أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتب: أحمد
إبراهيم
لم يخلق الله خلقه عبثا، وذلك مصداقا لقوله تعالى "إنا كل شيء
خلقناه بقدر"، وكل شيء من حولنا وكل ما يدار فهو محسوب بدقة متناهية لتؤكد
لنا أن هذا الكون بما فيه لم يخلق بشكل عبثي أو صدفة كما يردد الملحدين .
ويقول
الدكتور محمد راتب النابلسي، الداعية الشهير، أن الأطباء، يؤكدون إن فتحة الحنجرة
قد قدِّرت تقديراً دقيقاً جداً، بحيث لو اتسعت أكثر مما هي عليه لاختفى صوت
الإنسان، ولو ضاقت أكثر مما هي لأصبح التنفُّس صعبا جدا، إما أن يكون التنفس
مريحاً ويختفي الصوت، وإما أن يكون الصوت واضحاً ويصعب التنفس، من جعل هذه الفتحة
بهذا القدر؟ إن الله سبحانه وتعالى يقول: ﴿صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ﴾
[سورة النمل الآية: 88]
وتابع الشيخ
"النابلسي" هذا ينقلنا إلى عتبات الحواس، إن هذه العين ترى، لكنها ترى
بين عتبتين، لو أن الرؤية زادت عن حدها الذي هي عليه لأصبحت حياتنا شقاءً، إنك إذا
نظرت إلى كأس الماء الذي تشربه تجده عذبٌ، فراتٌ، رائق، لو أن عتبة البصر زادت
قليلاً ودقَّت أكثر من ما هي عليه، لرأيت في هذا الكأس العجب العجاب؛ لرأيت
الكائنات الحية، والجراثيم غير الضارة، والبكتريات بعددٍ لا تحصى، إنك لن تشرب
الماء، ولرأيت هذا الطفل الصغير بخده الأثيل، كأنه مغاراتٌ ونتوءات، لذلك يقول
ربنا سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ﴾"
ونوه إلى أنه لو
أن عتبة السمع ارتفع مستواها قليلاً، لما أمكنك أن تنام الليل، لأن تتلقَّف كل
الأصوات، بل إن أصوات جهاز الهضم وحده، تكاد تكون كالمعمل الكبير، جعل الله لك
عتبةً خاصةً في السمع لا تزيد عن هذا الحد، مشيرا أيضا إلى أن حاسة اللمس زادت،
لشعرت بالكهرباء الساكنة التي تحيل حياتك جحيماً، لأن كل شيءٍ فيه كهرباءٍ ساكنة،
وكذلك لو أن حاسة الشم زادت لأصبحت الحياة شقاء، تزيد حاسة الشم عند بعض الحيوانات
مليون ضعف عن حاسة الشم عند الإنسان .
وختم قائلا: شق الله سبحانه وتعالى لنا السمع، وأنشأ لنا الأبصار والأفئدة، وخلق حاسة اللمس، وحاسة البصر، وصمم كل هذه الحواس تصميماً دقيقاً جداً، ليناسب حياة الإنسان ومصلحته .