أسباب أوجدت قضية معارضي الدين!

  • جداريات Jedariiat
  • الأربعاء 25 أكتوبر 2023, 04:36 صباحا
  • 802
تعبيرية

تعبيرية

كتب: أحمد إبراهيم 

يعتبر الملحد أن العلم هو الإله الذي يؤمن به، ويثق فيه، ثقة عمياء، وقامت هذه الفكرة، على ثلاثة أسباب أساسية ورئيسية تمثلت في ما توصل إليه "نيوتن"، الذي أثبت أن الكون مرتبط بقوانين ثابتة تتحرك، في نطاقها الأجرام السماوية، ومن ثم جاء كثيرون من بعده يعملون على تطوير ما توصل إليه، حتى قيل أن ما يحدث في الكون كله من الأرض إلى السماء، خاضع بشكل أساسي لقانون معلوم، وأطلقوا عليه « قانون الطبيعة، فلم يبق” للعلماء ما يقولون» بعد هذا الكشف غير أن الإله كان هو المحرك الأول لهذا الكون. وضرب (والتبر) مثلا” في هذا الصدد: أن الكون كالساعة يرتب صانعها آلاتها الدقيقة، في هيئة خاصة ويحركها ثم تنقطع صلته بها، ثم جاء "هيوم" فتخلص، من هذا الإله الميت: وعلى حد قوله ‎:‏ لقد رأينا الساعات وهي تصنع في المصانع ولكننا لم نر الكون وهو يصنع فكيف نسلم بأن له صانعا»، وذلك وفقا لما نشر في كتاب " الإسلام يتحدى.. مدخل علمي إلى الإيمان" لمؤلفة المفكر الهندي الإسلامي وحيد الدين خان.


ونوه "خان" في كتابه إلى أنه عندما تجلى التطور العلمي للإنسان كثيراً من سلسلة الأحداث إلي لم يشاهدها من قبل فهو لم يكن على علم بأسباب شروق الشمس وغروبها: حتى زعم أن هناك قوة فوق الطبيعة تجعلها تشرق وتغرب، وها قد عرفنا اليوم أن شروق الشمس وغروبها بحدث لدوران الأرض حول نفسها، وبذلك انتهت ضرورة القول بهذه الطاقة تلقائياً، بعدما عرفنا الأسباب المؤدية إلى هذه الحركة الكونية. « فإذا كان قوس قزح مظهراً لانكسار أشعة الشمس على المطر » فماذا يدعونا إلى القول بأنها آية الله في السماء ».مشيرا إلى أن من أجل هذا كله، وغيره » قال هكسلي:« إذا كانت الحوادث تصدر عن قوانين طبيعية فلا ينبغي أن ننسيها إلى أسباب فوق الطبيعة؟!.


وأردف قائلا: أن من الأسباب الرئيسية هو عندما ازداد العلماء يقيناً بعد البحوث العلمية في ميدان علم النفس، حين توصلوا إلى نتائج تثبت أن الدين نتاج اللاشعور الإنساني،وليس انكشافا لواقع خارجي، منوها إلى ما قاله عالم كبير من علماء النفس: « ليس الإله سوى انعكاس للشخصية الإنسانية على شاشة الكون ». وما عقيدة الدنيا والآخرة إلا صورة مثالية للأماني الإنسانية: وما الوحي والإلهام.إلا إظهار غير عادي لأساطير الأطفال المكبوتة.

 ولفت إلى أن علم النفسي الحديث، يرى أن العقل الإنساني مركب من شيئين هما: "الشعور"، وهو مركز الأفكار التي تخطر على قلوبنا في ظروف عادية، و(اللاشعور) وهو مخزن الأفكار التي مرت بنا ونسيناها، ولا تظهر إلا في أحوال غير عادية، كالجنون والهستيريا. وهذا القسم الثاني أكبر بكثير من الأول. ويمكن ان نمثل لهما بجبل من الجليد، فلو قسمناه تسعة أجزاء لكان منها ثمانية في جوف البحر، ولظهر جزء واحد على السطح.


وتابع "خان" قائلا: اكتشف فرويد بعد جهد طويل ان اللاشعور قد يقبل أفكارا في الطفولة، وتؤدي إلى أعمال غير عقلية، وهذا ما يحدث بالنسبة إلى العقائد الدينية: فان فكرة الجحيم والجنة ترجع إلى صدى الأماني التي تنشأ لدى الإنسان أبان طفولته، ولكن لم تسنح له الفرصة لتحقيقها، فتبقى دفينة في اللا شعور، ثم يفرض اللاشعور بدوره حياة أخرى يتيسر له فيها تحصيل ما كان يتمناه، شان الرجل الذي قد لا يظفر بما يحب في الواقع فيحصله في المنام. وهكذا خرجت عقدة التفرقة بين الصغير والكبير)؟ من الجرائم الاجتماعية، فصاغوا منها نظرية على مستوى الكون والسماء.


وأشار إلى ما قاله رالف لنتون، إن عقيدة القادر المطلق الظالم في نهاية الامر، الذي لا يرضى الا بالطاعة الكاملة والوفاء، كانت أول ما أنتجه نظام المجتمع السامي. لقد خلق هذا النظام جبروتا غير عادي. وكانت نتيجته ان شريعة موسى خرجت بقوائم ضخمة مفصلة عن المحرمات في كل مجال من الحياة الإنسانية. وقد آمن بهذه القوائم الطويلة العوام الذين كانوا يتقبلون أحكام آبائهم العمياء ويطيعونها. وما التصور الإلهي (اليهودي) إلا خيال مثالي لأب سامي، مع شيء من المبالغة والتجريد في الأوصاف والطاقات.

تعليقات