أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتب: أحمد
إبراهيم
في كتابه "
ثلاث رسائل في الإلحاد والعلم والإيمان" يرى الكاتب عبد الله الشهري، أن
الإلحاد حالة إدراكية لم تتمتع بأي قوة أو رسوخ حقيقي، في الوعي الجمعي الإنساني؛
واصفا إياها بحالة تعاود الظهور كزعانئف سمك القرش وسط بحر الدين الهادر.
وتابع:
دعونا نستفتي الواقع؛ فنسأل: لو كنّا حقاً أبناء الطبيعة الخُلّص» وأحفاد
الكون الشرعيين» المنحدرين من صلبه؛ هل كان سيفتقر خيار الإلحاد إلى مكابدة أم كان
سيكون فطرة؟ وهل كنّا سنجد في طرد فكرة الإيمان أدنى، عناء أم كان سيكون سليقة؟
وأوضح الشهري:
بالنسبة لتاريخ البشر الحافل» نحن أمام ظاهرة طارئة حفّزتها ، مثيرات مرهونة بسياق
حضاري معين» هي في علاقتها بنتائجها، أشبه ما تكون بارتباط بافلوف الشرطي»؛ فقط
أزل المثيرات أوخففها تزول الاستجابة أو تقل والعكس . فلا الاستعداد الإدراكي،
العام ولا السجل التاريخي المتطاول لبني الإنسان، ولا حتى المآل الذي يظن الملحد
أننا سننتهي إليه» لا شيء من ذلك يشفع للإلحاد”'؟ بطابعه النضالي المتعالي الذي
نشهده اليوم”". لقد كان تشارلز دارون حيال مسألة وجود الخالق أفضل حالاً
وأكثر اتزاناً، من كثير من تلامذته المتأخرين؛ سواءً في معتقده أو لغته أو حتى
أدبه!
.
وأردف قائلا:
ففي الوقت الذي يخشى فيه فرسان الإلحاد الجديد”" أن تفرّط منهم عبارة
تمنح الإيمان أدنى مشروعية؛ ويحتاطون لهذا أشد الاحتياط» نجد دارون يعطي درساً في
الشفافية فيعلن بكل أريحية: «أما وجود حاكم للكون فهذا مما دانت به جموعٌ من أعظم
العقول التي وُجدت على الإطلاق»".
وأكد الكاتب:
أننا في أسوأ الأحوال! أمام وعي «مُحدّث»؛ أمام إفراز حضاري متوقع في ظل تحول أمل
الإنسان من السماء إلى الأرض كما يقول فيلسوف اللاهوت هيوستن سميث؛ طمعاً في سوق
مشروع التحرر والاستقلال بل الانحلال إلى محطته الأخيرة، وبالرغم من مرحلية الوعي
الإلحادي.
ويرى الكاتب أن
معتنق الإلحاد في نظره هو الخيار الذي لا يسع عاقلاً تجاهله؛ وهو النتيجة
الطبيعية؛ والمحصلة الحتمية للتفكير المتجرّد الأمين!"، لافتا إلى أنه يتبدّى
ملمح الثقة عند الملحد الجديد من خلال ممارسات معينة؛ في ظهوره بمظهر الواثق أمام
مرأى العالم في الحوارات والمناظرات واللقاءات والمناسبات المعلنة وغير المعلنة.
كذلك نجده يتبدى من خلال استعداده التام لخوض
أية معركة ضد الدين؛ لأنه في نظر نفسه مخلّص الإنسان من الأوهام التي لطالما جثمت
على صدره لآلاف الأعوام!"، منوها إلى أن ظهوره بمظهر «القائد الإنساني»
المتفاني» القلق على مستقبل البشرية؛ المتأسف على ماضيها المشفق على حاضرها”"