باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
رد عبد الله محمد، الباحث في ملف الإلحاد، على الشبهات المثارة حول زواج النبي ﷺ من السيدة صفية رضي الله عنها؟
وبين في رده أن الشبهة تشير إلى قتل النبي ﷺ لوالد السيدة صفية حيي ابن خطب وزوجها.
وتابع: بدأ
الامر بهجرة الرسول عليه السلام من مكة إلى المدنية، وكان يوجد في الدينة يهود
أقام النبي معهم معاهدات سلام، وحماية المدينة واجب على كل سكان المدينة من
المسلمين أو اليهود وأي طائفة، واليهود الذين أقام النبي معهم معاهدات السلام هم يهود
بني النضير الذين هم قوم السيدة صفية رضي الله عنها، وكان من ضمن بنود
المعاهدة ما بين المسلمين واليهود من احتاج المال يطلبه من الآخر، فالنبي ﷺ احتاج أن يسدد دين
على أحد المسلمين فاتجه ليهود بني النضير،
وطلب منهم المال لسداد الدية، فوافقوا ورحبوا بالنبي ﷺ وأصحابه، وقدموا لهم الطعام
وعندما كان النبي ﷺ جالسا يأكل مع أصحابه،
اجتمع اليهود مع بعضهم بعيداً وقالوا : لن تجدوا محمداً أقرب منه الآن، فمن رجلٌ
منكم يظهر على هذا البيت، فيطرح عليه صخرة فيريحنا منه؟ فقال عمرو بن جحاش بن كعب:
أنا، فأتى الرسول صلى الله عليه و سلم الخبر فانصرف عنهم قبل أن يفعلوا فعلتهم.
وهكذا خان اليهود
عهد السلام الذي بينهم وبين النبي ﷺ ، وارادوا
قتله ، فأمهلم النبي ﷺ مهلة مقدارها عشرة أيام يتركوا ديارهم و يرحلوا عن المدنية و إلا قاتلهم لأنهم خانوا
العهد، وهذا كان السبب في غزوة بني النضير .
فترك بني النضير
ديارهم و رحلوا الى ديار بني خيبر ، ولم يكتفي حيي ابن أخطب بخيانة العهد مع رسول الله ﷺ ومحاولة قتله بل بدأ
بتحريض القبائل الأخرى مثل قريش وبني قريظة على قتال النبي ﷺ في غزوة الخندق
(الأحزاب) ، ولما نصر الله سبحانه نبيه والمسلمين في الغزوة، ذهب إليهم وحاصرهم و
قتل الرجال الذين نقضوا هذا العهد، العهد الذي كان من ضمنه أن حماية المدينة واجبة
على كل ساكنيها- فخانوا العهد و تآمروا
على بلادهم فاستحقوا القت-ل بسبب الخيانة
العظمى.
وهذا القانون
الذي يعرف اليوم في كل دول العالم اليوم باسم الخيانة العظمى فالذي يخون بلده
ويتآمر عليها يتم قتله.
ووقعت النساء في
الأسر، وكان من ضمن النساء في الأسر السيدة صفية
رضي الله عنها، فجاء إلى رسول الله ﷺ صحابي اسمه دحية وقال
له أريد من السبي فأذن له ﷺ ، فاصطفى لنفسه السيدة صفية، فمنعه النبي وأمر له بغيرها من
حشو السبي لا من أفضلهن يقول المازري:
"لقد كانت السيدة صفية أنفسهن
وأجودهن نسباً في قومها ، فاسترجعها ﷺ لأن النبي ﷺ لم يأذن له فيها بعينها لما في
ذلك من مفسدة للقوم بسبب تميز دحية عن باقي الجيش بسيدة القوم ولما في ذلك لانتهاكها
لكونها ذات مرتبة وابنة سيد القوم، ولما
في ذلك استعلائها على دحية بسبب مرتبتها،
مما كان سيترتب عليه من شقاق ونزاع بينهما؛ فكان أخذه ﷺ إياها لنفسه ليقطع هذه
المفاسد المتخوفة، ومع ذلك فقد عوض دحية بغيرها.
وبعد أن أخذها
النبي ﷺ خيرها بين أمراً من اثنين : إما
(العتق و أن تعود لقومها)، أو (أن يعتقها
ويتزوجها)، (فاختارت بإرادتها) أن يعتقها وتتزوج من النبي ﷺ ، كما جاء في مسند الإمام أحمد بسند صحيح
يقول : "اصطفى الرسول ﷺ صفية بنت
حيي لنفسه فخيرها أن يعتقها و تلحق بأهلها، أو أن تكون زوجته "فاختارت أن
تكون زوجته".
وشدد عبد الله محمد على أن زواجها من النبي ﷺ كان بإرادتها
واختيارها، متسائلا: فأين الاعتراض؟ هل تصادرون على حريتها في الاختيار؟!
وللرد على من
يقول كيف لم تبغض صفية رضي الله عنها النبي ﷺ لقتله والدها وأهلها بل وتزوجت منه؟!!
تقول السيدة
صفية بلسانها : "لم يكن أبغض إليَّ من رسول الله قتل أبي و زوجي، فما زال
يعتذر إليَّ، فقال يا صفية : إن أباك حرض عليَّ العرب، و فعل وفعل؛ -يعتذر اليها- ،
فتقول : حتى ذهب ذاك من نفسي" ( أي ذهب الكره والبغض من نفسها حين ذكرها
النبي ﷺ بجرائم أهلها).
وقد كان زوجها
يقسو عليها فحين حكت لزوجها رؤيا رأتها بالمنام أن قمراً سقط بحجرها لطمها لطمة
تركت علامة بوجهها من شدة اللطمة وقال لها أتريدين ملك يثرب!! فلذلك كانت تبغض
زوجها لأنه لم يكن يحسن معاملتها.
وللرد على سؤال:
هل تزوج النبي ﷺ السيدة صفية قبل انقضاء عدتها؟ قال الباحث في ملف الإلحاد، إن
السيدة صفية رضي الله عنها كانت سبية، وعدة السبية هي حيضة واحدة، فطلب النبي ﷺ من
أم سليم أن تجهز السيدة صفية رضي الله عنها وتبقى عندها حتى تنقضي عدتها ( أي
تحيض)
وجاء في الرواية
الصحيحة :(فلما حلت بنى بها)، أي لما حاضت وانتهت عدتها دخل بها النبي ﷺ يعني
انتظر انقضاء عدتها بالفعل "وليس كما تدعون"!
وقد ذُكر الكثير عن حب السيدة صفية الشديد للنبي ﷺ ، فحين مرض النبي ﷺ ، قالت السيدة صفية "إني والله يا نبي الله لو وددت أن الذي بك بي"، فهذا ليس كلام امرأة مغتصبة، متزوجة بغير إرادتها بل هذا ينم عن حب شديد، وبذلك يتضح أن الشبهة لا قيمة لها.