أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتب: أحمد
إبراهيم
كل حادث له
محدث، فإذا كان هذا الكون حادثا فلابد له من محدث مصداقا لقوله تعالى " أَمْ
خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ (35)، هذا المقام في إثبات
الربوبية وتوحيد الألوهية.
فقد فقال تعالى
: (أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون) أي : أوجدوا من غير موجد ؟ أم هم أوجدوا
أنفسهم ؟ أي : لا هذا ولا هذا ، بل الله هو الذي خلقهم وأنشأهم بعد أن لم يكونوا
شيئا مذكورا، وهذا ما كشف عنه الدكتور شيخاني في كتابه "الله يتحدى الملحدين" .
وأضاف الكاتب أن هذا الكون له واجب الوجود، ووجوده ذاتي لا لعارض
منحه إياه ؛ بل هو الذي أعطى الممكنات وجودها؛ وإذا قلت فمن أوجد الله؟ فهذا يؤدي
إلى سلسلة من الآلهة خلق بعضها بعضاً إلى أن تصل إلى الله الموجود بذاته يصدر عنه
الوجود ولا يفتقر لغيره
وتابع أن الله قال " هو الأول والآخر" وإذا أردنا الحوار في هذه النقطة فيجب أن نعلم أن عقل الإنسان محدود؛ وحسب نظرية النقطة لا تحيط بالدائرة؛ والإنسان في هذه الأرض كنقطة وهو في هذا الكون أقل من النقطة فكيف يحيط الجزء بالكل ليعلم ما وراء الكل . والله من ورائهم محيط وهو المحيط بالكل ؛ نؤمن به ولا نفكر في ذاته ؛ لأن قدرتنا العقلية لم تستطع معرفة العملية الدماغية؛ فكيف نصل إلى معرفة ذات الله؟ ولذلك قال رسول الله قل : «تفكروا بآلاء الله ولا تفكروا بالله فتضلوا».
وأضاف : أن علينا أن نضرب مثال آخر إذا وضعت كتاباً على منضدة ثم ذهبت؛ وبعد عودتك وجدته على الأرض فإنك تقول إن شخصاً ما قد غير مكانه . وإذا رأيت إنساناً جالساً على كرسي وبعد فترة وجدته قد جلس على الأرض فلن تسأل نفسك من أجلسه على الأرض لأن قدرته ذاتية في الحركة ؛ وهذا الكون الحادث له خالق وقدرة الخالق، ذاتية وله صفات أثبتها العقل والنقل بأنه لا يحتاج إلى غيره؛ ولا تطراً عليه الحوادث فهو الإله الخالق الذي أرسل رسله وكتبه ليوضح للناس حقائق فوق العقل والتصورات الفكرية الخاصة»، فلابد من التسّليم مع مناقشة صدق الأنبياء والرسل والكتب التي جاؤوا بها ثم التسليم بما فيها حول صفات الله عز وجل .