محمود مفلح ووسام عمارة في ملتقى السرد.. بين الهمِّ العام وأزمة البوح

  • جداريات 2
  • السبت 19 أكتوبر 2019, 9:21 مساءً
  • 1409
الندوة

الندوة

 واصل ملتقى السرد العربي الدائم بالقاهرة فعالياته الثقافية، واحتفى، أمس، بالتعاون مع صالون غادة صلاح الدين الثقافي، بصوتين شعريين من جيلين مختلفين لكل منهما خصوصيته وهما الشاعر الفلسطيني محمود مفلح والشاعر وسام عمارة، إلى جانب أمسية شعرية ألقى فيها عدد من الشعراء قصائدهم، بحضور عدد من النقاد والكتاب، وذلك بمقر الملتقى تقاطع 57 شارع عبد المنعم مع شارع الفالوجة بالعجوز.

بدأت الندوة بترحيب الشاعر عبد الستار سليم بالحضور وتقديم الشكر لهم، مؤكدا أن الشعر ما زال يسير على الطريق الصحيح، ثم ألقى كل من الشاعرين محمود مفلح ووسام عمارة قصيدة من الديوانين المحتفى بهما، حيث ألقى "مفلح" قصيدة من ديوانه "بعيدا تضيء العناقيد"، وألقى وسام عمارة قصيدة من ديوانه "كما يهيم الطير".


شاعر الهم العام وشاعر البوح

من جانبه قدم الدكتور حسام عقل قراءتين نقديتين ضافيتين في ديوان الشاعر الفلسطيني "بعيدا تضيء العناقيد" و"كما يهيم الطير" للشاعر وسام عمارة، مؤكدا أن كل منهما تجربة في منتهى الخصوصية، وتستحق الدراسة وإضاءتهما بشكل أكبر يحتاج إلى ندوات لا ندوة واحدة.

وعن محمود مفلح قال الدكتور حسام عقل إنه اسم مهم جدا يوضع إلى جوار محمود درويش، لكن مشكلته أنه لا يجيد فن الميديا ولا يريدها، ومع ذلك نجح في تحقيق حضور قوي على الساحة الثقافية، موضحا أن مفلح في ديوانه "بعيدا تضيء العناقيد "ذهب إلى مساحة العام من إسلاميات وقضايا وطنية عامة ولم يغفل سيرته الذاتية، حيث بث خيوطا منها في شعره، وأن "مفلح" لديه نزوح إلى الحكمة أو المثل الشعبي ممثلا بقول مفلح "ما كل مَن ذكر الغرام متيم أو كل مَن زرع النخيل عراق".

وتابع عقل أن مفلح لديه دفق رومانتيكي يتبدى في قصيدة "طوق النجاة" وكذلك في قصيدة "مزاج"، وهي رومانتيكية تعني أن تسترد فطرتك وإنسانيتك، من خلال أحلام بسيطة جدا، لكن الرومانتيكيين يرون الجمال بهذا الشكل وبهذه البساطة، مضيفا أن قصيدة الربابة من أجمل ما قرأت من ديوان بعيدا تضيء العناقيد، والربابة هنا تحمل معنى المنافق ذي الوجهين "فإذا لم تكن تجيد النفاق والعزف على الربابة ومسح الجوخ فلن تستطيع أن تصل أو تكون شيئا".

واختتم عقل حديثة عن ديوان محمود مفلح "بعيدا تضيء القناديل" بأنه أخلص للهم العام وأدان الشخصية العربية لأعلى سقف، كما لم يدنها في أي ديوان سابق له، فهو في هذا الديوان يؤمن بالبطولة الفردية وأن تكون فارسا وحدك في عين العاصفة.

 وعن ديوان "كما يهيم الطير" لوسام عمارة أكد "عقل" أن وسام يبرع عندما يمتطي البحور التي تعتمد على تفعيلة واحدة ويتمسك بالشطر التقليدي ويميل إلى الحداثية أحيانا، كما أنه شاعر لديه أزمة بوح ويميل إليه، وتنتثر الحكمة في كل شعره إضافة إلى اعتماده على تكنيك المفارقة في شعره.

وأشار عقل إلى أن شعر وسام به معنى انطولوجي فهو يتساءل عن معنى وجودنا وأهميته، مضيفا أنه يؤخذ على وسام أنه يمضي أحيانا على طريقة العقاد التي تجعل من الكاتب أستاذا والقارئ متعلما، كما أن لديه ضمورا في الرمز والصورة الشعرية نجم عنهما التقريرية أحيانا.

 

وعلى هامش الندوة التي أدارها الشاعر الكبير عبد الستار سليم بحضور عدد من النقاد  والكتاب العرب منهم الكاتبة غادة صلاح الدين والشاعر السعيد عبد الكريم والشاعرة ليلى حسن ومن الحضور العربي الشاعر رائد قديح، والناقدة الدكتورة منى بركات من فسلطين، أقيمت أمسية شعرية ألقى فيها عدد من الشعراءالحضور  ما جادت به قريحتهم الشعرية. 

تعليقات