مركز حصين: من تأمل في مخلوقات الله وجد فيها أمارات الحكمة والحمد الإلهي جلية بينة

  • جداريات Jedariiat
  • الخميس 05 أكتوبر 2023, 8:26 مساءً
  • 485

قال مركز حصين، المختص في محاربة الإلحاد والرد على الشبهات، إن من تأمل في مخلوقات الله، وجد فيها أمارات الحكمة والحمد الإلهي جلية بينة، فقوام الإنسان في جسده خلق على ميزان وغاية، وتركيب طعامه وشرابه وضع على ميزان وغاية، وهذه الأرض قد مهدت، والسماء قد رفعت، والشمس والقمر يعملان دائبين بدقة وحسبان، والليل والنهار لا يفتران ولا يستبقان، كل شيء صنع بإتقان، بميزان وغاية.

وشدد على أنه لا بد أن كل ذلك له حكمة ومصير، ونهاية إليها نسير، قال تعالى: إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب * الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار، فلو لم يكن بعد هذه الدنيا حساب لكنا قد خلقنا عبثا، فهل يجوز ذلك على كمال الله تعالى وحكمته سبحانه؟ أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون * فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو رب العرش الكريم.

 وذكر  في موضوع خطبة الجمعة  الذي ينشره أسبوعيا عبر موقعه الرسمي، أنه لو لم يحاسب كل عبد على ما كسبت يداه، لكان الله قد سوى بين المؤمنين والكفرة، ولم يفرق بين البررة والفجرة، فهل يظن بالرب العظيم هذا؟ أفنجعل المسلمين كالمجرمين * ما لكم كيف تحكمون.

 كما أنه  لو لم يكن بعد تلك الأعمال موعد للجزاء، لكان كل ما حولنا من أرض وسماء، وماء وهواء، قد خلق باطلا، وما خلقنا السماء والأرض وما بينهما باطلا ذلك ظن الذين كفروا فويل للذين كفروا من النار * أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار.
 

وشدد على أنه لا بد من حساب، لا بد من جزاء، لا بد من موقف يظهر فيه عدل الله، وتتبين فيه حكمته، ويتجلى فيه حمده، ويعلم الذين كفروا أنهم كانوا كاذبين: أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون * وخلق الله السماوات والأرض بالحق ولتجزى كل نفس بما كسبت وهم لا يظلمون.
 
وأكد أن كل من على الأرض فان، ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام، ثم يأذن الله تعالى للملك فينفخ في الصور، ويبعث الخلق من القبور، فيحشرون إلى أرض غير التي يعرفون، ويجتمعون فيها ويمكثون ما شاء الله أن يمكثوا، ثم يعطون صحفهم منشورة، ليقرؤوا أعمالهم في كتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها، وينزل الجبار جل جلاله لفصل القضاء بينهم، فتخشع الأصوات للرحمن ولا تسمع إلا همسا، وعنت الوجوه للحي القيوم وقد خاب من حمل ظلما، ويحاسب الله جل وعلا الخلق، فهو الحسيب سبحانه، وهو أسرع الحاسبين.

 ولفت إلى أن الله يحاسب كل إنسان على عمله، فيخلو بالعبد ويخاطبه، روى البخاري ومسلم عن النبي ﷺ أنه قال: «ما منكم أحد إلا سيكلمه ربه ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أيمن منه فلا يرى إلا ما قدم من عمله، وينظر أشأم منه فلا يرى إلا ما قدم، وينظر بين يديه فلا يرى إلا النار تلقاء وجهه، فاتقوا النار ولو بشق تمرة». فأما المؤمن الصالح التقي فيحاسبه الله حسابا يسيرا، فيضع عليه كنفه ويستره، ويعرض عليه أعماله، ويعفو عن زلاته، وأما الفاجر المجرم الشقي، فيفضحه الله على رؤوس الخلائق، وينادى ويشهر به، جزاء وفاقا.
 

تعليقات