باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
أكد الدكتور محمد جاد الزغبي، الباحث في ملف الإلحاد، أنه يجب علينا أن نعرف أصل العلمانية بتعريفات من ابتدعوها حتى نعرف هل ممكن أن تؤدي العلمانية إلى الإلحاد ؟
وتابع"الزغبي" في تصريحات خاصة ل"جداريات" : وقد نقل لنا العلامة الدكتور عبد الوهاب المسيري، أصل العلمانية وأصولها في كتابه عن العلمانية الجزئية والشاملة، وحتى لا يغرق القارئ معنا في تعريفات فلسفية فإن ملخص العلمانية وجوهرها يكمن في أنها بدأت كعلمانية جزئية وصلت اليوم إلى العلمانية الشاملة، منوها إلى أن العلمانية الجزئية معناها ببساطة تنحية الدين عن مقتضيات الحياة، وليس فقط من ناحية المظاهر الشكلية بل من ناحية المظهر والجوهر فالعلمانية الجزئية تعني تنحية الدين ومصادره ومبادئه وشريعته وقيمه من كافة مناحي الحياة سواء من القوانين أو الضوابط المجتمعية أو التشريعات أو حتى المبادئ والأعراف العامة للشعوب، بحيث ينقطع التنظيم الهيكلي للمجتمع على مستوى الدولة والفرد بالدين.
وأردف "الزغبي" قائلا: وقد أحب مبتكرو العلمانية في بداياتها إخفاء حقيقة موقفهم من الدين بإظهار أن العلمانية ليبرالية التوجه, بمعنى أنها ستقبل المتدين وسط مجتمعها إذا اقتصر في تدينه الشخصي على نفسه لكن هذا غير صحيح والتطبيق الأشمل للعلمانية في فرنسا سنجد أنه دكتاتوري وبرجماتي تماما في تطبيق العلمانية ولا يقبل مطلقا الاعتراف بأي حقوق للتدين الشخصي من مقتضى الحرية الفردية فرأينا فرنسا وما فعلته من المحاربة الشرسة لأي نوع من أنواع الالتزام بالدين، وهذا فيما يخص العلمانية الجزئية والتي انتهت من العالم الآن بعد أن دخلت العلمانية في العصر الحالي لطور العلمانية الشاملة.
وأضاف أن العلمانية الشاملة معناها لا يقتصر على تنحية المبادئ الدينية من المجتمع بل يتسع لتنحية كافة أنواع الأخلاقيات والأعراف والضوابط التي تكونت في المجتمع الإنساني بحيث يتحول الإنسان ـــ كما يقول الدكتور المسيري ـــ إلى كائن استعمالي وتتحول الدولة إلى مادة استعمالية، مضيفا: بمعنى أكثر وضوحا يتحول المجتمع إلى غابة من الفوضى التي تشرعن وتقنن كل الأهواء والرغبات والنفعية المتطرفة (البراجماتية) والتعامل مع الحياة على أنها منبع المصالح والمتع وإهمال جانب التحضر الإنساني الذي يعلو بمبادئ الأخلاق العامة وحدها.
وأشار إلى أنه في ضوء ذلك نكتشف أن العلمانية الشاملة المطبقة اليوم تحارب بشراسة بالغة ومتعمدة كافة أنواع الأخلاقيات والقيم بالذات تلك التي نشأت من مواريث النبوة والأديان ولهذا امتطت أوربا والغرب حصان حرب جامح للدين والأخلاقيات حتى فيما هو نافع نفعا دينيا، بمعنى أن الإلحاد والعلمانية كانت فيما مضى يقتصر مفهومه على إباحة الشهوات في أغلب أدبياته وعدم الاعتراف بالموانع الشرعية التي تقنن ممارسة المتع والأهواء، لكنها انقلبت اليوم لإعلان حرب ضد الضوابط الدينية والأخلاقية حتى لو لم يكن هناك نفع مادي مباشر من تلك الحرب، فطالما أن الأخلاقيات أو المبادئ يرجع أصلها للدين والمواريث الحضارية فلابد من القضاء عليها والتمسك بعكسها حتى لو كانت فيه الخسارة مؤكدة، لذلك نستطيع أن نقول باطمئنان أن العلمانية والإلحاد اليوم يعبران عن نفس التوجهات بلا أدنى فارق.