رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

مركز حصين: محبة الله ليست باللسان بل شعور يستولى على الجنان

  • جداريات Jedariiat
  • الجمعة 17 نوفمبر 2023, 7:23 مساءً
  • 379

 

قال مركز حصين المختص في الرد على الشبهات ومكافحة الإلحاد، إن محبة الله ليست دعوى تدعى باللسان، بل هي شعور ووجدان، يستولي على الجنان، فيذوق منه طعم السعادة بالإيمان، كما قال ﷺ: «ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار». متفق عليه.

ولفت في موضوع خطبة الجمعة الذي نشره عبر موقعه الرسمي إلى "شيطان قريش" متابعا: عمير بن وهب الجمحي، كان كافرا، وقاتل المسلمين يوم بدر، ووقع ابنه أسيرا، ثم اتفق مع صفوان بن أمية أن يذهب إلى المدينة ليقتل النبي ﷺ غدرا، فلما رآه عمر بن الخطاب رضي الله عنه معه السيف، فزع وقال: هذا عدو الله الذي حرش بيننا يوم بدر وحزرنا للقوم، ثم أمر الصحابة أن يتنبهوا له حتى لا يغدر بالنبي ﷺ، فلما دخل عمير على النبي ﷺ، أعلمه ﷺ بحقيقة ما جاء لأجله، وباتفاقه مع صفوان على أن يقتلاه ﷺ، حينئذ أيقن عمير أن النبي ﷺ رسول صادق، يوحى إليه من الله، فآمن بالله.

 

فلما رآه عمر رضي الله عنه مسلما فرح به، وقال: «والذي نفسي بيده، لخنزير كان أحب إلي من عمير حين طلع علينا، ولهو اليوم أحب إلي من بعض ولدي». أخرجه الطبراني.

 

وعن  سر هذا التحول في موقف عمر، وكيف يصبح العدو بمجرد إيمانه وليا حبيبا، بين أنه  لا يجد العبد تعبيرا يصف العلاقة بين العبد الصادق وربه سبحانه، من وصف الله تعالى لتلك العلاقة بقوله: يحبهم ويحبونه، فمحبة الله تعالى أصل الإيمان وأساسه، والمؤمن هو من عرف الله تعالى وعلم كماله وجماله وجلاله، فامتلأ قلبه بمحبته وتعظيمه والعبودية له، وانبعثت جوارحه بطاعته وامتثال أمره والتسليم له.

 

وذكر  أن من قواعد العقل والفطرة والعرف، أن من أحب محبوبا أحب أولياءه وناصرهم، وأبغض أعداءه ونافرهم، ولذلك كان الجهاد في سبيل الله علامة عظيمة على محبة الله تعالى، واصطفاء منه يختار له من شاء من عباده، كما قال جل وعلا: يا أيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم.

 

وإن من شعب مجاهدة أعداء الله إساءة وجوههم وإغاظتهم وإرغامهم بكل ما يكرهون، وهي عبادة عظيمة، تسمى (عبودية المراغمة)، فقد جعل الله تعالى هجرة المهاجر في سبيل الله مراغمة للعدو أمرا محمودا ومرضيا عنده، فقال سبحانه: ومن يهاجر في سبيل الله يجد في الأرض مراغما كثيرا وسعة، سمى المكان الذي يهاجر العبد إليه لإقامة دين الله «مراغما»؛ لأنه يراغم به عدو الله.

 

وأردف: بين نبينا ﷺ أن مراغمة الشيطان عدو الله وعدو الإنسان، أمر مشروع، فالشيطان يغتاظ من سجود العبد لربه، لأن الله أمره بالسجود فلم يسجد، ولذلك شرع النبي ﷺ للمصلي إذا سها في صلاته سجدتين، وقال: «إن كانت صلاته تامة كانتا ترغيما للشيطان». أخرجه مسلم، وسماهما «المرغمتين». أخرجه أبو داود.

 

ومن أوصاف أتباع النبي ﷺ التي ذكرها الله تعالى في الكتب السابقة، أنهم سبب لغيظ الكافرين، كما قال تعالى: ومثلهم في الإنجيل كزرع أخرج شطأه فآزره فاستغلظ فاستوى على سوقه يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار.

تعليقات