كيف يدير المسلمون التطور التكنولوجي حاليا؟

  • جداريات Jedariiat
  • الإثنين 06 نوفمبر 2023, 00:13 صباحا
  • 353

كتب: أحمد إبراهيم

في بحث رائع كشف الباحث في ملف الإلحاد، دية محمد البشير، أن إنجازات السلف كانت معبّرة عن فضل تأسيس بعض العلوم الحديثة، فللخلف كذلك دور في تحديث والإسهام في التطور العلمي والبحثي وإن كان المشاع عند بعض الأطراف ومنتهزي البروبراغندا الإعلامية غياب المسلمين حاليا عن الساحة العلمية، إنكارا لمؤسسي قاعدة هذه الساحة من أساسها وتغاضيا عن حقيقة الأصوليات العلمية المشيدة من طرف المسلمين.

 

وأضاف: أنه مع هذه المفارقات الظاهرة الواضحة في التناقض الذي تقع فيه تيارات السفه الفكري والجهل المعرفي، فإنّنا نرى حاليا كون المسلمين مؤسسين حقيقين ومترئسي المشاريع العلمية البحثية الأمريكية والأوروبية وصولا إلى العالمية،و منهم البروفيسور المسلم مدير معاهد الصحة الوطنية الأمريكية ومستشار خاص للوكالة الوطنية للأمن الصحي الدكتور إلياس زرهوني، والذي نجح من خلال الإسهامات العلمية التي قدّمها الزرهوني بصفته العلمية كرئيس أكبر مؤسسة أبحاث في العالم، أو بصفته الأكاديمية المتمثلة في براءات اختراعاته وتطويراته أو بصفة الإنجازات البحثية بمجموع أكثر من 212 بحثا وثمانية براءات اختراع عن الدور الإسلامي في التطور الحضاري والعلمي إن لم يكن الدور كله، قد احتل الزرهوني مقاما سمح له بانتهاز لقب قائد الحركة العلمية الطبية في أمريكا كما صرّحت بعض المصادر، حيث نشرت الموسوعة البريطانية britanica مقالا ذكرت فيه مكانة دولية مقترنة مع مكانة علمية مرموقة للأستاذ السالف ذكره في قولها".

وأشاد الأكاديميون بالزرهوني باعتباره إداريًا قويًا يتمتع بالقدرة على إيجاد الحلول حيث لا يرى الآخرون سوى العقبات ففي عام 2002 طلب رئيس الولايات المتحدة جورج دبليو بوش من زرهوني أن يكون مديرًا لمعاهد الصحة الوطنية، وهي أكبر منشأة للأبحاث الطبية في العالم. ويأتي اختيار الزرهوني بعد أشهر من البحث عن مرشح. وبعد وقت قصير من تأكيد مجلس الشيوخ الأمريكي تعيينه رئيسا للمعاهد الوطنية للصحة، دعا زرهوني إلى إجراء المزيد من الأبحاث لإحداث "قفزة نوعية" في الاكتشافات الطبية، والتي قال إنها الطريقة الأكثر فعالية للسيطرة على تكاليف الرعاية الصحية المتزايدة باستمرار في البلاد. كما ساعد زرهوني في إنشاء معهد هندسة الخلايا في جامعة جونز هوبكنز حيث أجرى الباحثون في المعهد أبحاثًا رائدة حتى أكتوبر 2008 حيث استقال زرهوني من منصبه كمدير للمعاهد الوطنية للصحة".

 ولفت "بشير" إلى أن الدكتور الياس زرهوني عالم وطبيب جزائري نبغ واستطاع بفضل مثابرته أن يصل إلى ترؤس أكبر مؤسسة بحثية في العالم. غيّر وجه التشخيص الشعاعي للأبد. وصفه كبار العلماء بحكيم الصحة وأبهر رؤساء دول بذكاءه وحنكته.، هذا بجانب إلى ما شبق نشر موقع le poin الفرنسي مقالا بعنوان " Zerhouni, le chercheur que le monde s'arrache" أي " زرهوني، الباحث الذي يناضل العالم من أجله" وصرّح " باتريك بوناز" محرّر المقال معبّرا عن القيمة العلمية التي يحتلها إلياس زهروني قائلا " البطل الفرنسي لصناعة الأدوية" .

وتابع: كما كتب موقع المعاهد الوطنية للصحة National Institutes of Healthمنشورا يعبّر فيه عن الإنجازات العلمية التي حقّقها الزرهوني بقوله " الدكتور زرهوني، رائد عالمي مشهور في مجال الأشعة والطب، أمضى حياته المهنية في توفير القيادة السريرية والعلمية والإدارية. ويُنسب إليه الفضل في تطوير طرق التصوير المستخدمة لتشخيص السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية. وباعتباره أحد الخبراء الرائدين في العالم في التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)، فقد قام بتوسيع دور التصوير بالرنين المغناطيسي من التقاط لقطات للتشريح الإجمالي إلى تصور كيفية عمل الجسم على المستوى الجزيئي. كان رائداً في وضع العلامات المغناطيسية، وهي طريقة غير جراحية لاستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي لتتبع حركات القلب في ثلاثة أبعاد. وهو مشهور أيضًا بتحسين تقنية التصور التي تسمى قياس الكثافة المقطعي المحوسب (CT) والتي تساعد على التمييز بين العقيدات غير السرطانية والسرطانية في الرئة. خلال فترة عمله كمدير للمعهد الوطني للصحة، أشرف الدكتور زرهوني على عدد من المعالم".

وأردف قائلا: من هذا المثال يتضح لنا أن الدارس لهيكلة المشاريع البحثية المتسمة بالنزاهة والأمانة العلمية ورؤسائها وبنيتها يدرك أنّ محرك الحركة العلمية الموضوعية، ( لا أتكلم بالضرورة عن الحركات المادية المشاعة في الإعلام، وقد وضحت هذا في مقالة: " ما هو المجتمع العلمي؟") هم العلماء المسلمين، والمزودون للإسهامات البحثية والابتكارية هم كذلك علماء المسلمون، ولا عجب في ذاك، فالشغل الشاغل للماديين والداروينيين في الغرب هو تزوير اكتشافاتهم أو إيجاد تفسيرات واهية للعلوم الزائفة، أو تزوير العلم تحت مسمى البحوتاث العلمية الاجتماعية لتبرير الانحرافات عن الفطرة السوية، بينما يتخدّ المسلمون مدخلا دينيا إسلاميا حاثا على طلب العلم في دراستهم العلمية فأيّ الفرقين على الصراط المستقيم؟


تعليقات