هل رأيت حشرة سرعوف الورقة الميْتة؟
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
القرآن الكريم
تعد الأسباب
التي تقف وراء الهجوم المستمر على القرآن الكريم في الغرب، كثيرة، ولكن أبرزهم يتمثل
في سببين هما: نفسي، والمتجسد في تزييف
الحقائق وتحريفها تعبيرًا عن الإخفاق والعجز عن مواجهتها؛ فالعجز عن مواجهة الخصم
يتحول ـ في الأعم الأغلب ـ إلى الافتراء عليه، كما أن التلبس بالصفات السلبية دافع
لوصف الآخرين بها درءًا للاتهام، وهو ما يعرف عند علماء النفس بالإسقاط، حيث إن
الإسقاط حيلة من الحيل الدفاعية التي يلجأ إليها الفرد للتخلص من تأثير التوتر
الناشئ في داخله؛ ذلك أن الغلبة إنَّما تكون للفكر الأقوى، والإسلام ـ كما يشهد
الواقع ـ عقيدة وأخلاقًا هو الأقوى؛ فقوته ليست من قوة أتباعه كما في العقائد
الأخرى، ولكن قوته ذاتية تتأتى من داخله؛ لأنه الحق، لأنه الخير، لأنه السلام
والأمن.. لأنه الصلة الحقيقية التي لم تتعرض لزيف أو تحريف أو تشويه، حسب ما نشرته
صفحه الدعوة الإسلامية على موقع الفيس بوك.
وتابعت الصفحة :
أنه من هنا كان إخفاق الغرب على المستوى الفكري المعرفي ـ على الرغم من تفوقه
سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا ـ دافعًا إلى الخروج عن العقلانية والحوار المنصف،
واللجوء إلى القوة وإلى التشويه والإفساد ظلمًا وعدوانًا.
ولفتت الصفحة
إلى أن الدافع الثاني وراء الهجوم يتمثل في دافع معرفي، وهو إخفاق الغرب في مواجهة
الإسلام فكريًّا على الرغم من هزيمة المسلمين سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا في
الوقت المعاصر؛ فالافتراء على القرآن والطعن فيه في القرون الوسطي جاء نتيجة
لإخفاق الكنيسة في مواجهة الإسلام عقائديًّا؛ حيث تتهاوى عقيدة التثليث أمام عقيدة
الوحدانية لله تعالى، يضاف إلى هذا انعزال الكنيسة عن الحياة، في مقابل أن الإسلام
دين ودنيا، فلم يكن أمام الكنيسة من سبيل لصدِّ النصارى عن الدخول في الإسلام سوى
تشويه رسالة الإسلام.
وأكدت أنه ولا
يزال الغرب حتى الآن يمارس فكرة إقصاء ونبذ الآخر، بمواصلة الطعن في القرآن وفى
نبوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، في الوقت نفسه ينعت الإسلام بأنه هو الذي
يمارس إقصاء الآخر، فالكنيسة لا تعترف بالإسلام دينًا، ولا بمحمد صلى الله عليه
وسلم نبيًّا، ولا بالقرآن كتابًا مقدسًا؛ فالقرآن عندهم أكذوبة واختراع محمدي، أو
هو إرث يهودي أو نصراني، ومحمد صلى الله عليه وسلم نفسه وَهْمٌ تاريخيٌّ، والصحابة
متوحشون، والمسلمون برابرة ومصاصو دماء وهمج، مع علمهم ـ بل يقينهم ـ بأن الإسلام
احتوى الآخر واعترف به، بل لا يتم الإيمان للمسلم إلا بالإيمان بجميع الرسل
والأنبياء والكتب السماوية التي أنزلها الله على أنبيائه صلوات الله وسلامه عليهم
أجمعين.