أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتب: أحمد
إبراهيم
من يتمعن في
جوهر الفكر الماركسي، سيدرك أن إرادة الإنسان في فكرهم ليس له معنى أو مفهوم ، وأن
الإنسان لا شخصية له، فهو يصاغ في مجتمعه، كما يصاغ الصابون في المصنع، ولا طريق
إمامه، كي يشق أفكارا وطرقا جديدة وإنما هو ينطلق مفكرا على النهج الذي سمحت له به
حياته الاقتصادية، فإذا كانت هذه القضية صحيحة، فكيف تمكن كارل ماركس وليد النظام
الرأسمالي من أن يفكر ضد العوامل الاقتصادية الرائجة في عصره، هل صعد القمر لكي
يبحث في أحوال الأرض؟ وذلك وفقا لما أكده المفكر الإسلامي الهندي وحيد الدين خان.
واقترح
"خان" لو صح أن الدين وليد عصر مخصوص، فكيف لم تكن الماركسية وليدة
النظام الاقتصادي لعصرها؟.. وإذا لم نسغ هذا الوضع فيما يتعلق بالماركسية فكيف
نسيغه بالنسبة إلى الدين؟.. الحق أن هذه الفكرة عبث مثير لا يحمل على ظهره أي دليل
علمي أو عقلي.
وتابع: قد اتضحت
أخطاء هذه الفكرة بالتجارب الواقعية والعملية. وحسبنا روسيا، هنالك حيث سادت
الماركسية نصف قرن من الزمان، حتى أن روسيا أدعت خلاله أن أحوال البلاد المادية قد
تغيرت تماما وان النظام الزراعي، والمبادلة، وتقسيم الأموال، قد جرت على أسس غير
استغلالية، ولكنا وجدنا حين مات ستالين أن قادة الروس أنفسهم قد أقروا بان الظلم
والفساد كانا رائجين في عهده، وانه كان يستغل الشعب كما يستغله الحكام في البلاد
الاستعمارية. ولو وضعنا في اعتبارنا واقع الرقابة الشديدة على الصحف ووسائل الإعلام،
وهي التي تمكن بها ستالين من أن يذيع على العالم أن عهده هو عهد العدل والإنصاف،
فلا ريب أن هذه الرقابة موجودة هناك اليوم أيضا، ومن هنا نستطيع أن نفهم أن الأمور
تجري وراء ستائر الدعاية الجميلة على ما كانت عليه في عهد ستالين. وان كان المؤتمر
العشرون (1956) للحزب الشيوعي الروسي قد أفشى مظالم ستالين.
وبين أن قضية
العصر الحاضر لا تعدو أن تكون سفسطة علمية Scientific Sophism ذلك أن علماء هذا العصر يعالجون قضاياهم في
ضوء العلم الحديث، غير أن هذه المعالجة لا تجدي نفعا، لأنها قائمة على العلم المحض
و حسب، على حين لا بد من اعتبار أشياء أخرى، ومثال ذلك: أن نشرع في دراسة علمية
لأشياء علمية ناقصة، فسوف تؤدي هذه المطالعة العلمية إلى نتائج غير علمية، ناقصة،
باطلة..