الرد على شبهة "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة"

  • جداريات Jedariiat
  • الأربعاء 01 نوفمبر 2023, 8:31 مساءً
  • 638
تعبيرية

تعبيرية

كتب:أحمد إبراهيم 

نشرت صفحة "العلم يؤكد الدين" أن هناك شبهة، تتمثل في أن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول "لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة" والتاريخ يثبت العكس فالقرآن يشيد بملكة سبأ، والعصر الحديث يشير إلى المستشارة الألمانية ميركل وأدائها وكيف ارتقت بمستوى ألمانيا ورئيسة وزراء بريطانيا.


وكان الرد، أن هذا الحديث لا يتنقص من عقل المرأة ولكنه يوضح أن موضوع حكم أمور البلاد ليس من اختصاصها الذي يتناسب مع طبيعتها، لأن المرأة عاطفية وينتابها كثير من التقلبات المزاجية والضعف النفسي أحيانا وتتعرض للحمل والحيض والرضاعة والبكاء في أبسط الأمور وهذا لا يتناسب مع حكم البلاد والذي يحتاج لقوة وحزم، والمرأة في الإسلام مأمورة بطاعة زوجها وأبيها - فيما عدا ما يغضب الله - فتخيل أن يقول لها أبوها أو زوجها لا تخرجي اليوم، فكيف ستدير أمر البلاد وهي تحت قوامة أبيها أو زوجها! والإسلام لا يتجزأ وأحكامه تتكامل مع بعضها لذلك لم تصلح المرأة للحكم ليس لقلة عقلها أو ذكائها وإنما لأن أحوالها لا تتناسب مع متطلبات الحكم.

 وأضافت الصفحة: أن هذا السؤال شبهته ضعيفة جدا ولكنه قائم على مغالطة منطقية يقع فيها الكثير ألا وهي مغالطة انحياز التأييد، لافتة إلى أنه من بين كل الأمثلة والأدلة التي تعارض كلامك تختار دليل ودليلان باعتبارهم القاعدة العامة والمفترض أن بوجودهم تنتقض باقي الأدلة الأخرى، وهذه المغالطة لا يقوم بها إلا نوعان من الناس: من لا يعمل عقله، والنوع الآخر المتعمد معارضة الكلام الصحيح بغض النظر عن الأسباب التي تدفع الفرد إلى انحياز التأييد.


وتابعت الصفحة: أننا نريد أن نفهم معناه بمثال بسيط لدينا وعاء به مائة كرة عبارة عن 50 كرة لونهم احمر و20 كرة لونهم ازرق و26 لونهم ابيض و4 اسود لو قلنا في العموم أن ألوان هذا الوعاء ألوانه مبهجة ويأتي شخص آخر ويقول لا، إن ألوان الوعاء ألوان حزينة وكئيبة ونسأله ما دليلك على أن ألوان هذا الوعاء كئيبة؟ فيخرج لك كرة سوداء ويقوم بإخراج الثانية والثالثة والرابعة من الوعاء ولو أن هناك شخصاً غير منتبه لألوان الكرات الأخرى المبهجة الموجودة في الوعاء ورآه يخرج هذه الكرات السوداء من سيصدق؟، من قال أن ألوان الوعاء مبهجة أم من اخرج هذه الكرات السوداء هل من فعل ذلك يرى كل ألوان الوعاء ومع ذلك اختار الأدلة التي تؤيد كلامه حتى وان كانت غير قوية في ذاتها حتى وأن كان الكل يخالفه ولكنه يريد أن يؤيد كلامه فاختار الأمثلة التي تؤيد هذا الكلام وتغاضى عن الأدلة التي تنسف حجته، فالذي يختار هذه الأدلة هو منحاز لها منذ البداية وكذلك المخدوع الذي يرى الأمثلة التي يحضرها ويتصور أن هذه الأمثلة تثبت القاعدة

وطرحت الصفحة سؤالا تمثل في: هل القواعد العامة تؤيد انحياز التأييد أم تؤيد الحديث النبوي؟ وكانت الإجابة تمثلت في أنه سواء في السياسة أو الطب أو أي مجال علمي او حتى المجالات التي تتميز بها النساء مثل الموضة أو الطبخ أو الإكسسوارات، كم امرأة برزت في هذه المجالات وكم نسبة النساء البارزات في أي مجال سواء جغرافيا أو زمانيا بالنسبة للرجال سواء كانت دولة علمانية أو دولة تتبع الشرع الإسلامي، وبالنسبة للسياسة: فإنها أعداد تعد على الأصابع من ملكات الفراعنة وكم واحدة من رئيسات الدول 

وأردفت الصفحة قائلة: هل تحدثني عن أعداد محددة بأسماء محددة أم عن قاعدة عامة؟! وكم من النساء يستطعن الدخول في مجال السياسة وكم منهم تستطيع الوصول إلى مرتبة عالية؟، وحتى من وصلت منهن كم واحدة منهن تستطيع أن تنجح؟، لا يكلل الجميع بالنجاح ومن الممكن أن تقول لي أن المجتمعات العالمية مجتمعات ذكورية لا تسمح بوصول المرأة إلى مرتبة عالية وإن كان هناك من النساء من تخطت القاعدة ونجحت ووصلت إلى مرتبة عُليا، كم واحده في عصرها وصلت إلى درجاتها أو الدرجة الأقل وان حدث تكون حالات شاذة من حالات شاذة اي نوادر النوادر

وأضافت: وعلى هذا الكلام قِسْ على جميع المجالات في السياسة والفيزياء والكيمياء او حتى المجالات الخاصة بميول المرأة مثل الطبخ والموضة والأزياء تجد أن البارزين في هذه المجالات هم رجال وليس نساء، وليست المشكلة في وجود بعض النساء التي تثبت أن المرأة يمكن أن تتفوق في المجالات المختلفة ولكن المشكلة أنها نسبة ضئيلة جدا بالنسبة للنساء عموما، فلو افترضنا أن نسبة النساء في العالم 50 في المائة وأن المميزين والبارزين في شتى المجالات من الرجال مقارنة بالنسبة الضئيلة من النساء

وختمت الصفحة: إذاً القاعدة الواقعية تشهد بصحة الحديث النبوي وليس بصحة انحياز التأييد.


تعليقات