هدى عبد الناصر توثق ثورة يوليو في الجمعية المصرية للدراسات التاريخية

  • معتز محسن
  • الأحد 20 أكتوبر 2019, 10:37 مساءً
  • 685
ندوة "مشروع توثيق ثورة يوليو من أوراق الزعيم"

ندوة "مشروع توثيق ثورة يوليو من أوراق الزعيم"

أقيمت بالجمعية المصرية للدراسات التاريخية في مفتتح موسمها الثقافي، ندوة بعنوان "مشروع توثيق ثورة 23 يوليو من خلال أوراق الرئيس جمال عبد الناصر" حاضرت فيها الدكتورة هدى عبد الناصر، نجلة الزعيم وافتتحت الندوة بكلمة الدكتور أيمن فؤاد سيد رئيس مجلس إدارة الجمعية وأستاذ التاريخ الإسلامي وأدارها الدكتور جمال شقرة الأمين العام للجمعية وأستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية التربية جامعة عين شمس.

وقال فؤاد سيد: "إن كريمة الزعيم أهدت لمكتبة الجمعية مجموعة توثيقية عن الرئيس جمال عبد الناصر وكل المدونات المبوبة ومعها فلاشة بها مواد ما بين المرئي والصوتي  مما يسهم في إضفاء المرونة والوفرة في المادة البحثية لدى باحثي التاريخ".

فيما أشار الدكتور جمال شقرة لصداقته الوطيدة مع كريمة الزعيم لسنوات طويلة وقت أن كان معيدًا يعد لرسالة الماجستير بعنوان "الحياة السياسية بمصر .. من قبل ثورة يوليو وحتى أزمة 1954" وإفادته كثيرًا في هذا الموضوع لارتباطه برسالتها "الحركة الوطنية في مصر من 1936 حتى 1952" بكلية اقتصاد وعلوم سياسية في مجال التاريخ السياسي.

وأكد "شقرة" أن هدى عبد الناصر قامت بجمع وثائق مهمة من أوراق الزعيم لسد نقص ما هو مفقود بدار الوثائق القومية في كتاب وضعته في ست مجلدات صدر عن مكتبة الأسرة ، كنوع من التأريخ السياسي الذي يكمل بعض النواقص في أهم فترة من فترات تاريخ مصر، وذلك بوضعها قصاصات ورقية من الجرائد القديمة حول أزمة مارس 1954 بين نجيب وناصر.

من جانبها أكدت الدكتورة هدى عبد الناصر  امتنانها للجمعية المصرية للدراسات التاريخية باستضافتها لهذا الموضوع الذي يؤكد  مدى الجهد المبذول فيه، لتقديم ما يفيد الباحثين والدارسين في التاريخ بكونها تعمل في حقل التاريخ السياسي وهو فرع من فروع هذا العلم العريق.

وأضافت هدى عبد الناصر أن أرشيف جمال عبد الناصر ثري وكبير من حيث الحجم والقيمة، وهذا ما دفعها لوضع الخطب والأوراق على النت وواجهتها صعوبات كبيرة في تجميعها لكثرتها في فترة حكمه والتي وصلت لثمانية عشر عامًا ووضعت 10,000 خطبة قامت بجمعها والحصول عليها من الهيئة العامة للاستعلامات وبمساعدة وزير الإعلام الأسبق صفوت الشريف الذي سهل عليها المهمة من خلال وجود كشافات للشرائط لإكمال الناقص منها في عملية الأرشفة الإلكترونية.

واستطردت: حصلت أيضًا على الخطب التليفزيونية التي استغرقت أربع سنوات ونصف في نقلها من الأجهزة القديمة للنت من شرائط  وذلك لتعميم المشروع على النت ووجدت أن تكلفته على مستوى شركات القطاع الخاص كبيرة جدًا، لتتحول الفكرة إلى واقع ملموس من خلال مكتبة الإسكندرية وقت رئاسة إسماعيل سراج الدين لها والذي بذل مجهودًا كبيرًا في تحقيق هذا الحلم على أرض الواقع، كاشفة أن الوثائق وصلت إلى 8,000 صفحة والخطب المكتوبة وصلت إلى 9214 صفحة ، إلى جانب الخطب المسموعة التي وصلت إلى 565 ساعة والمصورة 270 ساعة علاوة على ترجمة 37 خطابًا للغة الإنجليزية ولكن لم تستمر عملية الترجمة لتكاليفها العالية.

وأشارت إلى إدراج 3650 خطابًا بخط يده كتبها لنفسه بدون تاريخ وموضوع مع كتابة ملاحظات وقت مؤتمرات القمم العربية وقامت بنسخ هذه الخطابات بخط يديها وتقسيمها على حسب رؤوس الموضوعات، لكشف النقاب عن الصفحات المجهولة من حياته، إلى جانب وضع الأفلام التسجيلية الكاملة التي صورت بمنزله بمنشية البكري وتم تقطيعها على مقاطع كل مقطع يصل لدقائق محددة، إضافة إلى الأغاني الوطنية التي بلغت 1217 أغنية لمختلف المطربين والمطربات وإدراج الصور التي وصل عددها إلى 73356 صورة من خلال نيجاتيف المصور حسن دياب تؤرخ لحياة الزعيم في مراحله المختلفة ما بين السياسة والحياة.

وعن الصعوبات أشارت إلى أنها واجهت مشكلات في التواريخ، فتم عمل قسم "أيام جمال عبد الناصر" مستعينةً بالأهرام لتأريخ الأيام التي وصلت إلى 7339 حدثا ووضعت على 45,000 كارت ونقلت إلى مكتبة الإسكندرية لسد ثغرات المشاكل البحثية التي يواجهها الباحثون في مشاريعهم العلمية إلى جانب تصوير الصور الموجودة بأرشيف الأهرام وتوضيح تفاصيل كل صورة موجود بها الشخصيات السياسية والدبلوماسية المختلفة من مختلف أنحاء العالم.

وعن الوثائق السرية في اجتماعاته أشارت إلى أنها كلها كانت مسجلة على شرائط قديمة تم نقلها لهارد ديسك ولكن تكمن المشكلة في عملية التفريغ لصعوبة المهمة لكثرة عددها وهناك جهود ومحاولات  لحل تلك المشكلة في أقرب وقت ممكن.

ومن الوثائق الهامة التي وضعت بالموقع ، خطاب تأييد ماوتسي دونج الزعيم الصيني لجمال عبد الناصر عقب قرار التأميم مقدمًا له التمنيات القلبية بالتوفيق والنجاح مع الدعم المعنوي لتلك الخطوة الوطنية المهمة في العام 1956، وخطاب عبد الناصر الشهير  مع الرئيس الأمريكي جون كيندي  في موضوع القضية الفلسطينية مع وجود الوثائق الأمريكية التي وصلت إلى 9400 صفحة مع وجود الوثيقة التي تؤكد على طلب كيندي بوساطة الرئيس ناصر في حل المشكلة الأمريكية الفيتنامية ما بينه وبين الزعيم فيتنام الشمالية هوشي منَّه.

وأكدت هدى عبد الناصر  سعيها لعمل مؤسسة جمال عبد الناصر على غرار مؤسسة شارل ديجول، ولكن لمشاكل إدارية وبيروقراطية لم يتم المشروع لتحول الفكرة المؤسسية إلى فكرة أرشيفية تحفظ الذاكرة للأجيال المتتالية من خلال الأرشفة الإلكترونية لتراث الزعيم.

تعليقات