أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتب: أحمد
إبراهيم
كثيرون هم الذين
يشككون في مسألة انشقاق القمر، فالبعض يقول إن انشقاق القمر لبيان صدق الرسول كذب
وأن الرواة تلك الأحاديث ابن عباس وأنس كانوا صغارا ولم يرو تلك القصة... فكيف
نقلوا ذلك؟
ونشرت صفحة نهاية الإلحاد، ردا علميا
تمثل في أن قولهم قصة انشقاق لم تحدث فكلامهم لا يخرج إلا من قولين، أحدهما أن
الله غير قادر بذلك، فإذا كانوا لا يؤمنون بوجود الله فلن يؤمنوا بانشقاق القمر،
وإلا كيف يكون الله عاجزا على انشقاق قمر خلقه.
وتابعت، أنهم يقولوا إن الله قادر بذلك لكن القصة لم تثبت وهذا أيضا
باطلا، لأن عندنا الأدلة والبراهين القرآن والأحاديث والعقل والعلم، فقصة انشقاق
القمر ثابتة بالقران في قول (اقتربت الساعة وانشق القمر) وبالأحاديث الصحيحة، بل
قد وصلت حد التواتر وروى عنها عدد من الصحابة أمثال ابن عباس وابن مسعود وأنس ابن
مالك وحذيفة وجبير ابن مطعم وغيرهم، مع الإشارة إلى أنها ثابتة بالعقل لأن الله
الذي خلق الكون وما فيه من السماوات والأرض وما بينهما قادر على انشقاق القمر.
ولا يشك مسلم
آمن بالله وآمن أن الله أرسل الرسل وأسرى نبيه إلى بيت المقدس ، فالذي آمن بكل ذلك
لن يشك في انشقاق القمر، وإنما يشك بها الذي لا يؤمن بالله أصلا؛ إذن فموضع النقاش
لن يكون محله انشقاق القمر والمسائل غيرها، وإنما سيكون في وجود الله وإيمانه به.
أما الرد على قولهم أن ابن عباس كان طفلا صغيرا عندما حدثت القصة وكذلك
أنس ابن ملك هو كلام متناقض ولا يحتج به أصلا، لأن قصدهم هو أن يكون لكل مشهد
تاريخي غيبي أخبرنا الله عنه يحتاج إلى شاهد عيان ويستلزم ذلك أن يكون باطلا كل ما
حكى الله من الغيبيات من القصص أمم السابقة وهذا باطل في حد ذاته...بل أن معظم
الدين قائم بالغيب، فالله غيب وكذلك الجنة والنار والصراط المستقيم وعذاب القبر
والملائكة والعرش والجن والشياطين، ويستلزم قولهم أن لا يروي ابن عباس حديث عن
الغيب إلا ويكون شاهدا لها، وقد مدح الله المسلمين ووصفهم بأنهم يؤمنون بالغيب!