أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتب: أحمد
إبراهيم
علقت صفحة
"الإلحاد تحت المجهر"، على قول
زعيم الإلحاد الفلسفي ( ج . ل . ماكي) : قَبول القيم الأخلاقية الموضوعية يوفِّر
أرضية للإقرار أن الإله قد صنعها.
ولفتت الصفحة
إلى أنه من الأمور الملحوظة في البشر هي اتفاقهم على القيم الأخلاقية العامة مثل
حسن العدل والصدق والأمانة وقبح الظلم والكذب والغش. وهذا على المستوى العام
المطلق، أما عند تنزيل هذه القيم المطلقة على الواقع، فقد يختلف الناس في التطبيق،
لكنك لا تجد واحداً يزعم أن الكذب خير من الصدق أو أن الظلم خير من العدل، فنحن
نعرف بالفطرة أن العدل حسن والظلم قبيح، وأن الصدق حسن والكذب قبيح.
وتابعت : فإن
الإنسان إذا عرض عليه أن يعتقد الحق ويصدق، وعرض عليه أن يعتقد الباطل ويكذب، مال
بفطرته إلى الأول ونفر من الثاني، فعلم أن في فطرة الإنسان ما يدفعه لاعتقاد الحق
وإرادة الخير والنفور من الباطل ما لم يمنعه مانع.
وأكدت الصفحة أن وجود هذه الفطرة الأخلاقية دليل على وجود خالق
وبرهان عليه، فالفطرة الأخلاقية هي المعيار الذاتي الذي نحكم به، كون فلاسفة
الأخلاق يسمونها الحاسة الخلقية أو الضمير، ويختلف هؤلاء الفلاسفة في كون هذه
الحاسة محلها العاطفة أم العقل، لكن ما يعنينا هنا هو أن وجود هذه الفطرة يقتضي
وجود خالقها، وأن في وجودها دلالة على وجود الله الخالق البارئ. وهذا هو ما يعرف
باسم ~الدليل الأخلاقي الوجودي على وجود الله الذي ينطلق من إثبات وجود القيم
الأخلاقية الموضوعية في الفطرة إلى دلالتها على وجود خالقها وفاطرها، وهو يختلف عن
الدليل الأخلاقي العملي الذي ينطلق من الضرورة العملية للأخلاق والذي وضعه
الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، ويمكن
صياغة هذا البرهان على شكل الأشهر اليوم:
إذا لم يكن الله موجودا؛ فالقيم الأخلاقية الموضوعية غير موجودة، القيم
الأخلاقية الموضوعية موجودة.
وأوضحت الصفحة أن جوهر هذا البرهان هو أن الأخلاق -تحسينا وتقبيحا- لا يمكن أن تعزى إلى ضرورة عضوية، ولا سلطان عرفي، ولا اختيار ذوقي فردي؛ ولذلك لا سبيل لتفسيرها إلا بالقول إنها حقيقة كونية جوهرية متعالية على الأشياء المادية، فهي أثرٌ عن كمال الله الذي صبغ قلب الإنسان صبغة أخلاقية.