هل رأيت حشرة سرعوف الورقة الميْتة؟
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
مراحل تكوين الجنين
كتب:أحمد إبراهيم
يقول الملاحدة، إن النبي ﷺ أخطأ في معلومة
معنية، بتكوين الجنين، داخل بطن أمه، وهذه الشبهة تتردد كثيراً ولكن يأبى هؤلاء إلا
أن يفضحوا أنفسهم لأن هذه الشبهة هي في الأساس دليل قاطع أن محمد ﷺ نبي لأنه أخبر
بمعلومة مستحيل أن تُرى بالعين المجردة .
هذه الشبهة التي يرددها الملا.حدة سببها حديث للنبي ﷺ في رواية البخاري ( قالَ النبي ﷺ : إنَّ أحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكونُ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ ... وأخر الحديث .... ثُمَّ يُنْفَخُ فيه الرُّوحُ )، وفقا لما نشرته صفحة"حقيقة الإلحاد".
وأضافت الصفحة، يقول
الملحد، ( النبي يقول انه يُجمع خلق الإنسان نطفة في 40 يوم ثم يُجمع علقة في 40 يوم
ثم مضغة في 40 يوم ؛ ثم يرسل الملك بعد 120 يوم ؛ معني هذا الكلام أن الجنين تُخلق
عظامه بعد 120 يوم و القران قال في سورة المؤمنون ان العظام تُخلق بعد مرحلة المضغة
فكيف تُخلق العظام بعد 120 يوم مع أن العلم الحديث يقول إن العظام تُخلق في بداية الأسبوع
السابع أي بعد 42 يوم وليس 120 يوم كما يقول النبي" هذه هي شبهة الملحد
وتابعت الصفحة: أن من قال لك أيها الملحد إن كلمة ( مثل ذلك
) الموجودة في الحديث تعود على ألـ 40 يوم ؟، لافتة إلى أن الإمام البخاري لم يوضح
هل كلمة ( مثل ذلك ) تعود على الـ 40 يوم ام تعود على جمع الخلق ؛ كلمة ( مثل ذلك
) قد تعود على جمع الخلق وقد تعود على ال 40 يوم، فقد يكون المقصود من الحديث أن الإنسان
يُجمع نطفة ويُجمع علقة ويُجمع مضغة في نفس الـ 40 يوم هذا لو كانت كلمة ( مثل ذلك
) تعود على جمع الخلق .
ونوهت الصفحة إلى أنه قد يكون المقصود من الحديث النبوي
الشريف، أن الإنسان يُجمع نطفة في 40 يوم وعلقة في 40 يوم أخرى ومضغة في 40 يوم أخرى
وبالتالي 120 يوم، كون الحديث لم يوضح هل كلمة ( مثل ذلك ) تعود على الـ 40 يوم أم تعود
على جمع الخلق ؛ يعني الحديث يحتوي على أكثر من معني فكيف حكمت عليه أيها الملحد انه
خطأ علمي ؟
ولفتت الصفة إلى أن هنا مفاجأة ؛ تمثلت في رواية لنفس الحديث موجودة عند الإمام مسلم وضّح ما هو المقصود من الحديث وهو أن الإنسان يجمع نطفة وعلقة ومضغة في نفس الـ 40 يوم يعني رواية الإمام مسلم هو من هدم هذه الشبهة، حيث تقول الروايةـ قال النبي ﷺ ( إنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكونُ في ذلكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ في ذلكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ )، فلو لاحظتم ستجدوا أن الرواية في مسلم أضافت كلمة ليست موجودة في رواية البخاري وهي كلمة، ( في ذلك ) مع انه نفس الراوي وهو عبدالله بن مسعود، وهو ما يعني رواية الإمام مسلم وضحت ما هو المقصود من الحديث وهي أن الإنسان يُجمع نطفة وعلقة ومضغة في نفس ال 40 يوم لأن كلمة ( في ذلك ) تعود على ال40 يوم فبالتالي كلمة (مثل ذلك ) تعود على جمع الخلق .
ولفتت إلى أن معني الحديث هكذا ( إن أحدكم يجمع خلقه
في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون في ذلك (أي في ذلك العدد من الأيام) علقة (مجتمعة
في خلقها) مثل ذلك، (أي مثلما اجتمع خلقكم في الأربعين )، ثم يكون في ذلك (أي في نفس
الأربعين يوما) مضغة (مجتمعة مكتملة الخلق المقدر لها )
وخاطبت الصفحة الملحد، قائلة: أيها الملحد عندما نجد حديث
متشابه له أكثر من معني فلا بد أن نرجع لبقية الأحاديث الأخرى التي في نفس الباب حتى
نفهم المعني المقصود من كلام النبي ؛ دين الإسلام يُفسر بعضه بعضا فنحن عندنا شيء في
الإسلام اسمه تفسير القران بالقران وتفسير القران بالسُنة وتفسير السُنة بالسُنة وتفسير
القران والسُنة باللُغة"، لكن الملاحدة دائما يقومون باقتطاع الأحاديث وبتر الأحاديث من العموم
و إمساك حديث واحد وترك الباقين مع أن هناك أحاديث متممة وموضحة للحديث فيتركونها ؛
وأضافت: لذلك لو قرأنا بقية أحاديث النبي في هذا الباب سنجد
أن المقصود من الحديث هو أن الإنسان يُجمع نطفة وعلقة ومُضغة في نفس الـ 40 يوم،
حيث يقول النبي ﷺ ( إذَا مَرَّ بالنُّطْفَةِ ثِنْتَانِ وَأَرْبَعُونَ لَيْلَةً،
بَعَثَ اللَّهُ إلَيْهَا مَلَكًا، فَصَوَّرَهَا وَخَلَقَ سَمْعَهَا وَبَصَرَهَا وَجِلْدَهَا
وَلَحْمَهَا وَعِظَامَهَا )
وأوضحت الصفحة أن النبي يقول انه بعد مرور 42 يوم تُخلق العظام
واللحم والعين والأذن، أي بعد مرور 42 يوم تُخلق العظام وليس 120 يوم أيها الملحد ؛
يعني المقصود من الرواية الأولى الموجودة في البخاري هو أن اكتمال خلق النطفة والعلقة
والمضغة في نفس الـ 40 يوم ثم بعد ذلك تُخلق العظام اللحم وغيرها من أعضاء الجنين
.
وأكدت الصفحة أن القران أيضاً فنّد هذه الشبهة، فقد قال تعالي
في سورة المؤمنون" ثُمَّ جَعَلْنَاهُ
نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ
مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا" ، لو تأملنا الآية سنجد أن الله قال
على خلق النطفة ( ثم ) بينما في خلق العلقة والمضغة استعمل الله حرف الفاء ؛ فالآية
تقول ( ثم خلقنا النطفة ) بينما في العلقة قال ( فخلقنا العلقة ) وقال عن المضغة (
فخلقنا المضغة ) .
ولفتت الصفحة إلى أن كلمة ( ثم ) تفيد الترتيب مع التراخي
بينما حرف ( الفاء ) تفيد الترتيب مع السرعة، فلو افترضنا جدلاً أن شبهة الملحد صحيحة
وهي أن خلق النطفة يستغرق 40 يوم وخلق العلقة يستغرق 40 يوم وخلق المضغة يستغرق 40
يوم ؛ فلماذا استعمل الله كلمة ( ثم ) عن النطفة بينما في العلقة والمضغة استعمل حرف
( الفاء ) ؟
وطرحت سؤالا أليست الفترات متساوية ؟، إذا هذه الآية الكريمة
تهدم شبهة الملحد أيضا وهي أن الفترات في خلق النطفة والعلقة والمضغة ليست متساوية
لأن الله استعمل كلمة( ثم ) في خلقة النطفة بينما استعمل حرف (الفاء) في خلق العلقة
والمضغة ؛ وبالتالي ليس المقصود من الرواية الأولى الموجودة في البخاري أن خلق النطفة
40 يوم والعلقة 40 يوم والمضغة 40 يوم .
وأشارت الصفحة إلى ما قاله الإمام بن الزملكاني رحمه الله انتبه لهذا الأمر جيدا وقال :(وأما حديث البخاري فيدل على ذلك ؛ إذا معني يجمع في بطن أمه أي يُحكم ويُتقن ؛ ومنه رجل جميع أي مجتمع الخلق ؛ فهما متساويان في مسمي الإتقان والإحكام لا في خصوصه ؛ ثم إنه يكون مضغة في حصتها أيضا من الأربعين ؛ محكمة الخلق مثلما أن صورة الإنسان محكمة بعد الأربعين يوم )، وفي ذلك يقول الإمام الزملكاني رحمه الله ‘ن النطفة و العلقة والمضغة يخلقون في نفس الـ 40 يوما، وكل منهم له حصة في هذه الـ 40 .