أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتب: أحمد إبراهيم
نشرت صفحة "الإلحاد تحت المجهر"، دليل علمي وعقلاني قدمه القرآن الكريم، والذي بدأت بجملة ، لا نجعل من ذكر القرآن الكريم له دليلا على صحته عند محاججتنا للملحدين، وغالبا ما تتميز البراهين القرآنية بالبساطة و سهولة الفهم و البلاغة في التقرير و قد ذكر القرآن الكريم عدة براهين عقلية على وجود الخالق ﷻ و أحقيته في العبادة منها تقريره لدليل " الخلق و الإيجاد" بقوله تعالى : ﴿ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ ﴾ [الطور: 35 ] 📖
وأوضحت الصفحة أن هذا أسلوبٌ استفهاميٌّ استنكاريٌّ لبيانِ شدة بداهة القضية، حيثُ إنَّ تفسير وجودنا أو وجود العالم لا يخلو البتة مِن ثلاث احتمالاتٍ و واحدٍ فقط يملكُ الصحةَ، والتي تتمثل في الاحتمال الأول : نحن مَن أوجَدنا أنفُسَنا ، أما الاحتمال الثاني : وُجِدنا مِن غيرِ موجد ، والاحتمال الثالث : أوجدنا موجِد.
ونوهت الصفحة إلى أن الاحتمال الأول باطل لأنه يوجب أما أن يكون الشيء غير ذاته أو أن يجتمع النقيضان فيكون الشيء موجود ليوجد نفسه الغير موجودة و هذا الاحتمال يحكم عليه كل فرد بالبطلان فهو ينافي البديهيات التي عليها أساس كل تفكير، أما الاحتمال الثاني باطل أيضا كونه مخالف لأكثر المبادئ العقلية أهمية و هو "مبدأ السببية" فكل حادث له بداية لابد له من سبب و نحن أو العالم حوادث لنا بداية فلابد لنا من سبب لذا ثبت بطلان الاحتمال القائل أننا وجدنا من دون سبب موجِد .
وأردفت الصفحة: فإذا ثبت انتفاء و تهافت كل الاحتمالات الممكن حصرها عقلا ما عدا واحد سيكون الاحتمال المتبقي مالكا للصحة ضرورةََ و ثبت بطلان القول بأننا وُجِدنا دون سبب و كذلك بطلان قول أننا من أوجدنا أنفسنا فلا يبقى غير الخيار الذي فطرنا عليه الخالق ﷻ و هو انه لابد من سبب موجِد أوجدنا بإتقان و حكمة لغاية محددة بعد أنْ لم نكُن موجودين .
وختمت الصفحة: و لشدة بداهة هذا الاستدلال الذي لا ينكره إلا مجنون فنلاحظ أن خطابات الملا-حدة تسعى للتشكيك بأن ذلك السبب هو ﷲ ﷻ و ليس لإنكار وجود السبب من أساسه و هذا الأسلوب في النقد ليس أكثر من استعجال و قفز منهم فبعد ان يقروا بوجود السبب يكون الانتقال لمناقشة صفاته، أما اعتراضهم بأن مبدأ السببية ينطبق على الخالق ﷻ أيضا فهذا من أعجب ما يكون حيث يدل على أن المعترض لم يكلف نفسه عناء فهم جوهر هذا الدليل البسيط أصلا .