أمين "البحوث الإسلامية": تفسير القرآن حسب «الرؤى» غاية مسمومة تسعى لضياع هيبته وإسقاط أحكامه
- الثلاثاء 26 نوفمبر 2024
زلزال المغرب
أكد مركز حصين، المختص في الرد على الشبهات، أن الزلازل من أمر الله تعالى وتقديره، وهي من جنوده التي يصيب بها من شاء من عباده، وهي وإن كانت لها أسباب معلومة من تحرك صفائح قشرة الأرض، فإن الله تعالى هو خالق هذه الأسباب ومقدرها، وهو الذي يجعلها عذابا أو ابتلاء لمن شاء من خلقه.
وبين في موضوع
خطبة الجمعة، الذي ينشره أسبوعيا عبر موقعه الرسمي، أن من حكم الله تعالى في وقوع
هذه الزلازل: تذكير الإنسان بقدرته سبحانه عليه وعظيم قوته، وتذكير الإنسان بضعفه
وحاجته وعجزه، فالكون كله خاضع لله، وهو سبحانه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في
السماء، فإذا أراد شيئا فإنما يقول له كن فيكون، ولا يملك الإنسان مهما طغا وعتا،
ومهما تعلم وتطور، لا يملك أن يسكن الأرض إذا تحركت، ولا أن يمنع البلايا إذا
تحققت.
وشدد على أن الزلازل التي تحدث في الأمة من أعظم الآيات التي يرسلها الله تعالى تذكيرا لعباده، وتخويفا لهم، قال تعالى: وما نرسل بالآيات إلا تخويفا، وإنما كانت هذه الزلازل تخويفا لأن الله تعالى عذب بها أقواما وجعلها سببا لهلاكهم؛ كما قال سبحانه: فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم جاثمين، وقد قال ابن القيم رحمه الله: (فإنه سبحانه لا يزال يحدث لعباده من الآيات ما يخوفهم بها ويذكرهم بها).
أشار إلى أن
التخويف بهذه الآيات والوعيد بها يكون إذا جاهر الناس بالمعاصي، وأعلنوا بالفواحش،
وكثر فيهم الخبث، وقل فيهم الناصحون، فحينئذ يكون ظهور هذه الزلازل وعيدا من الله
عز وجل لأهل الأرض، قال تعالى: أفأمن الذين مكروا السيئات أن يخسف الله بهم الأرض
أو يأتيهم العذاب من حيث لا يشعرون، وقال تعالى: إن نشأ نخسف بهم الأرض أو نسقط
عليهم كسفا من السماء إن في ذلك لآية لكل عبد منيب.
ولفت إلى أنه
لما وقع زلزال بالمدينة في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، قام فيهم خطيبا ووعظهم
وقال: «أحدثتم! لقد عجلتم! لئن عادت لأخرجن من بين ظهرانيكم».
ومن حكم الله
تعالى في وقوع هذه الزلازل التذكير بزلزلة الساعة وهولها العظيم، والدلالة على
قربها وصدق وقوعها: فقد أخبر النبي ﷺ أن الساعة لن تقوم حتى تكثر الزلازل، كما في
الصحيح عنه ﷺ أنه قال: «لا تقوم الساعة حتى يقل العلم، ويفشو الجهل، وتكثر
الزلازل»، والمراد بكثرتها: شمولها ودوامها، كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله.
وشدد مركز حصين
في موضوع خطبة الجمعة، أن حدوث الزلازل مذكر بالزلزال الأعظم، قال تعالى: يا أيها
الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت
وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد.
وأكد على أن
فعل الله تعالى كله حكمة، فهو سبحانه الخير في يديه، والشر ليس إليه، ولئن كان ما
يصيب الفجار من الزلازل وآثارها استئصالا وإهلاكا، فإن ما يصيب المؤمنين منها فيه
الرحمة والعبرة والعظة، وتكفير السيئات، واتقاء العذاب الأكبر بالأدنى، ما داموا
صابرين محتسبين راجعين إلى الله: وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم.