أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
كتب: أحمد إبراهيم
كشف الدكتور
محمد سليم مصاروة، الباحث في ملف الإعجاز القرآني، في منشور كتبه عبر حسابه الرسمي
على فيس بوك، التطابق
بين نمو الجنين وبين آيات القرآن الكريم.
وأضاف أن القرآن الكريم يذكر تخلق الجنين ونموه في كثير من الآيات وقد نزلت نصوص الكتاب قبل أربعة عشر قرناً في وقت لم تكن فيه مجاهر إلكترونية ولا مختبرات أبحاث كما في أيامنا هذه.
وتسائل: تُرى
ماذا ستكون النتيجة لو أجرينا مقارنةً بين آخر ما توصل إليه علم الأجنة وبين ما
نصَّت عليه آيات الذكر الحكيم، هيا بِنَا نفعل ذلك!
وذكر أنه من
الإخصاب وحتى انغراس النطفة في الرحم، قناتا فالوب عبارة عن قناتين عن يمين وشمال
الرحم، تصل كل قناة بين المبيض في الأعلى
وبين الرحم في الأسفل، وتتم داخل المبايض عملية انضاج البويضات وإفرازها نحو
الرحم، هناك يلتقي الحيوان المنوي والبويضة
لتتكون بويضة مخصبة (زيچوتا)zygota بحجم قطيرة ماء، تبدأ الزيچوتا بسلسلة
من الانقسامات والتضخم، يصل عددها بعد مرور 3-4 أيام إلى 16 خليه وتترتب بشكل
عنقود صغير شبيه بثمرة توت الشجر لذلك يطلق عليها اسم ( التوتية ) .
وأشار إلى توالى الانقسامات ما بين اليوم
الرابع والخامس ليصل العدد إلى 50-100 خلية، حينئذ تكون مجموعة الخلايا ( النطفة )
قد وصلت الى تجويف الرحم ،يتكون من داخل النطفة
تجويف يسمى ( الكيسة الأريميه ) blastocyst تترتب في داخله وفي الجهة
القريبة لبطانة الرحم حوالي 30 خلية جذعية ذات قدرة على التمايز والتخلق تسمى (كتلة
الخلايا الداخلية ) ICM inner cell mass قسم منها سوف يتطور إلى الأغشية الجنينية Germ layers والقسم الباقي سيبقى رصيداً مدخراً طوال العمر لترميم وتعويض
ما يتلف من خلايا الأعضاء Adult stem cells .
وأوضح "مصاروة" أن الأغشية الجنينة تخلق مع نهاية الاسبوع
الاول ينغرس الجنين في البطانة الداخلية لجدار الرحم ويبدأ بالتغذي على دم الأم خلال الأسبوع الثاني تبدأ عملية تمايز الأغشية الجنينية من كتلة
الخلايا الداخلية وبنفس الفترة تتكّون المشيمة من الخلايا الخارجية للكيسة الأريمية
ويستمر تشكلها حتى الأسبوع الثالث، حينئذً
ينتقل الجنين من مرحلة الكيسة الأريمية إلى مرحلة
(المعيدة) gastrula
فيكون
عبارة عن حويصلة مجوفة ذات ثلاث طبقات من الأغشية الجنينية Germ layers مرتبةً فوق بعضها البعض تسمى طبقة
الخلايا الأكثر قرباً لجدار الرحم بالإكتودرم ectoderm والطبقة الوسطى بالميزودرم mesoderm والطبقه الأكثر قرباً لفراغ التجويف
بالاندودرم
endoderm .
وقد بدء تمايز
الخلايا وتخلق أعضاء الجنين في تلك الفترة تشرع خلايا الأغشية الجنينية بالتحول إلى خلايا متخصصة (أعصاب جلد ، دم ..). وتتمايز من الإكتودرم خلايا
الدماغ والجهاز العصبي والطبقة الخارجية من الجلد، تتشكل بقعة عصبية في منطقة
الرأس وتتطور إلى لويحات عصبية placodes منها تنمو أعصاب الحواس وأعضائها، تبرز أعصاب السمع والأذن من
اللويحة السمعية
otic placode ثم تتخلق أعصاب الشم والانف من اللويحة الشمّية olfactory placode وتظهر بعدها أعصاب الرؤية والعين من اللويحة البصرية optic placode .
وتابع: بحلول
الأسبوع الرابع يبدو الجهاز العصبي للجنين
كأنبوبة ملتوية ذات رأس وذنب بحيث ينمو من الرأس دماغ وسيصير الذنب نخاعاً
شوكياً تتفرع منه أعصاب الحركة والحس، تتابع عمليات النمو والتخلق ويستطيل الجنين
فيصير شكله مثل دودة البرك (علقة) أو leech like embyro
.
ونوه إلى أنه
تتمايز من الطبقة الوسطى (الميزودرم ) خلايا مسؤولة عن بناء الجسم تسمى ب
(الجسدية)
somite وفي
الأسبوع الثالث تتحول الخلايا الجسدية إلى ثلاث أنواع من الخلايا الجذعية المتخصصة،
dermatome تتمايز إلى خلايا الجلد الداخلية (
إبيدرميس) والدهن والأغشية الرابطة ( تدعم وتربط خلايا الجسم المختلفة ) ، myotome تتمايز إلى خلايا عضليه (عضلات الهيكل
العظمي، القلب، الأوعية الدموية، اللسان
الكلية، الطحال وهكذا ) sclerotome تتمايز إلى خلايا العظام، الغضاريف والأوتار (ألياف تربط بين العضلات
أو بين العضلات والعظام).
ولفت مصارة إلى أنه مع أول ما يتمايز هي خلايا
الـ sclerotom
وهكذا تتخلق العظام قبل العضلات (اللحم)، قبل
تلك الفترة بقليل، وفي الْيَوْمَ التاسع عشر، يبرز أنبوبان دمويان endocardial tubes وينموان الواحد بمحاذاة الاخر ثم
يمتزجان ويكونان وعاءً صغيراً وفي حدود اليوم الثاني والثالث والعشرين يصير الوعاء
قلباً ويبدأ بالخفقان وضخ الدماء ليكون أول عضو يكتمل نموه ويبدأ بالعمل .
وأردف قائلا:
ومع نهاية الأسبوع الرابع تنتشر الخلايا الجسدية على جانبي ما سيكون العمود الفقري
حِينَئِذٍ يكتمل تخلق الفقرات، يتشكل ظهر الجنين
بانحناء نحو جهة فراغ الرحم وتظهر
على جسم الجنين انبعاجات، تجاعيد، وأخاديد فيكون شكله حينها أشبه بمضغة طعام
لاكتها الأسنان.
في نفس الفترة
تتمايز الخلايا الجذعية من طبقة (الاندودرم) ويتخلق منها الجهاز الهضمي (المرئ، المعدة
والأمعاء)، الجهاز التنفسي، الكبد ،البنكرياس والغدد، وبمضي تلك الفترة تكون أعضاء
جسم الجنين في مراحل متقدمة من التخلق والتشكل
واضاف أنه تبدأ
رحلة الحياة بعد اختلاط مني الرجل وبويضة المرأة ويشير القرآن الكريم عن طريق استعماله
لكلمة (أمشاج) حقيقة تخلق الانسان من نطفه مختلطة ليست من مصدر واحد، (إِنَّا
خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ
سَمِيعًا بَصِيرًا)، وقد صار معلوماً منذ القرن العشرين أن كروموزوم الجنس في
الحيوان المنوي هو الذي يحدد جنس الجنين فإذا كان y فالجنين ذكر وإذا كان x فأنثى، من جهة ثانية ذكر النص القرآني
منذ أربعة عشر قرناً ان المني في النطفة هو المسؤول عن تحديد الجنس! (وَأَنَّهُ
خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَىٰ *مِن نُّطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى)
وأضاف أنه
إضافةً إلى ذلك ، رأينا أن النطفة حين تكون في طور الكيسة الاريمية تصل تجويف
الرحم وتنغرس فيه، ومن جهة ثانية تذكر
آيات القران حدوث الانغراس بالرحم أو
القرار المكين في مرحلة النطفة ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ
مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ).
وأكمل: ما يزيد
من اندهاشنا هو وصف القرآن للجنين بالعلقة، وفعلاً مرَّ معنا أن الجنين يمر بمرحلة
يبدو فيها مثل دودة البرك ( العلقة ) وأن تخلق جسم الجنين وأعضائه يبدأ في تلك
المرحلة ، إقرأوا ماذايخبرنا كتاب الله (
ألم يك نطفة من مني يمنى* ثم كان علقة فخلق فسوى*فجعل منه الزوجين الذكر والأنثى ) .
وأوضح أننا نعلم
أن أعصاب السمع تبدأ في التخلق قبل أعصاب الرؤية وبنفس الفترة يكتمل تخلق القلب
ويبدأ بالنبض، نقرأ الآيات التالية فنلمس
التطابق التام والحقائق العلمية "وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَ لَكُمُ
السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ قَلِيلاً مَّا تَشْكُرُونَ ).
وقد ثبت أن
خلايا العظم تتكون قبل اللحم، وهنا يجب أن نلاحظ كيف سبق وأخبر القرآن بذلك (فكسونا العظام لحما )!
رأينا أن العلقة
بعد أربعة أسابيع تكتسي بانبعاجات وأخاديد وتتخذ شكل المضغة ( يَا أَيُّهَا
النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ
تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ
وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ
إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ) ليس هذا فحسب بل وتذكر الآيات كوّن المضغة مخلقة وغير
مخلقة ،في إشارة الى وجود الخلايا الجذعية الاحتياطية الغير مخلقة :
يقول الباحث في الإعجاز القرآني.
ويضيف: أن بذلك نكون استعرضنا شوطاً من نمو الجنين وتخلقه ورأينا تطابقاً صاعقاً بين ما توصل إليه علم الأجنة في زمننا هذا وبين ما ذكرته آيات القرآن ذات الأربعة عشر قرناً وتستمر البشرية ببناء المعرفة لبنه فلبنه ويكشف العلم بتقدمه أسرار الكون فإذا بكثيرٍ من هذه الأسرار قد عانقتها آيات القرآن والتي ما فتأت منذ نزولها وهي تدعوا المؤمنين والملحدين على حدٍ سواءٍ أن يتفكروا في أنفسهم ويبحثوا في علوم الكون، وان يسلكوا البحث العلمي طلباً للحقيقة (أَوَلَم يَتَفَكَّروا فى أَنفُسِهِم ما خَلَقَ اللَّهُ السَّمٰوٰتِ وَالأَرضَ وَما بَينَهُما إِلّا بِالحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى وَإِنَّ كَثيرًا مِنَ النّاسِ بِلِقائِ رَبِّهِم لَكٰفِرونَ).