أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتب: أحمد إبراهيم
من الشبهات التي تردد كثيرا، على ألسنة الملحدين، إذا كان الله يعلم بكل شيء، ويعلم ماذا سيفعل الإنسان ، قبل أن يخلقه، إذن لماذا الله سيعذبنا ، إذا ما قدر علينا تصرفاتنا وخطواتنا في الحياة .
الحقيقة هنا أن الإشكالية الكبرى، للملحدين في هذه الشبهة تحديدا، أنهم لا يريدون إله كُلَّي العلم ... وكأنه يعيب على الله أنه يعلم ما سيحدث .. الله كلي العلم وهذا لا يمنع حرية الاختيار {وهديناه النجدين} ﴿١٠﴾ سورة البلد ..!!، وفقا لما نشرته صفحة كهنة الإلحاد ، والتي لفتت أيضا إلى أنه من الممكن أن نفكر بنفس منطق الملحد، أنه من الظلم ألا يخلق الله الكفار وهم يستحقون العقاب، ثم إن الكفار ليسوا مقهورين أو مجبورين على فعل الشر، إن كانت فطرتهم سليمة، وهم حرفوها و لديهم عقل وأرسل الله لهم أنبياء ورسل وهم اختاروا الكفر ، وليس من الحكمة وضع الرحمة بمن لا يستحقها .
وتابعت الصفحة إن الأشرار لو لم يوجدوا لكان ذلك سبباً في عدم وجود بعض الأخيار ، وأفعالهم وصبرهم على شر الأشرار والفاسدين، ودعوتهم للأشرار وقيامهم بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، إذن فالله تعالي أوجد الجميع وترك حرية الاختيار للكل، وهذا هو ما عليه مدار الأمر .ثم إن الله لن يظلم عباده{وما الله يريد ظلما للعالمين} ﴿١٠٨﴾ سورة آل عمران، فلا يقلق الشخص إلا على نفسه.
من جانبه يقول الدكتور جميل تعيب أستاذ الفلسفة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن هذه الإشكالية من الممكن أن نضعها تحت خانة سؤال وهو هل الإنسان مخير أم مصير؟ ، والحقيقة هذا السؤال ظل سببا لحالة من الجدل الكبير بين علماء الأمة، والحقيقة أن الإنسان مخير، لأن الله لا يعذب إنسان على أفعال هو كان مجبرا عليها من قبل الخالق، ولكن الله يعلم ما سوف يحدث في المستقبل، كون عالم الغيب ، فالله يعلم الغيب، ليس معنا أنه مجبر خلقه على صناعة أو فعل الشر، بل منحهم عقل، وأخبرهم بأن نهاية الخير جنة ونهاية الشر نار، وعلى الإنسان أن يختار لنفسه، أي طريق يسير فيه ويتحمل في عواقب تصرفاته وأفعاله في الدنيا، مصداقا لقوله تعالى " وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ [البلد:10]، والنجدين هما الطريقان، طريق الخير، وطريق الشر.