باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
كتب: أحمد
إبراهيم
يؤكد لنا عالم
البيولوجيا التطورية، الشهير، جيري كوين، أنه لو كان هناك خالقا لكان الأولى أن
يملأ الجزر بالمزيد من التنوع الأحيائي وأن كون حيوانات الجزر شبيهة جدا بحيوانات
الشواطئ الأقرب لها دليل على التطور وعلى عدم وجود إله، وذلك وفقا لما نشرته صفحة
العلم يؤكد الدين.
وطرحت الصفحة سؤلا مهما وهو بعدما توقف لحظة واحدة أمام هذا
الاستدلال العجيب.. أين في هذا "الدليل" إثبات لقدرة التطور على إنشاء
مخططات جسدية جديدة أو أعضاء جديدة أو تطويات بروتينية جديدة؟ أين ما يمنع أن تكون
الحيوانات الأصلية مصممة ثم تكاثرت وانتشرت إلى مناطق جغرافية مجاورة أو إلى شواطئ
أو جزر؟ ما علاقة انتشار الكائنات إلى بيئات أخرى وتكيفها معها أصلا بكون المخطط
الجسدي الأساسي مصمما؟ هل هناك في التصميم أي إلزام يقول أن المصمم يجب أن يقيد
تصميماته إلى منطقة بعينها فلا تنتشر إلى ما هو أبعد منها؟ انه أحد تلك الإلزامات
التي يخترعها التطوريون من رؤوسهم ثم يكررونها فيتوهم المستمع أنها حقيقة وأن
التصميم معناه لصق كل كائن بالغراء في موقعه الأول و منعه من الانتشار أو منعه من
التكيف مع بيئات مختلفة!!!
وتابعت التقرير:
من العصافير التي تتنوع وتتباين في الأحجام والأشكال والمناقير وأنماط التغريد حسب
انتشارها في جزر الجالاباجوس إلى ذباب الفاكهة الذي يتباين في الحجم والطعام
المفضل وميعاد التكاثر حسب انتشاره في جزر هاواي إلى الدببة البنية التي فقدت
قدرتها على إفراز صبغ الفراء ومعالجة الدهون فأصبحت بيضاء وغزت المناطق الباردة –
كل هذه الأمثلة وغيرها كثير لا يتعارض مع كون الذباب أو العصافير أو الدببة كائنات
مصممة ابتداء ولا ينفى ظهور أنواع الكائنات بشكل انفجاري في الأحافير ولا يحل
مشكلة عجز الآليات التطورية (طفرات – انتخاب طبيعي – ملايين السنين -ايفوديفو) عن
إنتاج هذه الكائنات.
وأوضح التقرير أن علينا أن نتخيل مثلا أن يشير شخص إلى تنوع البشر عبر المناطق
المختلفة من الأرض من البشرة الداكنة التي تساعد على الحماية من أشعة الشمس و
الأطوال الكبيرة التي تزيد من سطح الجسد فتساعده على فقد الحرارة في أفريقيا
الحارة المشمسة إلى شيوع البشرة البيضاء و الأجساد المكتنزة القصيرة التي تقلل
مساحة فقد الحرارة في بعض مناطق الاسكيمو الباردة إلى الملامح الأسيوية المميزة
التي ربما كانت لها فائدة تكيفية ما وربما نتجت فقط بسبب الانجراف الجيني وتأثير
المؤسس
genetic drift/founder effect وهو كون المجموعة المؤسسة للمجتمع ذات صفات بعينها...الخ تخيل أن
يشير شخص إلى كل هذا ويعتبره دليل على تطور البشر من القردة العليا. ما علاقة
التنوعات في قلب الحوض الجيني للبشر وتكيفهم مع بيئات مختلفة في أماكن جغرافية
مختلفة بالتحول من نوع إلى نوع؟ أن كل هؤلاء بشر متنوعون و متكيفون مع بيئات
مختلفة و لكن كلهم بشر.
وذكر التقرير أن التوزيع الجغرافي للكائنات يمكن استخدامه
لإثبات هجرة الكائنات إلى بيئات متجاورة و تكيفها معها و هذا لا يجادل فيه أحد
أصلا أما استخدامه لإثبات السلف العالمي المشترك أو إمكان تحويل التصنيفات
المختلفة كالزواحف والطيور أو الأسماك والبرمائيات إلى بعضها البعض فهذا لا علاقة
له بتوزيع الكائنات جغرافيا. يؤكد لنا التطوريون أن دليل التوزيع الجغرافي مهم لأن
التوزيع يتطابق مع أشجار التصنيف التطورية - طبعا التطوريون يرسمون أشجار الحياة و
يتجاهلون التضاربات التي تملأها بل و يضعون سلالات شبحية في الفراغات و بعدها
يقولون لنا انظروا الشجرة الصحيحة و لكن حتى بعد كل هذا فان التوزيع الجغرافي لا
ينطبق مع سيناريوهاتهم بالطريقة التي يوحون بها للناس بل يتضارب معها في حالات
كثيرة بوجود كائنات موزعة جغرافيا بطريقة عجيبة كأن تفصل بينها بحار ومحيطات فمثلا
يخبرنا التطوريون أن توزيع الجرابيات بين أستراليا و أمريكا الجنوبية دليل على
انحدارها من سلف مشترك عاش قبل انفصال القارتين وهذا استدلال بلا معنى فلا يوجد ما
يمنع من كونها كانت تعيش في هذه المناطق قبل الانفصال فعلا و لكن ككائنات مستقلة
بلا سلف مشترك لكن المهم هنا هو: يعيش
الأبوسوم الذي يعتبر من الجرابيات البدائية (بلغة التطور قريبا بدائيا لأسلاف
الجرابيات المفترضة) فى نصف الكرة الشمالي كما تم اكتشاف أحافير لجرابيات في الصين
خارج المناطق المفترضة لحياة السلف المشترك المفترض
والتناقضات من
هذا النوع كثيرة فيضعون عدة فرضيات لتبريرها:
ـ الكائنات أصولها قديمة قبل انفصال
القارات عن بعضها Gondwanan vicariance/land-mediated dispersal وهذا افتراض كثيرا ما يثبت خطأه بسبب ظهور
الكائنات في الأحافير بعد انفصال القارات وبعض الصفات الأخرى التي توحى بأنها
حديثة السن وليست عتيقة منذ زمن ما قبل الانفصال.
ـ يفترضون
احتمال وجود "جسر برى" أو "وصلة" بين هذه الأراضي البرية بسبب
انحسار المياه مثلا أو ارتفاع بعض قطع الأرض بفعل الظواهر الجيولوجية Bridge-mediated
dispersal/Island hopping وكثيرا ما تكون فرضيات بلا دليل وتعول على الصدف.
ـ انتقلت الكائنات بحرا أو جوا عبر هذه
المسافات (لاحظ أننا لا نتحدث عن طيور أو أسماك مياه مالحة لذا يفترضون سيناريوهات
مغرقة في الخيال)
Trans-Oceanic Dispersal أي أن ما
يحدث عادة هو وضع سيناريوهات ملائمة للنظرية ثم اعتبارها صحيحة لمجرد أنها
ملائمة للنظرية ثم الاستدلال بصحتها على النظرية: بعبارة أخرى استدلال دائري
"سيناريو الانتشار الخيالي صحيح لأن التطور يحتاج إليه والتطور صحيح لأن
سيناريو الانتشار صحيح! بل - وهذه هي
المفاجأة- في بعض الأحيان يكون هناك سيناريو متسق ومنطقي للتوزيع الجغرافي ولكنه
يتعارض مع أشجارهم التطورية.