أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتب: أحمد إبراهيم
تعد شبهة أن عدم رؤيتنا لله، تعني عدم وجود إمكانية وجوده عز وجل في علاه، ولكن الحقيقة هناك ردود عقلانية لنسف هذه الشبهة، وهذا ما رد عليها بالمنطق والعقل، الدكتور عبدالله محمد، طبيب أسنان، والباحث في ملف الإلحاد، والذي أكد أننا يجب أن نعلم أن الموجودات تنقسم إلى قسمين : موجودات ندركها بالحس المباشر ، وموجودات غائبة عن حواسنا ولكننا ندركها ونعرفها تمام المعرفة كأننا نحسها مباشرة، أما الموجودات المحسوسة مباشرة فهي كل ما حولنا كالناس والزرع والجمادات والأصوات وغيرها
وتابع: وأما الموجودات الغير محسوسة مباشرة فيمكن إدراكها عقلاً من خلال آثارها كالحواس نفسها مثل السمع والبصر والشم ويجب أن نفرق بين السمع وبين أداة السمع ( الأذن ) والبصر وأداته (العين) فالحاسة نفسها لا ندركها مباشرة ولكننا ندرك الأداة ، فحين رأينا أثر السمع وهو إدراك الأصوات ورأينا أثر البصر وهو رؤية الأشياء وتمييزها أدركنا وجود الحواس على الرغم أننا لم نرصدها بذاتها ولا حتى يمكننا تخيل ما هي الحاسة إلا أننا نوقن يقينا لا يقطعه الشك بوجود هذه الحواس، وكذلك المعنويات كالقدرة والعلم والإرادة والفرح والحزن والحب والكره يمكننا التيقن منها علم اليقين على الرغم أننا لا نرصدها بذاتها وإنما نرصد آثارها فقط
وأردف "محمد " قائلا : حتى في العلوم مثل نظرية الإنفجار العظيم والتي تعد اقرب النظريات العلمية في تفسير نشأة الكون ، لم يراها أحد بعينه وهي تحدث بل اعتمدنا على آثارها في إثبات حدوثها، وكذلك التاريخ ، لم نراه يحدث أمام أعيننا ولا جربنا حدوثه ، بل اعتمدنا على آثاره، وكذلك هو الخالق عز وجل نستشهد بآثاره في أرجاء الكون على وجوده عز وجل
ولفت إلى أن الخالق عز وجل هو خالق الزمان والمكان فهو متعالٍ عن المادة التي خلقها فكيف تريد أن تبحث عنه داخل المادة التي خلقها ، مثلا لو أردت أن تبحث عن صانع هاتفك ، فهل تقوم بفك مسامير هاتفك وتبحث عن صانعه داخل الهاتف ؟! ، قطعاً لا ، فالصانع متعال عن الهاتف الذي صنعه ولا يتم البحث عنه بداخله ، وعليه فلا يمكن الإحتجاج بعدم رؤية وجود الله- عز وجل - على عدم إمكانية إثبات وجوده چل وعلا فيكفينا رؤية آثاره التي لا حصر لها في أرجاء الكون للتيقن من وجوده عز وجل
ونوه إلى أننا قد رأينا في الكون من الآثار والإبداع الذي لم يكن موجوداً قبل حدوث الإنفجار العظيم ( أحدث النظريات على نشأة الكون وأكثرها قبولا في الأوساط العلمية ) فكانت هذه الآثار عدماً غير موجودة ثم انتقلت من عالم العدم إلى عالم الوجود بثوابت دقيقة جدا ، فمثلا الثابت الكوني إذا زاد أو قل بمقدار ضئيل جدا سينهار الكون بأكمله، وكذلك معدل تمدد الكون دقيق جدا بحيث لو زاد أو قل بمقدار ضئيل جدا سينسحق الكون بأكمله، وأيضا نسبة الغازات في كوكب الأرض مثل الأكسجين الذي لو زاد او قل بنسبة ١٪ ستموت جميع الكائنات الحية.
وأضاف: أن الرابطة بين الهيدروجين والأكسجين في الماء والتي إذا لم تكن بمواصفات معينة ( رابطة قطبية ) سينتج عن ارتباط هذه الذرات انفجارات عظيمة ، لأن الهيدروجين غاز يشتعل والأكسجين يساعد على الاشتغال، و مقدار بعد الأرض عن الشمس الذي لو زاد بمقدار ليس بالكبير لتجمدت الكائنات على الأرض وإذا قل بمقدار ليس بالكبير لأحترقت الكائنات على كوكب الأرض، منوها إلى أن الغلاف الجوي الذي إذا لم يكن موجودا لسمح بمرور كل أشعة الشمس الضارة والتي ستؤدي في النهاية لهلاك الكائنات الحية، منوها إلى أن عدم وجود كل ماء الأرض مالحا وكان هناك الماء العذب ليتروي منه جميع الكائنات البرية وإلا ماتوا بسبب العطش.
وأردف قائلا: كل هذه الأشياء هي مجرد أشياء ممكنة الحدوث وليست واجبة الحدوث ( يعني ممكن أن تحدث وممكن ألا تحدث فليس هناك ما يُلزِم حدوثها) فمن الذي رجح حدوثها على عدم حدوثها ، من الذي رجح قيمتها وهيأتها بهذه الحالة وليس بهيئة ولا قيمة أخرى لتناسب وجودنا ووجود الحياة واستمرار وجود الكون وعدم زواله وإستمرار وجود الكائنات وعدم زوالها بعد نشأتها مباشرة ..فهنا نتساءل عن سبب ترجيح ((وجود)) هذه الأشياء على عدم وجودها ونتساءل أيضاً عن سبب ترجيح ((استمرار)) هذه الأشياء عل فنائها ( نتساءل عن الوجود وعن استمرار الوجود) إلا أن يكون شخصاً عاقلا قادرا مريداً ( أي له إرادة) وحكيما حيث يضع كل شئ بحكمة وفائدة.
أشار "محمد" إلى أنه إذا ما دخلنا جسم الإنسان لذُهِلنا من بديع صنع الإنسان، ولنراه منذ أن كان جنينا ، فلقد كان هناك ذكر وأنثى ؛ هذا الذكر ينتج حيوانات منوية وهذه الأنثى تنتج بويضات ونجد ان الحيوان المنوى يحمل صفات الرجل والبويضة تحمل صفات الأنثى ، ولكن هل ستبقى بداخل أجسادهما ؟! لا هناك عضوا ذكريا لخروج المني من الرجل وهناك عضوا أنثوياً لاستقباله والغريب ان العضوان مهيآن بالضبط لبعضهما والعجيب ان الحيوانات المنوية تعلم مكان البويضة فتذهب إليها مسرعة ثم تفرز إنزيم الهيالورونيديز لتفتيت جزء من غلاف البويضة ليدخل إليها فلماذا امتلك هذا الانزيم لماذا لديه القدرة على الاختراق ، وها قد دخل الحيوان المنوي داخل البويضة والسؤال هنا لماذا يجب أن يحدث تخصيب بعد دخوله لماذا لا يقفا ساكنين بدون تفاعل ، والعجيب انه يحدث تفاعل وينشأ عنه الزيجوت ثم يكمل مراحل تكوينه و كان له مكان يأويه (الرحم) وكان وسط هذا الرحم مناسبا من حيث الحموضة والقلوية ثم كان الرحم مجوفاً ليسكن فيه الجنين وكان موضع هذا الرحم مناسباً فهو قريب من فتحة الجهاز التناسلي للأم حتى يسهل عملية الولادة.
ولكن كيف سيتغذى في بطن أمه ، هنا المشيمة التي تحيط به والذي يتدلى منها الحبل السري المجوف والذي يسمح بمرور الغذاء من الأم إلى جنينها ( فمن الذي رجح وجود الحبل السري على عدم وجوده)
وتابع قائلا: وتبدأ تتكون الرئتين اللتان تعملان بدون قوة من هذا الجنين لتحافظ على بقائه حياً ويبدأ هذا القلب في ضخ الدم إلى جميع أعضائه كي تحصل الأعضاء على الغذاء اللازم لاستمرارها حية بدون حول ولا قوة من هذا الجنين ( فمن الذي رجح وجود القلب والرئتين على عدم وجودهم إلا شخصاً عاقلاً قادراً مريداً حكيمًا )، ولا ننسى تكون فم للجنين ليدخل منه الطعام بعد الولادة ويكون هناك فتحة شرج لإخراج فضلات الطعام