باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
كتب: أحمد إبراهيم
يدعي كثير من الملحدين، أن التاريخ لم يثبت بأن كل أمة جاء لها نبي من الأنبياء، وأن القرآن يدعي أن الله قد أرسل رسولا لكل أمة وفيه جاء: "وَلِكُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولٌ ۖ فَإِذَا جَاءَ رَسُولُهُمْ قُضِيَ بَيْنَهُم بِالْقِسْطِ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ" "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ ۖ فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ ۚ"، كما أن هذا يناقض الحقائق التاريخية التي تخبرنا أن هذا لم يحدث، فلم يوجد أي مدّعي نبوّة أو رسل إلى أمم القارات الأفريقية والأوربية والأمريكية والأستراليّة. ودول آسيا الوسطى و لشرقيّة فاقتصر أمر النبوّة على منطقة الشام وفارس ومصر!
وجاء ضمن
الافتراء أنه من المعلوم حسب القرآن أن محمد هو آخر الأنبياء وهنا نجد خطأ فادح
أيضاً، حيث أن الأمّة في معاجم اللغة العربيّة، جماعة من الناس أكثرهم من أَصل
واحد، وتجمعهم صفات موروثة، ومصالح وأَمانيّ واحدة، أو يجمعهم أمر واحد من دين أو
مكان أو زمان، ويقال: "الأُمة المصرية، والأُمة السوريّة".
وفي هذا السياق،
رد الباحث في ملف الإلحاد على هذا الافتراء قائلا: إن الادعاء خاطئ لأنه بالإمكان
العثور على أسماء أنبياء في الحضارات البائدة، فعلى سبيل المثال، حين نقرأ تاريخ
تأسيس الديانة المورمونية على يد المبتدع مُدّعي النبوة جوزيف سميث في أواسط القرن
التاسع عشر، نجد أنه نقلها عن نُصّوص كُتبت قبل اكتشاف القارة الأمريكية، وتذكر
تلك النصوص أسماء أنبياء بُعِثوا في تلك المناطق ، منهم النبي (مورمون) mormon و (مورموني) mormoni المبعوثين في فترة ما بين 322-421 بعد
الميلاد
.
أما من الناحية المبدأية، نحن نعتقد بأن
الله أرسل أنبياء إلى كل قوم وقوم في أنحاء المعمورة لأن القرآن اخبرنا بذلك،
والقرآن كلام الله ومعجزته الباقية، ولسنا بحاجة إلى تأكيدات أثرية أو غيرها،
إضافة إلى ذلك، لم يكن معهودًا في التاريخ القديم توثيق الأشياء، فاغلب الناس
كانوا أُميين وطريقة التواصل ونقل المعلومات كانت بالأساس شفهيةً، وكانت الكتابة
حكرًا على فئة المتعلمين القليلة.
وأضاف "مصاروه" قائلا: نحن نَعْلَم
أن نُصُّوص الدين المسيحي واليهودي وهما العقيدتين الأقرب عهدًا إلى الإسلام، قد
طالتهما يد التحريف والتغيير، فالأناجيل الأربعة متناقضة مع بعضها البعض،
ومُحَرَّفة بحيث جعلت من المسيح عليه السلام ابنًا لله وفي بعض الأماكن الهًا، والعهد
القديم جعل يعقوب يتصارع من الله ويهزمه! كذلك بحسب العهد القديم داوود وسليمان
هما فقط مَلِكان وليسا أنبياء.
ونوه إلى أن هذه
الفروقات موجودة في نصوص دُوّنت بأزمنة أقرب إلى الإسلام من الحضارات القديمة
"فإذا كانت اليهودية والمسيحية تحتوي على هذا الكم من التحريف فما بالنا بأخبار
الأنبياء في الحضارات البائدة والأزمنة السحيقة، كم سينالها التحريف والتغيير!
لذلك، فمن المحتمل جدًا أن تكون الآلهة في الديانات الوثنية عبارة عن أنبياء
بُعثِت في الزمن البائد ثم أضفى عليهم أتباعهم من بعدهم هالة من القداسة والأساطير
التي قد رفعتهم فيما بعد إلى منزلة الإله، وقد يكون الحكماء في الحضارات القديمة
عبارة عن أنبياء خُلدت أقوالهم، مثل؛ بوذا وكونفوشيوس، وزرادشت.. دون ذِكْر
نُبُوّاتهم.
وتابع: بالنسبة للادعاء حول عدم كَون الرسول آخر مبعوثـ فالرسول صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء والمرسلين وبُعِث مع المعجزة الخالدة وهي القرآن الكريم، ولكن ذلك لا يعني عدم ظهور مُدَّعين للنُبُوِّة ودجَّالين، فحتى في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم كان هناك من أدعى النبوة مثل مسيلمة الكذاب وغيره، وتكررت تلك الحالات بعد موته صلّى الله عليه وسلَّم، مثلما فعل جوزيف سميث المذكور أعلاه، وبهاء الله عند القاديانية وغيرهم من الأفّاكين.