كيف غير الإسلام علوم الطب في العالم؟

  • جداريات Jedariiat
  • الجمعة 03 نوفمبر 2023, 11:36 مساءً
  • 472

كتب: أحمد إبراهيم 

لقد نجح الأطباء والعلماء العرب المسلمون، في وضع الأساس للممارسة الطبية في أوروبا ، حيث امتدت الحضارة الإسلامية من الهند، شرقاً إلى المحيط الأطلسي غرباً و تمثل المباني في الأندلس مثل قصر الحمراء في غرناطة، والمسجد في قرطبة، و الخيرالدا في اشبيلية تذكير بالبصمة المعمارية التي تركتها هذه الحضارة في أوروبا الغربية. ومع ذلك، فإن ما لا نتذكره جيدًا هو تأثير الحضارة الإسلامية على العلوم والتكنولوجيا والطب الغربي بين عامي 800 و1450¹ وكما قيل هذا الشهر في المعهد الملكي، قد يبدو العالم الغربي اليوم مختلفًا تمامًا بدون إرث العلماء المسلمين في بغداد والقاهرة وقرطبة وغيرها، هذا ما أكده الطبيب الدكتور عظيم مجيد أستاذ الرعاية الأولية في إحدى مستشفيات لندن.

وأضاف : أنه فمع انتشار الإسلام من شبه الجزيرة العربية إلى سوريا ومصر وإيران، التقى بحضارات ومراكز تعليمية عريقة حيث ترجم العلماء العرب الأعمال الفلسفية والعلمية من اليونانية والسريانية (لغة العلماء المسيحيين الشرقيين) والبهلوية (اللغة العلمية لإيران ما قبل الإسلام) والسنسكريتية إلى العربية و قد بلغت عملية الترجمة ذروتها مع إنشاء “بيت الحكمة” على يد الخليفة العباسي المأمون في بغداد عام 830م، مما جعل اللغة العربية أهم لغة علمية في العالم لعدة قرون و مركزا لحفظ المعرفة التي كان من الممكن أن تضيع إلى الأبد.

و بالإضافة إلى استيعاب ونشر معرفة الثقافات الأخرى، حقق العلماء العرب العديد من التطورات العلمية والتكنولوجية الهامة في الرياضيات، وعلم الفلك، والكيمياء، وعلم المعادن، والهندسة المعمارية، والمنسوجات، والزراعة. ولا تزال التقنيات التي طوروها، مثل التقطير والتبلور واستخدام الكحول كمطهر، تُستخدم.

وتابع : أنه كما وضع الأطباء والعلماء العرب الأساس للممارسة الطبية في أوروبا إذ أن الرعاية الطبية قبل العصر الإسلامي اقتصرت على تقديمها إلى حد كبير من قبل الكهنة في المصحات وملحقات المعابد بينما كانت المستشفيات العربية الرئيسية عبارة عن مراكز للتعليم الطبي، و مؤسسة للعديد من المفاهيم والهياكل التي نراها في المستشفيات الحديثة، مثل أجنحة منفصلة للرجال والنساء، والنظافة الشخصية والمؤسسية، والسجلات الطبية، والصيدليات.

ونوه"مجيد" إلى ما وصفه ابن النفيس، وهو طبيب عربي من القرن الثالث عشر، الدورة الدموية الرئوية قبل ويليام هارفي بأكثر من 300 عام³ و كتب الجراح أبو القاسم الزهراوي كتاب "التصريف" الذي تُرجم إلى اللاتينية، و قد أصبح النص الطبي الرائد في الجامعات الأوروبية خلال القرن الثالث عشر و العصور الوسطى اللاحقة. كان الزهراوي أيضًا عالمًا مشهورًا في علم الأمراض، حيث وصف استسقاء الرأس وغيره من الأمراض الخلقية، فضلاً عن تطوير تقنيات جراحية جديدة مثل خيوط الخيوط.⁴⁵ و من الأطباء المسلمين الذين غيّروا الطب ابو بكر الرازي المولود عام 865 و الموصوف بأنه من أعظم الأطباء المسلمين و يكفيه فخرا تأليف كتاب كتاب المنصوري (Liber Almartsoris باللاتينية)، وهو عبارة عن أطروحة مكونة من 10 مجلدات عن الطب اليوناني⁶ ونشر أيضًا عن الجدري والحصبة: واستمرت إعادة طبع نصوصه حتى القرن التاسع عشر. كما تم استخدام النصوص الطبية لابن رشد (ابن رشد) على نطاق واسع في الجامعات الأوروبية.

وأردف قائلا: و منهم ابن سينا معروفًا في الغرب بلقب "أمير الأطباء" إذ أن مؤلفه من الطب الإسلامي،" القانون في الطب "هو المرجع الأخير في المسائل الطبية في أوروبا لعدة قرون فعلى الرغم من أن ابن سينا أحرز تقدمًا في علم الصيدلة والممارسة السريرية، إلا أن مساهمته الكبرى ربما كانت في فلسفة الطب فقد أنشأ نظامًا طبيًا يمكن أن نسميه اليوم نظامًا شموليًا بحيث يتم الجمع بين العوامل الجسدية والنفسية والأدوية والنظام الغذائي في علاج المرضى.

وختم أنه مع انحدار الدولة الإسلامية تباطأ تدفق التكنولوجيا والأفكار من العالم الإسلامي إلى الغرب، ثم انعكس خلال الستمائة عام الماضية ولا يزال الأكاديميون والسياسيون يناقشون أسباب وعواقب هذا التراجع في العلوم والتكنولوجيا الإسلامية ومع ذلك فإن تراث الحضارة الإسلامية يظل معنا في تمكين النهضة العلمية والثقافية لأوروبا

تعليقات