رئيس مجلس الإدارة

أ.د حسـام عقـل

وهم نظرية النشوء والارتقاء!

  • جداريات Jedariiat
  • الأحد 29 أكتوبر 2023, 5:56 مساءً
  • 186
تعبيرية

تعبيرية

كتب: أحمد إبراهيم

رغم أن نظرية النشوء والارتقاء، من النظريات المسلم بها، حتى الآن داخل الأوساط العلمية العالمية، ولكننا إذا قرأنا القرآن، وجدنا أن بينه وبين نظرية داروين تصادم واضح وتناقض سافر، فالإنسان – على حسب بيان القرآن- كان إنسانا منذ أول يومه، خلق بعمل تخليقي في يوم معلوم ثم انتشرت منه السلالة البشرية على وجه الأرض، ولكن الذي تشهد به العلوم الطبيعية التي ندرسها في كلياتنا، أن الإنسان إنما جاء متطورا من مرحلة الحيوانية شيئا فشيئا ومن المحال أن يعين في هذا التسلسل الارتقائي موضوع انتهت عليه مرحلة الحيوانية وابتدأتن مرحلة الإنسانية، موضع يقول عنه القرآن الحكيم «فاذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين».

وكان سير آرثر كيث، قد كتب من قبل أن نظرية النشوء والارتقاء غير ثابتة علميا، ولا سبيل إلى إثباتها بالبرهان، ونحن لا نؤمن بها إلا لان الخيار الوحيد بعد ذلك هو (الإيمان بالخلق الخاص المباشر)، وهذا ما لا يمكن حتى التفكير فيه، وفقا لكتاب "الإسلام يتحدى" للمفكر الإسلامي الهندي وحيد الدين خان.

وأضاف "كيث" قائلا: إنني أقر هنا بعجزي عن إقناع أولئك الذين ينطوون على التعصب الأعمى للتفسير المادي.، بحقيقة الدين. ولهذا التعصب جذور عميقة. كما يقول عالم أمريكي: أن كون العقيدة الإلهية معقولة. وكون إنكار الإله سفسطة لا يكفي ليختار الإنسان جانب العقيدة الإلهية. فالناس يظنون أن الإيمان بالله سوف يقضي على حريتهم، بتلك الحرية العقلية التي استعبدت عقول العلماء، واستهوت قلوبهم، فأية فكرة عن تحديد هذه الحرية مثيرة للوحشة عندهم.

وبناء على هذا يدعي الفيلسوف جوليان هكسلي أن فكرة النبوة هي إظهار للتفوق بطريقة شاذة لا يمكن احتمالها، إذ أن معنى الإيمان بنبي أن نؤمن بكلامه على أنه كلام الإله، ثم نمتثل طوعا أو كرها لكل ما يأمر به، ولكن إذا كان الإنسان مخلوقا وليس خالقا، عابدا وليس معبودا فكيف يستطيع أن يقضي على الحقائق بمجرد أفكار نبتت في عقله؟.. أننا لا نستطيع أن نغير الحقائق، وإنما نستطيع أن نعترف أو نؤمن بها فحسب. وإذا كنا لا نحب أن تكون عاقبتنا عاقبة النعامة، فأفضل خيار لنا أن نسلم بالحقيقة قبل أن تفوت الفرصة نهائيا.


تعليقات