باحث في ملف الإلحاد يرد على الشبهات حول حديث «بولُ الإبلِ»
- الأحد 24 نوفمبر 2024
قال مركز حصين، المختص في الرد على الإلحاد، ومحاربة الشبهات، إن الأمة الإسلامية جسد واحد، مهما تناءت أقطاره، وتباينت أجناسه وألوانه، وتباعدت دياره، فالمؤمنون أمة واحدة، يوالي بعضهم بعضا، ويرحم بعضهم بعضا، ويفرح أحدهم لفرح أخيه، كما يألم ويحزن لمصابه وألمه، يقول الله سبحانه: والمؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض، ويقول النبي ﷺ: «المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا». أخرجه البخاري.
وبين في موضوع خطبة الجمعة الذي ينشره أسبوعيا عبر موقعه الرسمي، أن مما يسر الموحدين ويقر أعين المؤمنين، ما شفى الله به صدورهم من النيل من أعداء الله الصهاينة المعتدين، فهذا من فضل الله العظيم، قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا.
وأوضح أن الله هو الولي والنصير، النصر منه وبيده، هو من يؤيد، وينصر المؤمنين من عباده، ولا يملك مخلوق لنفسه نفعا ولا ضرا، ولا لغيره عزا ولا نصرا، فالمنصور من نصره الله، والمغلوب من خذله الله.
وتابع: لقد اتخذ الناس أندادا من دون الله لعلهم ينصرون، فكانت بيوتهم أوهى من بيت العنكبوت، وقد قال الله: واتخذوا من دون الله آلهة لعلهم ينصرون * لا يستطيعون نصرهم وهم لهم جند محضرون، أما المؤمنون، فشعارهم وعنوان حياتهم قول النبي ﷺ: «اللهم أنت عضدي ونصيري، بك أحول، وبك أصول، وبك أقاتل». أخرجه أبو داود، ويوقنون بقول الله سبحانه: وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم، وبقوله سبحانه: إن ينصركم الله فلا غالب لكم وإن يخذلكم فمن ذا الذي ينصركم من بعده وعلى الله فليتوكل المؤمنون، والله هو النصير لأنه وحده الذي يملك القوة والقدرة المطلقة، وله الخلق والأمر، ما من دابة إلا هو آخذ بناصيتها.
وشدد على أن الله هو النصير لأن الأرض وما عليها وما فيها، والسماوات وما عليها وما فيها، كل هذا في قبضته، وطوع أمره، فله جنود، لا يعلمها إلا هو، يرسل الريح، ويعذب بالصيحة، ويزلزل الأرض، ويرسل الصواعق، ويقذف الحجارة من سجيل منضود، وقال الله: أولم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم وكانوا أشد منهم قوة وما كان الله ليعجزه من شيء في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليما قديرا.
وذكر أن بعض الناس لضعف يقينهم بالله سبحانه، ولما يرونه من تسلط أعداء الله، قد يظن أن الكلمة صارت أبدا للكفار، وأن المسلمين قد حكم عليهم بالهزيمة أبد الدهر، وهذا سوء ظن بالله، فما أهون الكفار على الله العظيم الكبير، إنهم في قبضته، نواصيهم بيده، ولا يعجزونه، أليس هو القائل سبحانه: ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون.
وأكمل: ألم يقض الله سبحانه بالذلة والخزي والصغار على من كفر به وحارب دينه؟ فقال سبحانه: فأذاقهم الله الخزي في الحياة الدنيا ولعذاب الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون، وأي قوم أحرى بالخزي من اليهود الذين كتب الله عليهم الذلة والمسكنة، حيث قال الله فيهم: ضربت عليهم الذلة أين ما ثقفوا إلا بحبل من الله وحبل من الناس وباءوا بغضب من الله وضربت عليهم المسكنة ذلك بأنهم كانوا يكفرون بآيات الله ويقتلون الأنبياء بغير حق ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون.
ولفت إلى أن هؤلاء اليهود، شذاذ الآفاق، وقتلة الأنبياء، الذين حرفوا كتب الله، وغضب الله عليهم ولعنهم وشردهم وأذلهم، وجعلهم آية للعالمين، فظهر جبنهم، وفروا كالجرذان لا تلوي على شيء.
وشدد على أن نصر الله قريب المنال، ليس شيئا مستحيلا، ولا أمرا من ضروب الخيال، ألم يقل ربنا سبحانه: ألا إن نصر الله قريب، فإن الله عليم عزيز حكيم، ينصر من يشاء بحكمته وعزته، متى شاء سبحانه، فلا يعجل بعجلة عباده، ولربما أخر النصر لحكم باهرة لا يحيط بها إلا هو عز شأنه، وقد قال الله: ذلك ولو يشاء الله لانتصر منهم ولكن ليبلو بعضكم ببعض، وقد يؤخر الله النصر لأن الأمة لم تحقق بعد أسبابه، فإن الله شرط للنصر شروطا وجعل له أسبابا، فإن لم تحقق الأمة ذلك، فأنى لها النصر!