محمد سيد صالح: الذكاء الاصطناعي حُجة دامغة على المُلحد

  • جداريات Jedariiat
  • الأربعاء 04 أكتوبر 2023, 00:27 صباحا
  • 327
الذكاء الاصطناعي

الذكاء الاصطناعي

قال الدكتور محمد سيد صالح، الباحث في ملف الإلحاد، إنه من المستحيل أن يقضي الذكاء الاصطناعي على الإنسان، فمهما بلغ تطور الذكاء الاصطناعي سيبقى تابعًا للإنسان مفتقرًا إليه لا يعمل إلا به، ولولا الإنسان لما كان هناك هذا الذكاء الاصطناعي، فالإنسان بقدراته الخاصة هو الذي صنع الآلات الاصطناعية ثم قام بتزويدها بمعلوماتٍ كثيرة، ومن ثم توجيهها.

وبين في منشور عبر حسابه الرسمي على "فيس بوك" أن هناك أشياء كثيرة لا يقوى عليها الذكاء الاصطناعي مهما تطور في المستقبل، كاتخاذ القرارات الأخلاقية لفقدانه القدرة على التمييز بين الأخلاق الحسنة والقبيحة، كما أنه يفتقر للإرادة الذاتية، إن الذكاء الاصطناعي لا يستطيع ابتكار شيئًا بناء على إرادته الخاصة، لأن كل ابتكاراتهم موجهة ومصممة من قبل الإنسان.

وشدد على أن الذكاء الاصطناعي لن يقوى على القياس والتحليل لأنه معتمد على تغذيته بالمعلومات ولم يتعلمها أو يدركها مع الزمن كما الإنسان، إلا في حدود ونطاق ضيق للغاية، هذا بالإضافة إلى عجزه عن الفهم العميق، وغير ذلك من الأشياء الهامة والأساسية التي لا يمتلكها شيء سوى الإنسان.

وشد على أنه من غير الممكن أن يحل الذكاء الاصطناعي محل الإنسان، مشير أن حدوث ذلك ـ وهو مستحيل ـ معناه انتهاء الحياة !!!

وذكر أن هناك توازن بين الحياة والعمل، والأغنياء والفقراء، مردفا: "لو افترضنا أن الذكاء الاصطناعي سيحل محل الإنسان في كثير من الأعمال، فهذا يعني أن زيادة رقعة الفقر في العالم ستزداد بقوة، ومع زيادة الفقر سيقل الاستهلاك، الذي يعيش عليه الأغنياء، وبالتالي ستنهار أعمال الأغنياء ويصبحوا بعد ذلك هم أيضًا فقراء، وإذا احتل الفقر العالم بأسره، ستنتهي الحياة. وهذا مُحال. لأن مجرد الشعور بالخطر سيعيد الإنسان الذكاء الاصطناعي إلى مكانه الطبيعي ويحل محله الذكاء الطبيعي الذي يمتلكه الإنسان والذي أوجده الخالق سبحانه".

وأردف الباحث في ملف الإلحاد: رغم أنني وقفتُ قليلًا مع قول الله تعالى: (هَا أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ ۖ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ ۚ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاءُ ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم) وقلتُ في نفسي هل من الممكن أن يكونوا هؤلاء هم القوم الذي سيستبدلنا الله بهم، بسبب ما وصلنا إليه من بخلٍ في كل شيء (الصدقات، والمشاعر، والأخلاق الكريمة) ؟! ثم تراجعتُ عن هذا الظن لأن الله صرح بقوله (قومًا غيركم) والذكاء الاصطناعي ليسرا بقوم بل هم من صنع الإنسان القاصر الناقص.

وشدد على أن الذكاء الاصطناعي المحسوس والملموس حُجة دامغة يُدمغ بها كل مُلحدٍ منكرٍ لوجود الله!! فهذا الذكاء الاصطناعي الذي يتعجب منه الكثير لم يكن موجودًا ثم أصبح موجودًا، وانتقاله من العدم للوجود ليس عبثًا ولم يأتي من تلقاء نفسه، إن قام على اختراعه وإنشاءه عدد كبير من العلماء ثم زودوه بالمعلومات ووجوه ليعمل وفق هذه المعلومات المتاحة إليه، ولولا الإنسان لما كان الذكاء الاصطناعي، وإذا كان الأمر كذلك فيكف لهذا الكون العظيم المهول الذي تعددت فيه المخلوقات من مليارات المجرات والكواكب والنجوم والشموس والسموات والأراضين والبحار والأنهار والجبال والهضاب والمخلوقات المتعددة من إنسانٍ ونباتٍ وحيوان وجماد، فضلًا عن مقادير الكون ومادته وضبطه الدقيق وثوابته التي لا تتبدل ولا تتغير أن يكون جاء هكذا من تلقاء نفسه دون أن يوجده خالق مطلق القدرة والعلم والعناية والإدراك بديع أحد لا يطرأ عليه التغيير؟!

واختتم قائلا: كلما ازداد الشيء تعقيدًا كلما احتاج إلى ما هو أكثر إدراكًا، فإن جزمنا أن الذكاء الاصطناعي لم ينشأ نفسه من تلقاء نفسه بل هو بحاجة إلى صانعٍ له مُدرك ما يصنع، في حين أن ما فيه من تعقيد أيسر بكثير من التعقيدات التي في المخلوقات والكائنات الحية، فعليه فإن هذا الكون العظيم بحاجة إلى خالقٍ مطلق القدرة والإدراك. 

تعليقات