نجلاء نور الدين بكر تكتب: هل تأخر وعد الله؟

  • جداريات Jedariiat
  • السبت 18 نوفمبر 2023, 11:05 مساءً
  • 1311


سؤال يأتي على أذهاننا ويراود الكثير منا، أين وعد الله ولماذا تأخر وهل سيأتي يوما؟!

من اليقين أنه سيأتي لأن وعد الله حق، حتى وان لم يأتي في حياتك.

إذن لماذا تأخر ؟! ومتى سيأتي؟!

كلنا نرى ونشاهد هذه الفترة من الزمان والتي يسود فيها استعلاء وتجبر الكفر والباطل على رقاب أهل الحق بالقتل والسجن والقهر وتسأل كثير من الألسنة لماذا يرضى الله بهذا وأين هو وعده ؟!

والإجابة ذكرها الله في كتابه العزيز منذ قديم الأزل لتكون درسا لكل مؤمن في كل زمان من الأزمنة حينما قال في كتابه الكريم: (إِنَّ ٱللَّهَ يُدَٰفِعُ عَنِ ٱلَّذِينَ امنوا إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٖ كَفُورٍ).


يدافع الله عن المؤمنين ومن يدافع الله عنه جل جلاله فلا هازم له، فلماذا نحن الآن في هذا الخزي والعار هل نحن أمة غير مؤمنة حتى لا يدافع الله عنا ؟!


والجواب: إن حكمة الله وأحكامه في كتابه العزيز وفي سنة نبيه عليه السلام جعلت لنصر الله شروطا تكتمل بها عدة النصر، ويكتمل بها الإيمان الموجب للنصر، فالإيمان لا يتوفر فيمن يقيمون الصلاة ويرتلون القرآن ويصومون عن الطعام ويتباهون بالصدقات ويتضرعون إلى الله في وقت المحن فقط. بل الإيمان يتوفر في أهم مبادئ القرآن والسنة النبوية المطهرة

في قوله تعالى:

(كُنتُمۡ خَيۡرَ أُمَّةٍ أُخۡرِجَتۡ لِلنَّاسِ تَأۡمُرُونَ بِٱلۡمَعۡرُوفِ وَتَنۡهَوۡنَ عَنِ ٱلۡمُنكَرِ وَتُؤۡمِنُونَ بِٱللَّهِۗ وَلَوۡ ءَامَنَ أَهۡلُ ٱلۡكِتَٰبِ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۚ مِّنۡهُمُ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ وَأَكۡثَرُهُمُ ٱلۡفَٰسِقُونَ)

والشرط واضح، وهو أن أمة الإسلام لا تكون خير الأمم إلا بشرط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمعنى أن يكون المجتمع نفسه رادعا لأصحاب الأهواء عن المعاصي دافعا لأهل الإيمان على الحسنات.

والنصر لن يأتي من فراغ دون أسباب وعوامل له فالله قادر على أن ينزل ملائكة من السماء تخسف بالأعداء الأرض دون أدني جهد أو الم أو مشقة ودون قتل ولا حتى قتال ولا شك في ذلك

ولكن لا يريد الله أن يفعل ذلك مع أمة غير مؤهلة لهذا النصر العظيم.

لان النصر إذا جاءهم هينا سهلا سريعا دون عناء أو تضحيات فإن فقدانه وضياعه أيضا سيكون هينا سريعا سهلا دون أن يبالوا أو يحرك لهم ساكنا ولربما اختلفوا أو تفرقوا وتشتتوا أيضا على النصر ذاته

لهذا اشترط الله تعالى أن ننصر أنفسنا أولا ونبذل قصارى جهدنا وبعدها يأتي النصر المؤزر مصداقا لقوله تعالى:

(وَلَيَنصُرَنَّ ٱللَّهُ مَن يَنصُرُهُۥٓۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ)

فالله يريد أمة مؤمنة حقا موحدة على إعلاء كلمة الحق وجهادها وقتالها يكون خالصا في سبيل الله وحده بريئا من أي أهواء دنيوية أو مصالح شخصية.

مصداقا لحديث النبي عليه السلام عندما سألوه عن الرجل يقاتل شجاعة أو حمية فقال النبي عليه السلام:

(من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)

فلابد أن نؤمن ونتفق بأن النصر آت لا محال وهو وعد الله ووعد الله حق وقد تحقق الوعد الأول أمام أعيننا حينما قال في كتابه الكريم

(وَقَضَيۡنَآ إِلَىٰ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ فِي ٱلۡكِتَٰبِ لَتُفۡسِدُنَّ فِي ٱلۡأَرۡضِ مَرَّتَيۡنِ وَلَتَعۡلُنَّ عُلُوّٗا كَبِيرٗا)

وها هو الفساد والكفر والتجبر الذي نعيشه ونراه

أما الوعد الثاني فهو وعد الآخرة في قوله تعالى لبني إسرائيل

(وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (

وهذا هو وعد الأخرة ــ كما قال الشيخ الشعراوي في تفسيره ـــــــ أي جمعناكم في مكان واحد وأرضا واحدة تدبيرا من الله للقضية الإسلامية فالحكمة الربانية في ذلك، حيث لو كانوا يسكنون الأرض كلها مبعثرين بها فلن تستطيع جيوش الإسلام في آخر الزمان أن تتبعهم في العالم بأكمله في المعركة الفاصلة بيننا وبينهم لأنه سيضعف ويشتت من قواهم ولكن اذا ما تجمعوا في مكان واحد وأرض واحدة جاءت لهم الضربة قاضية بإذن الله.

حين قال في كتابه الكريم

(وَإِذۡ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبۡعَثَنَّ عَلَيۡهِمۡ إِلَىٰ يَوۡمِ ٱلۡقِيَٰمَةِ مَن يَسُومُهُمۡ سُوٓءَ ٱلۡعَذَابِۗ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ ٱلۡعِقَابِ وَإِنَّهُۥ لَغَفُورٞ رَّحِيمٞ)

 فوعد الله حق لا مجال آت بإذنه في المكان والزمان الذي يأذن به

فالعيب يا سيدي ليس في الوعد ولكن العيب فينا نحن، ودورنا الآن هو إصلاح أنفسنا وإخلاص نوايانا والتوجه إلى الله تعالى بأخلص الدعاء لأهلنا في فلسطين.



الدعاء لهم بالصبر اللهم اجعل نار الأعداء بردا وسلاما عليهم كما جعلت النار بردا وسلاما على إبراهيم. اللهم ثبتهم واربط على قلوبهم اللهم اقذف الرعب في قلوب أعدائهم وشتت شملهم وفرق جمعهم اللهم زلزل الأرض من تحت أقدامهم وكل من في صفهم ولا ترفع لهم راية يا قادر يا قدير  يا مقتدر فإنك لا يعجزك شيء في الأرض ولا في السماء   تى أتلتىلان

 


تعليقات