باحث بملف الإلحاد: الفرائض في الإسلام أبرز الأدلة على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم
- الجمعة 22 نوفمبر 2024
كشف الدكتور هيثم طلعت، الباحث في ملف الإلحاد، عن القواعد العقلية التي نستدل بها على وجود الله، مشيرا إلى أن الأولى، وهي العدم لا يفعل شيئًا، فالعدم لا يصنع شيئا وهذه بديهة عقلية، فلابد لكل فعلٍ من فاعل.
وأوضح أنه إذا نظرت إلى هذا العالم وعرفت أنه له بداية، وعلمت أنَّ الكائنات
الحية كذلك لها بداية، فهذا يجعلك توقن بأنَّه لابد لهذا العالم ولهذه الكائنات من
صانعٍ موجِد، وليس أنَّ العدم هو الذي أوجد العالم أو أوجد هذه الكائنات الحية،
فالعدم كما قلنا ليس بشيءٍ ولا يصنع شيئًا، وبما أن العالم كلَّه بكل ما فيه من
مادة وقوانين ونجوم وكواكب له بداية، فهذا دليل على أنَّ له خالقًا خلقه.
وبين أن القاعدة
الثانية التي نستدل بها على وجود الله وهي أنَّ "الموجودات تدل على بعض صفات
مَن أوجدها"، فإذا رأيت شيئًا متقنًا فسوف تقطع
بأنَّ صانعه قد أتقن صُنعه، وستقطع بالعقل أنَّ صانع هذا الشيء عنده قدرة على
إيجاده وتصميمه وضبطه، وهكذا يمكننا أن نعرف بعض صفات الخالق سبحانه
من النظر في خلقه.
وتابع: انظر
للسماء والأرض والنبات والشجر والجبال وانظر للدواب من حولك، عالم مدهش من
المخلوقات العجيبة، وانظر لداخل جسدك، وانظر لضبط الوظائف الدقيق في
جسمك.
وأردف الباحث في
ملف الإلحاد: سأعطيك مثالاً واحدًا على الصنع المبهر والضبط الدقيق والأمثلة في
هذا لا حصر لها: هرون النمو الذي يساعدك على النمو، هذا
الهرمون تركيزه في الدم: 5 نانو جرام. لو ازدادت نسبة هذا الهرمون بمقدار يقاس
بأجزاء من المائة مليون من الجرام -يعني الجرام مقسم إلى مائة مليون جزء- لو ازداد
الهرمون بأجزاء من المائة مليون من الجرام فإنَّ هذا يؤدي إلى مرض العملقة – تضخم
جسم الإنسان بصورة مخيفة-، ولو قلّت بأجزاء من المائة مليون من الجرام، فإنَّ هذا
يؤدي إلى مرض التقزم – صغر حجم الجسم والأعضاء-. هذا التغير المدهش بسبب تغير بأجزاء بسيطة جدًا
من هذا الهرمون، فانظر لجسدك الذي خلقه الله في أحسن تقويم،
بهذا الضبط المدهش لهذا الهرومون ولغيره من الهرمونات، فهذه دقة وإتقان في الخلق {إِنَّا
كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ} ﴿٤٩﴾ سورة القمر.
وشدد الدكتور هيثم طلعت على أننا مُحاطين بالرعاية الإلهية في كل جزءٍ
من أجسادنا، وما الجوائز التي يحصل عليها العلماء إلا لاكتشافهم بعض أوجه هذه
الرعاية في العالم.
وأشار إلى أن القاعدة
الثالثة والتي نستدل بها على وجود الله هي أن فاقد الشيء لا يعطيه، فالأوثان والطبيعة لا تملك القدرة على
الخلق ولا على الإيجاد ولا على الضبط ولا على الإتقان، والأوثان التي يعبدها الكفار، والطبيعة
التي يؤمن بها الملحد كلاهما مفتقرٌ لخالقه.
وأكمل: لا تملك
الأوثان ولا الطبيعة من أمرهما شيئًا، وليس لديهما القدرة على ضبط الهرمونات
بداخلك بهذا المقدار المدهش ولا لديهما القدرة على وضع الشفرة الوراثية والتي هي
ملايين المعلومات داخل البذرة، ولا لديهما القدرة على إيجاد أي شيء ولا حتى على
إيجاد أنفسهما.
وشدد على أن خالق
هذا العالم بهذه العجائب هو خالق عظيم عليم قدير حكيم.
وقد الباحث في
ملف الإلحاد، بعض الأمثلة البسيطة على دقيق الصنع الإلهي والعلم الإلهي والقدرة
الإلهية والحكمة الإلهية، لنعرف كيف أنَّ المخلوقات خلقها الله وحده وليست الطبيعة
أو الأحجار أو الاوثان:
وأردف: وأنت
في بطن أمك لا تستخدم رئتيك في التنفس أبدًا فأنت يأتيك الأوكسجين الذي تحتاجه مع
دم الأم، ومع ذلك ومع عدم حاجتك للرئة إلا أنَّ الله خلق رئتيك وأنت في بطن أمك،
لأنك بمجرد خروجك من بطنها ستستخدم رئتيك فورًا وإلا فبدون رئتيك لن تعيش لحظةً
واحدةً بعد الولادة، وكذلك خلق الله عينيك في بطن أمك وأنت لا
تحتاجهما أصلاً إلا بعد الولادة.
وأكد على أن الله
لأنه عليم بما ستحتاج إليه بعد خروجك من بطن أمك قدَّرَ لك الأعضاء التي تريدها
بقدْرِها، وخلق الله عظام جمجمتك غير ملتحمة ببعضها البعض
ولا تلتحم إلا بعد الولادة بزمن، إذ لو كانت عظام الجمجمة ملتحمة لما استطعت
النزول من بطن أمك لكبر حجم رأسك، فمن رحمة الله ومن حكمة الله أن تكون العظام غير
ملتحمة فيحصل لها تداخل وانضغاط لحظة الولادة فينزل الجنين بسهولة من بطن أمه، وتظل هذه العظام غير ملتحمة لزمن بعد
الولادة حتى ينمو المخ بدون عوائق تمنع من نموه.
واستطرد: بعد نزولك من بطن أمك بلحظات يبدأ لبن الأم في الخروج لتغذيتك، وأُمك
لا تعرف شيئًا عن المضادات الحيوية التي تكون في لبنها في أول أربعة أيام والتي
تطهر مجاري جسمِك كلِّها، ولا تعرف شيئًا عن مراحل إنتاج اللبن ومستويات تركيز
اللبن بحسب عمر الرضيع، فكل هذا خلَقه الله اللطيف الودود الكريم بمقدار، وأودع الله في أبويك غريزة حبِّك
والتضحية بالمال والصحة والوقت من أجلك، وهم في كل هذا راضون تمام الرضا.
وذكر أن الله خلق
كل محاور أعصابك والتي تنقل الإشارات الكهربية من جسمك إلى المخ والعكس، خلقها
كلها مُغطاه بطبقة عازلة كما نفعل نحن الآن مع الأسلاك الكهربية لئلا تشرد الإشارة
الكهربية أو تضيع أو تسبب لك إزعاجًا، وخلق الله صمامات للإخراج لئلا تتأذى
ثيابُك، فهناك صمامات في الشرج وفتحة للبول، وهذه الصمامات تغلق هذه المخارج لئلا
تتأذى في كل لحظة.
كما أن هناك
صمامات في المعدة لئلا يرجع الطعام إلى فمك فتتأذى، فهذا
خلْق إلهي متقَن
ودقيق وعجيب {هَـٰذَا خَلْقُ اللَّـهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِن
دُونِهِ} ﴿١١﴾ سورة لقمان.
وتسائل هيثم
طلعت: هل الأوثان أو الطبيعة تستطيع أن تفعل من ذلك شيئًا؟ .. مردفا: تخيل لو كانت الشمس من الفحم... هذه
الشمس العظيمة تخيل لو أنها كانت من الفحم، هل تعرف كم سيكون عمرها؟ ثلاثمائة عام
فقط، وتنتهي وبالتالي تنتهي الحياة على الارض.
وواصل: تخيل لو
أنَّ الإنسان بلا عظام؟ سيصبح كومة لحم لا حركة فيها، لو ظللتُ أعرض الأمثلة بكل ما أوتي
الناس من علمٍ ألف عام والله ما ذكرت شيئًا من نِعم الله وعجيب خلق الله {قُل
لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ
أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا} ﴿١٠٩﴾ سورة
الكهف، و{وَلَوْ أَنَّمَا فِي الْأَرْضِ مِن شَجَرَةٍ
أَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِن بَعْدِهِ سَبْعَةُ أَبْحُرٍ مَّا نَفِدَتْ
كَلِمَاتُ اللَّـهِ ۗ إِنَّ اللَّـهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} ﴿٢٧﴾ سورة لقمان، مشددا
على أن آيات
الله في خلقه لا تنتهي ولا يُحصيها أحد.