باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
الدكتور محمد جاد الزغبي
كتب: أحمد إبراهيم
أكد الدكتور
محمد جاد الزغبي، الباحث في ملف الإلحاد، أن هذا السؤال، وهذه القضية ليست قضية
تقليدية أبدا لتكون إجابتها مجرد تحليل سياسي أو فكري كالمعتاد، منوها إلى أن هذه
القضية، قضية ما فعلته حرب غزة من أثر فكري وسياسي عالمي سيبقى موضوعا للبحث
العلمي لسنوات طوال كنقطة مفرقية يهتم بها علماء ثلاثة مجالات على الأقل وهي
الاجتماع والعلوم السياسية والاستراتيجية العسكرية.
وتابع في
تصريحات خاصة لـ "جداريات" : وإن كان الجانب السياسي والعسكري أمر
مفهوم، إلا أن النقطة الأجدر بالاهتمام والأكثر غرابة على الإطلاق هي الأثر الفكري
الهائل الذي حققته المقاومة من حرب طوفان الأقصى والتي أصفها بأنها (حرب) رغم أنها
في الاستراتيجية العسكرية (معركة) ولا تنطبق عليها أدوات الحرب التي يقررها
الخبراء.
وأكمل : سبب
وصفي لها بذلك أن معركة نعم، لكن نتائجها خارقة للمعتاد وأثرها السياسي والعسكري
والفكري يوازي حربا كبرى لا مجرد جولة.
وأردف "الزغبي"
قائلا: إنه حتى ندلل على ذلك فإنني سأقتصر في التحليل على بيان الجانب الفكري لتلك
الحرب العملاقة والتي جعل الله نتائجها فوق التوقع وفوق التحليل.
والقصة تبدأ
عندما نتخيل أن عالمنا العربي والإسلامي خاض حربا ضروسا لمدة عام على الأقل مع
دعاة الإلحاد والمستشرقين وأهل التغريب والعلمانيين، مشيرا إلى أن حرب فكرية هائلة
امتدت من بدايات القرن العشرين حتى اليوم أنفق فيها الغرب المليارات لدعم وتكريس
النموذج الغربي لمسخ العقول ومحاربة أي توجه فكري مستقل نحو الإسلام وحضارته
وتاريخه، ونجح في زرع وتمويل آلاف الصحف والقنوات والأقلام لتحقيق تلك الأهداف
المتمثلة في دعم وتمويل ونشر ثقافة التغريب ومسخ العقل العربي ليكون تابعا
أيديولوجيا بالكامل لمناهج الغرب في ثقافة الإلحاد والعلمانية والنسوية و.... الخ.
وأضاف، هذا بجانب إلى السيطرة التامة على مناهج التعليم في الدول
العربية بغرض تشويش التعليم الديني وتشويهه ومنع فرص العمل أمامه ومحاربة الأقلام
المعتدلة وإعلاء الأقلام المتطرفة وفتح المجالات الإعلامية أمامهم بغرض أن تخرج
أجيال الشباب تابعة تبعية مطلقة لتلك الأفكار ويصبح الغرب بالنسبة للشباب هو الحلم
الأعظم لحياتهم.
وأشار إلى أن
تقرير واقع سياسي يدفع اليأس التام إلى الشباب العربي من أن تصبح الدول العربية
ذات شأن وفي المقابل تعظيم أسطورة إسرائيل ونشر ثقافة سيطرتها على العالم أجمع
وقدراتها التي تفوق كل القوى، فضلا عن نشر الإسلاموفوبيا وربط الإسلام بالإرهاب
وهو الأمر الذي كرست الآلة الإعلامية الغربية جهودها عليه منذ عام 2001 وانتشر
بالفعل عبر العالم أجمع باستخدام الإعلام والسينما وغيرها
وهذه الأهداف
التي تحقق معظمها على أرض الواقع، أعطت للغرب وإسرائيل انطباعا تاما ومحكما، أنهم
نجحوا في معركتهم نجاحا ساحقا وأنه من المستحيل أن تقوم للفكر الإسلامي قائمة بعد
ذلك.
وأكمل: ورغم
وجود المقاومة العنيفة والمستمرة من مفكري الإسلام إلا أن نجاحنا في ذلك كان مقيدا
نوعا ما، بالإضافة إلى افتقاد جهودنا إلى الأثر الإعلامي العالمي.
ثم جاءت حرب
طوفان الأقصى لتقلب موازين العالم حرفيا وتحقق لنا نحن مفكري الإسلام ومنظريه نصرا
ساحقا لم يكن أحدنا ليحلم بربعه مهما بلغت إمكانياتنا.
وذلك بالنتائج المتمثلة
في البسالة المدهشة التي أظهرتها المقاومة في تنفيذ عملية طوفان الأقصى بألف مقاتل
فقط وبإمكانيات شبه معدومة تفتقد إلى أدنى مقومات حروب الجيوش، وما فعلوه بأكبر
فيلق عسكري إسرائيلي وهو (فرقة غزة) عندما اقتحموا عليهم غلاف غزة لتنتهي القوة في
بضع ساعات، وهذا وحده هدم نسيجا إعلاميا خارقا غزلته إسرائيل عبر أربعين عاما بعد
حرب أكتوبر لتراه منهدما في أقل من يوم واحد!
فانهار المجتمع
الإسرائيلي من الداخل انهيارا لم يحدث منذ حرب أكتوبر، وفقد الجنود والأفراد ثقتهم
بأنفسهم وانهارت الروح المعنوية للصفر ليهاجر أكثر من 200 ألف إسرائيلي إلى الخارج
مع إعلانهم عدم العودة!
وأردف: أن
البطولة الخارقة التي أظهرها شعب غزة في الداخل أمام الوحشية البربرية الإسرائيلية
التي قتلت وأصابت الآلاف وحاصرت الملايين، منوها إلى أن هذه البطولة في التضحية
دون أدنى تخاذل كانت ضربة قاصمة لفكر الإلحاد وللإسلاموفوبيا أفرزت نتيجة لابد أن
نقررها جميعا.
وأضاف : أنها هدمت من فكر الإلحاد ما لم تهدمه جهود العلماء عبر
عشرات السنوات، وذلك لأن مجاهدي غزة ونساؤها وأطفالها قدموا للعالم نموذج العقيدة
الإسلامية العملية لينفجر انبهار العالم أجمع على المستوى الشعبي من طبيعة هذا
الشعب وهذا الصمود، لذلك بادر مئات الآلاف لقراءة القرآن حتى يتعرفوا على طبيعة
الإسلام وطبيعة تلك العقيدة التي تجعل الإنسان مهما بلغ ضعفه نموذجا يحتذى في
الصمود، منوها في الوقت نفسه أنها سقطت خلال حرب غزة كافة جهود أهل التغريب
والعلمانيين العرب في لحظة واحدة!، ليس فقط بظهور العنصرية الفجة من حكومات الغرب
في دعمها لإسرائيل بل الأخطر أنهم سقطوا أمام مواطنيهم وسقطت معهم دعاوى حقوق
الإنسان التي ظلوا يعايرون بها الإسلام مائة عام!
ولفت
"الزغبي" إلى أنها انهارت كل دعاوى الغرب والتغريب حول أخلاقيات الغرب
ومحاربته المزعومة للإرهاب، وهي هزيمة فعلية على الأرض للفكر الغربي نفسه، إذ أنت
انهيار دعاوى الغرب لم يحدث عندنا فقط بل حدث في قلب دولهم المؤسسة للمشروع
الصهيوني نفسه.
فخرجت المظاهرات
بالملايين في قلب لندن ونيويورك ووصل الضغط الشعبي في بريطانيا إلى إقالة وزيرة
الداخلية العنصرية التي أرادت حجب مظاهرات تأييد فلسطين ليرتفع العلم الفلسطيني
عاليا في لندن والولايات المتحدة وفي فرنسا وفي أستراليا ونيوزيلاندا وكافة بقاع
الأرض على نحو لا يمكن أن يصدقه أعتى المتفائلين.
وتابع: هرع
الغرب لآلته الإعلامية الجبارة وكعادته لجأ للتزوير والتزييف لتشويه المقاومة،
ورغم أنهم استخدموا أعتى الإعلاميين والسياسيين في تلك الحرب إلا أن سقوط الشبكات
الإعلامية الغربية كان مدويا بسبب الكذب الفاضح وعليه اضطرت وسائل الإعلام
للاعتذار وانهارت سمعتها تماما!، كما لجأ الغرب ولجأت إسرائيل لعملائها في بلادنا
بشكل صريح حتى أن صحافييهم صرحونا علنا أنهم يطلبون دعم الميديا العربية لمناصرتهم
فاستجاب أمثال إبراهيم عيسى وداليا زيادة وإسلام البحيري وشيوخ السلطان وهرعوا
للإعلام مدافعين عن إسرائيل ومروجين لاتهامات الإرهاب التقليدية ضد المقاومة!
ورغم "بجاحة"
التصرف إلا أنه لم ينقذهم، بل على العكس قدم عملاء إسرائيل للجمهور العربي أقوى
ورقة كنا نسعى لها كي نثبت للعالم أنهم عملاء بالفعل وما فعلوه كشفهم أمام العالم العربي
بأقوى مما لو كشفناهم نحن عن طريق إبراز كشوف مرتباتهم من الموساد!
وختم قائلا:
وهكذا وكما ترون أصبحت عقيدة الإلحاد والإسلاموفوبيا أثرا بعد عين، ولم يعد
للميديا الغربية حديث الآن على مواقع التواصل إلا عن الإسلام وعظمة تلك العقيدة.