلى الطبيب، وبعد الكشف والفحوصات، أخبرني أنني بحاجة إلى عملية جراحية، وقام بتحديد موعد لإجراء العملية، وكانت هذه المرة الأولى التي سأخضع فيها إلى عملية جراحية، ومن وقت تحديد موعد العملية وأنا أشعر بقلق وتوتر وخوف إلى أن حان وقتها، دخلت غرفة العمليات والخوف يملأ قلبي، جاء طبيب التخدير وخدرني تخديراً نصفياً، ثم جاء الطبيب الجراح وأجرى العملية في غضون ساعة ونصف ومعه مساعديه، وأثناء العملية وجدتُ نفسي لم أشعر بأي ألم، وحتى بعد الانتهاء من العملية، ظننتُ أنني سأشعر بالألم بعد انتهاء مفعول التخدير، ولكن المفاجأة بالنسبة لي أنني ما شعرتُ بشيء من الألم، وتذكرت وقتها قول الله تعالى «لا يكلف الله نفساً إلى وسعها.
وتابع: لما كلمتني والدتي لتطمئن عليّ، وهذا
بسبب أنني أعمل في دولة بعيدة عنها، فوجدتها تكلمني وهي تبكي وتتألم كثيراً من
خوفها الشديد عليّ في حين أنه أنا من قام بالعملية ولم أشعر بشيء من هذا الألم
الذي تشعر به والدتي، وذلك الألم الذي كانت تعيش فيه أمي بدلاً مني، راجع لظنها
أنني أتألم، والحقيقة ليست كذلك.
وأردف: خلاصة ما
أريد الوصول إليه من خلال هذا الحدث، أن الإنسان أحياناً ينظر لغيره بعينه هو،
ويغفل أن الله قد هيأ كل إنسان منا، وأعطاه القدرة على تحمل ما يقع عليه من بلاء،
الشاهد أنه يستحيل أن يبتلينا الله بشيء خارج حدود قدرتنا، نعم نشعر بالألم
أحياناً، لكن هذا الألم يقع تحت قدرة تحملنا.
وأكمل: في زلزال
سوريا انهارت منازل وبيوت كثيرة، وأدى ذلك إلى موت عدد من الأشخاص وإصابة آخرين،
وكنا نشاهد هذه الأحداث من خلال السوشيال ميديا ووسائل الإعلام ونتألم كأننا نحن
الذين تحت الأنقاض، حتى تفاجأتُ بمشهدان، أحدهما لرجلٍ مسن كان تحت الأنقاض وبدلاً
من أي يطلب المساعدة طلب ماء ليتوضأ ولم يطلب إخراجه، وآخر لامرأة مسنة أيضاً
أرادوا أن يخرجوها فطلبت منهم أن يأتوا لها بحجاب لتستر به نفسها.
وتابع: تأملتُ
المشهدين وحدثت نفسي: ما هذا الثبات الذي فيه هؤلاء؟! رغم ما فيهم من بلاء عظيم،
إلا أنهم قادرين على تحمله، والدليل أنهم يفكرون في أشياء أخرى بعيدة عما نشعر به
نحن، رغم أننا نتابع الأحداث من بعيد، وهنا يتأكد معنى قول الله تعالى: «لا يكلف
الله نفساً إلى وسعها».
وواصل: كل ما
سبق شرحه أردتُ أن أسلطه على سائر المخلوقات..؟ ،
مشيرا إلى أن الإنسان
يظن أحياناً أن ما يقع على الحيوانات من ذبح وتقطيع وطهي.. إلخ، شيء فيه قسوة وغير
محتمل، وهذا أيضاً لأننا ننظر إلى تلك المخلوقات بنظرتنا نحن البشر، ونسينا أن
الله قد خلقهم لهذه المهمة، وهيأهم لذلك تمام التهيئة، فسخر الله سبحانه سائر
المخلوقات لخدمة الإنسان، وهذا ما دل عليه قوله سبحانه «وسخر لكم ما في السماوات
وما في الأرض جميعاً منه إن في ذلك لآيات لقومٍ يتفكرون» فالله سبحانه وتعالى
خلقنا جميعاً، ومنح كل مخلوق من خلقه ما يناسب طبيعته، وما يناسب ما يقع عليه
تماماً، ولم يكلفنا بشيء أو يسخرنا لشيء إلا بما يقع تحت قدرتنا، فصنوف الحيوانات
وما يقع عليهم من ذبحٍ وقتلٍ وخلافه هو داخل دائرة المحتمل.
وأكد أنه على
الإنسان أن يطمئن ولا يرهق نفسه فالله أرحم بمخلوقاته من خلقه على أنفسهم وذواتهم،
فهذه هي الدنيا، قد جعلها الله دار بلاء وشقاء، ولكن بلاء محتمل وشقاء تحت قدرتنا.
وبين أن هناك جزء متعلق بالتوازن البيئي وأن سائر المخلوقات تشترك في كينونة واحدة وكل مخلوق لابد أن يكون له فرصة في العيش بالقدر الذي تستقر به الحياة وتتوازن به البيئة.