هيثم طلعت: إبهار النظام المعلوماتي الذي يُشفر للكائنات سيظل حَجَر عثرة في وجه الإلحاد
- الأربعاء 25 ديسمبر 2024
طوفان الأقصى
العلماني متأففُ
للغاية ومنكرُ أشد الإنكار على أسر النساء الاسرائيليات، ثم يصف الدين الإسلامي
بالهمجية والتوحّش، ثم يشكو غربةَ الإنسانية أمام طوفانا لأقصى !!
وفي نفس الوقت يرى
هذا العلماني أن اسرائيل هي البلد الوحيد الديمقراطي في المنطقة، مع أنها دولة
قامت على جثث الفلسطينيين ومن جاهد معهم من المسلمين.
وهذا العلماني
لم يُظهر يوماً هذا التعاطف مع نساء فلسطين المسجونات داخل السجون الاسرائيلية،
ولا المقبورات داخل أراضي فلسطين بعد أن هدم عليهم العدو الصهيوني بيوتهم، ولا
يأبه هذا العلماني بمثل ذلك، بل ولأن هؤلاء العلمانيون صهاينة العرب يتألمون
للإنسانية عندما يكون المقاوم مسلماً، ويصبح لديهم ودناً من طين وأخرى من عجين
عندما تكون الطعنة من غيرهم، لذا يجب أن ندرك أن انسانيتهم زائفة وديمقراطيتهم
معلّبة، وحرّيتهم سجينة لدي الإنسان الأبيض صاحب العيون الملونة!
أُدرك أن ثمن
هذا اليوم قد يكون كبيراً لكن ما انكسر اليوم هو أكبر!
فلقد انكسرت
حواجز وأُزيلت من النفوس أوهام عن قوة العدو، وسيسألنا أطفالنا لماذا لا تُذكر
قضية فلسطين في المدارس؟!
وسيصحو النائم
وستغرّد النساء بيوم الشهيد، وسنقف جميعاً لنرى الصهاينة العرب وهم يدافعون عن تل أبيب، بل
وسنرى العملاء وهم يبكون من أجل نساء اليهود ولم نرى لهم يوماً دمعة واحدة تُذرَف
على نساء فلسطين، لأن قلوبهم تشابهت في بغض الدين لذا يجتمعون عليه وبنفس الأنين!
ما حدث هو هدم
لخط بارليف الجديد، القبة الحديدية والصواريخ البالستية والطائرات النفاثة
والدبابات الحصينة، فكل هذا عند الهلع لا يُغني عنهم شيئاً.
وصدق الله إذ يقول
(ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ
وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ).